بات مصطلح الخرافة اكثر تداولا هذه الايام لدى بعض من يكتب حول المنبر الحسيني ، ونحن نطالب الذين كتبوا او سيكتبون تعريفنا بالحدود العلمية بين الخرافة والحقيقة ، اي بين الواقع والاسطورة ، ان رمي المنبر الحسيني وخطباءه في اكثريتهم بالتخريف هو عملية اضعاف لاعظم شعيرة دينية يساهم بها مثل هؤلاء الكتاب والمعلقون بشعور واصرار منهم او ببراءة وحرص على عظمة المنبر .
ان من يلقي نظرة ولو على عجالة على القران الكريم وينظر فيما حكاه عن الانبياء سيجد كثيرا من الافعال الخارقة للعادة ظهرت على ايديهم ، وتسمى هذه الافعال بالمعجزة ، فعدم احتراق ابراهيم بالنار ، وتحول عصا موسى الى حية تسعى ، وانفلاق البحر له ، وابراء المرضى بيد عيسى واحياء الموتى باشارة منه ، كل هذه من الخوارق ، فان كان مايقوله الخطيب المنبري من هذا الصنف وينسبه للائمة (ع) او لبعض الاولياء وبطريق صحيح فهو قراني المصدر والتاسيس ، والذي ينكره ويعتبره خرافة فانه انما ينكر القران واياته ويكذب النبي (ص) . ان الحدود بين الصحيح والسقيم في المعجزة والخرافة هي ما جاء به القران والسنة الصحيحة ، فمن منا يستطيع انكار بعض ما ورد عن علي (ع) واخباره الناس عن بعض المغيبات كهزيمة الخوارج ومقتل ذي الثدية ، او ينكر ما تحدث به النبي (ص) عن سقوط كسرى وقيصر ، او اخبار الامام المهدي (ع) لسفيره الرابع انه ميت بعد ستة ايام ؟ هل هذه خرافات اذا تحدث بها الخطيب على المنبر وعليه الاعراض عنها ؟ هل ندع حديث القران واهل البيت (ع) ونتبع حديث المتثقفين في الفيسبوك ؟ .
ان للخرافة وضعها وحدودها ، ولا يمكننا انكار وجودها في كتبنا وتراثنا ، فهي موجودة لدى جميع الطوائف والاديان ، وما الاساطير اليونانية الا شكل من اشكال الخرافة صدقها اهل اليونان وامنوا بها حتي صارت من ثوابت عقائدهم القديمة . ان التمادي والاسترسال في توهين المنبر الحسيني بدعوى وجود بعض الخطباء الذين صدقوا بكل حديث نقلته الكتب يلحق ضررا كبيرا بالشعائر الحسينية الصحيحة وهذا ما ينبغي الالتفات له