سنوات من التشظي والفرقة ، كل يغني على ليلاه ، الكثير نسى اخوته ، بل جعلهم اعداءه فتناسى كل المكونات وصب جام غضبه على اخوته الذين لا يقلون منه شأننا في التفرد بالراي والسير بطريق اللاعودة ، تجاهل العمود الذي في عيون الاخرين وسمر عينيه على القذة التي في عين اخيه ، فكان ما كان وكأن الفساد الاداري والمالي وسرقة المال العام سمة متلازمة مع السياسيين الشيعة لأن كل واحد منهم يهرج في مؤتمراته الصحفية على اخيه تاركا الباقين يقضمون مال عباد الله قضمة الابل لنبتة الربيع .
كلنا يتذكر كم اجتهد السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره الشريف وكم ضحى ليجمع التحالف الوطني بأقوى كتلة برلمانية تحت قبة البرلمان ولكن فرحة لم تدم اذ دغدغ الشيطان احلام البعض فحدث ما حدث وكلنا مسؤولين عما حدث .
اليوم تهيئت للسياسيين ركائز ثلاث قوية وصامدة تستطيع تحمل ثقل الدنيا باسرها ، فالركيزة الاولى هي المرجعية الدينية الرشيدة التي دعمت وقدمت كل الدعم على مر السنوات لتجمع الراي ، فكلما ادلهمت الخطوب واحيط بالشيعة من كل جانب وتوالت الضربات القاضية لتسقط المشروع السياسي الشيعي تحركت المرجعية بكلمات مختصرة لتقلب الوضع وتفجر الامل بركان يرتقي بالسياسيين الى اعلى المراتب وليتهم يشكرون .
الركيزة الثانية هي القيادة الحكيمة الواعية الناكرة للذات المضحية في سبيل الجميع والعاملة على الجمع لا التفريق والمطالبة عبر الكثير من المبادرات التي لو عمل بها الاخوة لكان الوضع اجمل مما عليه اليوم ، قيادة شابة اختزلت عمر التاريخ بطوله لتصب بكل خبرتها في قضية واحدة ، بناء العراق الواحد الموحد والدفاع عن حقوق اتباع اهل البيت بكل شجاعة ورباطة جأش .
الركيزة الثالثة هي القاعدة الجماهيرية الكبيرة والتي تقدم الغالي والنفيس دون كلل او ملل ودون تكلف او شروط ، فقط انها تؤمن بما تأمر به المرجعية الدينية ولا تنتظر ان يشبعها سياسي او يكسيها مرشح بل هي تنتظر من سيملىء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .
اذن المرحلة القادمة واضحة ايها السياسيون فلديكم مرجعية رشيدة وقيادة حكيمة وقواعد شعبية مطيعة مضحية ، فقط اتحدوا واعملوا على ما اقسمتم عليه فان التاريخ لا يرحم.