26 نوفمبر، 2024 4:25 م
Search
Close this search box.

الأسلام .. وأغتيال الكلمة الحرة / ” ناهض حتر “

الأسلام .. وأغتيال الكلمة الحرة / ” ناهض حتر “

* لا زلنا نتبول على أنفسنا ليس خلال نومنا فقط ، بل حتى في يقظتنا ، نهارا جهارا ، وذلك لأننا بشر بلا قرار وبلا حرية وبلا أفق للتعبير الحر ، مكبوتون مأبونون بالخرافة ، مهووسون بالغيبيات ، مسلوبون العقل والأرادة ، نحن مسجونون داخل شرنقة أسمها ” الكذب والوهم ” ، ونكابر ، ونكذب ولا زلنا .. نكذب ونكذب ، أمام الأعلام ، في مؤتمراتنا ، في أجتماعاتنا ، مع أصدقائنا ، مع مسؤولينا ، مع أسرنا وحتى نكذب على أنفسنا ، ونصدق كذبنا .. فمتى نصحوا من هذا الوهم ، الجواب : لا أحد في المعمورة يدري أو يعلم متى ! ، لأننا نحن بذاتنا وضميرنا ، لا نريد أن ندري !! .

* ” ناحض حتر ” (*1) الكاتب الصحافي الأردني ، أغتيل ب 6 أطلاقات أمام المحكمة ، ثم ماذا !! ، هل عملية الأغتيال هذه وغيرها ستكت أفواه التعبير الحر ! ، هل أنتهى الأمر بقتل ناهض حتر ! ، هل كلما يبرز فاه حر يأبى القيود يملأ فمه رصاص ! هل أن كل المعضلات والخلافات والأختلافات الفكرية والمعتقدية يكون حلها القتل !! وهل القتل هو الحل الوحيد أمام الفكر الديني المتطرف !! ، أغتيالا أو أعداما أو نحرا !! ، هل سنستمر بقتل كل مخالفينا ومعارضينا !! هل أن مساحة القتل في فكرنا ، مفتوحة على مصراعيها وبلا حدود ! .. فمتى سنصحوا من ثقافة القتل ! .

* أولى التقارير تشير الى أن منفذ الأغتيال هو أمام مسجد (*2) ، وسؤالي لمن يتبع منفذ عملية الأغتيال ، هل يتبع الفاتيكان مثلا ! أم يتبع الكنيسة الأرثوذكسية ! وذلك لأن الكل تبرؤا منه فجأة ، فقد جاء في الموقع الألكتروني / الجزيرة نت ، التالي : ( كما استنكرت دائرة الإفتاء العام في بيان مقتل حتر ، مؤكدة أن ” الدين الإسلامي برئ من هذه الجريمة البشعة ودعت أبناء المجتمع الأردني جميعا باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة “. بدورها ، دانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مقتل حتر . وقال الناطق باسم الجماعة بادي الرفايعة في بيان إن الجماعة ” تستنكر هذا الاعتداء والطريقة البشعة التي جرت فيها “. وأضاف ” نحذر من إثارة الفتنة وندعو الجميع في وطننا الغالي للحفاظ على أمنه واستقراره ” / نقل من موقع الجزيرة ) .. السؤال الأهم ، المراجع الحكومية لم تذكر ثقافة و فكر القاتل ، ولم تبين خلفيته المعتقدية المتزمتة ، ولم تهمس بخطابه الديني المتطرف ، ولم تعلن عن مرجعيته الدينية المبنية على نصوص وأيات السيف !! ، أن المكون الفكري للقاتل / من كل ما سبق ، من المؤكد سيؤدي ليس الى فتح قنوات حوار ، بل فتح قنوات دم !! .

* خلاصة وخاتمة – أن الذي أغتال ” ناهض حتر ” ، هم ” شيوخ دين ” الذين تبرقعوا بالدين واجهة وغطاءا ، رجال يحرضون على القتل ضمن نصوص تدعوا الى الأنتقام من كل مخالف ، رجال لا تؤمن بالكلمة الحرة ، رجال لا تفقه سوى تقديس الماضي ، رجال همها أن تبقى على أنوف الاخرين وأن أغرقت كل الطرق دما وجماجم ! ، رجال لا ترى سوى أخمص قدميها ، رجال خطابها الديني مغروس بالكراهية والحقد والتكفير والتطرف وألغاء الأخر ، رجال تتاجر بالدين ! ، رجال ستجلب البلاء على هذا الدين الذي خطفته ووضعته تحت عبائتها ! .
—————————————————————–
(*1) ناهض حتر( 1960 – 25 سبتمبر 2016 ) هو كاتب وصحافي يساري أردني ، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر . يعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي . سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية ، اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98 ، وكان مقيماً في عمان قبل اغتيالة . له عدة اسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي ، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية. اسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني . كان حتر قبل وفاتة كاتباً في صحيفة الأخبار اللبنانية[2]، موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ أيلول 2008 . / نقل من الويكيبيديا .
(*2) ان منفذ عملية اغتيال الكاتب ناهض حتر صباح اليوم امام قصر العدل هو (ر.ع) مواليد 1967 ، يعمل امام مسجد في ماركا ، وهو يحمل اسبقية الايذاء ، وقد قام باطلاق النار من سلاح ناري مسدس واصابة الكاتب ناهض
حتر مواليد 1960 بثلاث اعيرة نارية بالراس على درج مدخل قصر العدل اثناء دخوله للقصر ، وأرداه قتيلا .. / نقل من موقع joindependent.com

أحدث المقالات