لو سألت أي مسلم شيعي: أين الحسين وصحبه الآن ؟
لأجابك مباشرةً : في جنات النعيم ..
وتعتبر هذه الاجابة حقيقة مطلقة في عقيدة المسلمين إذ إن الشهيد يكون في جنات النعيم منذ لحظة استشهاده فهذا هو مكانه الطبيعي.
إذا كان الإمام وصحبه عليهم السلام في جنات النعيم فلماذا تبكون عليهم وتلطمون ؟!
ولو سألت هذا الإنسان نفسه: لماذا وضد من ثار الإمام الحسين ؟!
لأجابك مذكراً بالوقائع التاريخية المعروفة: لقد ثار الإمام ضد حاكم فاسد ظالم هو يزيد بن معاوية الذي استمر على نهج أبيه معاوية الذي تمرد على الحاكم الشرعي في زمانه الإمام علي مخالفاً بذلك مباديء الإسلام. وبعد أن استتب له الأمر أسس سنّةً أخرى مناقضة للسنة النبوية والشرع الإسلامي إذ إتضح ذلك في نقطتين :
1 – اعتبر المال العام مُلكاً شخصياً له فصار يتصرف به على هواه، وضمناً لشراء ضمائر الأتباع والجلاوزة.
2 – وبهذه الطريقة اتخذ الناس خولاً، أي استعبدهم بعد أن خلقهم الله أحراراً. (وهذا ما يفعله الآن المالكي والجعفري والحكيم وبقية عبيد السلطة) ولذلك حاربه الإمام علي.
فهدف ثورة الحسين عليه السلام هو رفع الظلم عن الناس بتحقيق العدالة لذلك لا يمكن أن يكون اللطم والتطبير من أهداف أو متطلبات نصرة الحسين لأن اللطم والتطبير لا يساهمان في تحقيق العدالة، بل على العكس، يخلقان جماعة يسيطر عليها الحزن والقهر ولذلك ابتعدت عن الثورة لأنها أحاطت نفسها بالعزلة وطقوس اللطم والبكاء التي تطفيء العقل وتكرس العواطف المجروحة.
أهذا ما أراده منكم الإمام الحسين اللطم والبكاء أم السير على طريقه طريق الكرامة والكبرياء بالثورة على الظالمين، على من سلبوكم حقوقكم وحرموكم العمل والخدمات سارقين المليارات من المال العام للبذخ وشراء الذمم وتجميع الجلاوزة والاتباع !!
فإذا كان حكام العراق الآن، وخصوصاً الأحزاب الدينية، ظالمين فاسدين وسارقين للمال العام وأنتم ضحاياهم .. أليس من واجبكم القيام بما قام به الإمام الحسين والسير على طريقه، طريق المواجه مع الظالمين ؟!
هل واجبكم الثورة على من ظلمكم أم اللطم والصراخ ! هل هذا هو طريق الأحرار ؟
استيقظوا يا شيعة العراق
كونوا شجعاناً ثائرين على الظلم والظالمين كما كان الإمام الحسين وأتباعه .. هذا هو واجبكم وليس اللطم والتطبير ..
أليس كذلك .. ؟!