العرب أعداء أنفسهم , ولا عدو للعرب غير العرب , فالعرب ألد أعداء العرب , ولا عدو أقسى على العرب من العرب , فهم الذين يعادون ذاتهم وموضوعهم وأوطانهم وعقائدهم وقيمهم وأخلاقهم , ولا يفكرون بمصالحهم وحاضرهم ومستقبلهم.
لكنهم يستنجدون بالآخرين لمعاونتهم للعدوان على عروبتهم وهويتهم وأوطانهم ومصادرة ثرواتهم , ظنا منهم بأن الآخر تهمه مصالح العرب , ويتناسون بأنه لا تعنيه من الأمر إلا مصالحه.
وعلى هذا المنوال تمضي المسيرة العربية , وعلى مدى قرن أو يزيد ولا تزال في وتيرتها المتأججة الطافحة بالويلات والنكبات والتداعيات المريرة.
العرب يستنجدون بأعداء العرب للعدوان على العرب , ويستخدمون أسلحة أعدائهم للإنقضاض على أبناء عروبتهم , بعد ان يتم توصيفهم بما يسوّغ محقهم عن بكرة أبيهم.
ويتباكى العرب ويتظلمون , وربما يلطمون في أروقة الإجتماعات الدولية , كالجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المؤتمرات والجمعيات العالمية , ويستغيثون ” النجدة , النجدة من الإرهاب” , ” النجدة , النجدة , من هذا الدمار والخراب ” , وما تغيرت الحال بل أنها من سيئ إلى أسوأ , ومن مأزق إلى مأزق , والعلة في العرب لا غير.
والمقصود بالعرب ذوي الكراسي والنفوذ والسلطان , الذين يتبجحون بالحرص على الأوطان , وما أبقوا وطنا ومجتمعا ولا كيانا , وإنما يتسابقون للتدحرج في هاويات التلاحي والخصام والهوان .
العرب يتمرغون في خطاياهم وآثامهم التي يقترفونها ضد بعصهم البعض, ويتلاومون ويلقون بتبعية الفواجع المروعة على الآخر الذي لم يحميهم , أو لم يساهم بإنقاذهم من الغرق , وكأنهم لا يعرفون بأن من مصلحته غرقهم وإبادتهم وتدهور أحوالهم.
ومع كل ما يُحكى ويُقال فأن العرب هم صناع ويلاتهم , والذين يرسمون برامج تداعياتهم وفواجعهم المصيرية التي تأخذهم إلى سقر.
وكفى ضحكا على الذقون , وهربا من داء النفوس والرؤوس والقلوب.
فلن يصلح حال العرب إلا العرب , ولن يدمر العرب إلا العرب , فهل سيدرك العرب أن بيدهم تقرير مصيرهم , وأن عليهم أن يتحالفوا ويؤمنوا بأنهم أمة واحدة عليها أن تعتصم بحبل العروبة والوحدانية المبين.
والعرب بإرادتهم يمكنهم أن يعيشوا أعزاء آمنين!!