حللت في ريف السنين ضيفا هاربا من حروب وكلام , والقيل والقال في ارضي لها حكاية , فالتاريخ يروي الاساطير والحقيقة مهمشة بلا دليل , جلست في مضطجع السنوات بين اوراقي اقلب في صفحاتها عسى ان الوذ بها من افكار موسوسة واحلام بالكوابيس مثقلة اسمع فيها من يحدثني بأصوات مهموسة يناديني أن أطربني وغني اغنية النهاية والخلود , لم اعرف للغناء طريقا يوما فالصوت قد حطمته المصائب , يناديني ان أطربني باشعار وقصائد , ويدي باغلال التعاسة مثقلة , ضل الصوت يناديني وانا كالضائع بين الغابات استرعي انتباهي ولكن بلا جدوى , واناديه ان قل لي من انت , وما مضالمك معي ؟.
ولم تحملني المشاق وتدور بي الافلاك وتنكزني بالاشواك وتأذيني بمقالب السقوط والهلاك ؟ .
قد عرفت ذاك الذي يناديني واحسست بنبرة الضجيج في صوته فكل ذا ضجيج له حياة يجول بها بلا خاطر مجبورا كالاسير , قلت له :
قلبي وافكاري كأوراق الشجر , اذا سقطت في كفن الشهادة انجبت غيرها المئات
بل ستبقى تنبت بدل المئات الوف فهي لا تزول بل لا تموت تقاوم الرياح والجمود بصمود وخلود .
في اوقات السحر عندما يواجهني السئم والارق وفي لحظات السهر تمرقني الافكار بالقلم , والحبر ما جف مائه والحياة ملئية بالمشاعل تنير لي الاوراق وتستلهم من حياتي بحار عبر تروي بها خاطري لتنبض فيه الكلمات , واي كلمات ذات القصيد المستعر كالنار في هشيم وسقر من حر حرفها لا مفر .
وفي غابة السنوات خبت اوراقي فها قد هزمتها سهام الاسى بلا رجعة , ام قد تعود , وربما قد اقترب موت الوجود , واي وجود والقلب اسير للخلود , فالتاريخ صعب عنود , وهل للتاريخ ارادة , ام حبكة في نهاية بها تعم السعادة , ومن حروفها تبنى الاسوار والحصون وتستقي من بين احزاب كلماتها القيادة , واين السعادة والقيادة , واين ذات التاريخ والاشادة , واين ارضي السليبة من بين يدي , واين اهلي ومن قربوا علي , واين متى واين , وربما المتى اين تأتي في بلدي .
بلاد الغرب اوطاني , فبلاد العرب لا تزال في سكون وخذلان , ايا ذات الرباط الهمي شباب العمر في كل البقاع ومختلف البلدان , ارضكم غالية وان شمسها غربت , فالليل اخره قريب , اين ومتى وهل يجيب انسان ؟ , وهل للأين مكان بين احضاني .
ستعود يا وطني اجمل