أجاب الرئيس الإيراني السابق محمود نجاد أحد الصحفيين ..” أنظر للشخص الواقف في المرآة وأقول له تذكر إنك خادم بسيط , عندك مهمة ثقيلة هي خدمة الشعب الإيراني, وهو يحمل السندويشات التي أعدتها له زوجته, رافضا الطعام الرئاسي, وكان يشترط عند تعين وزير جديد, أن يتعهد يبقى فقير, وكما دخل الوزارة يخرج منها ” (( مجلة الرسالة العدد85 /2016))
التحلي بأخلاق الدين الإسلامي, وسعة المعرفة الثقافية والفكرية, والإلتزام بمبادئ الدين الإسلامي, التي بلغها الرسول الأعظم, وسطرتها الآيات المباركة, لرجال سجل التاريخ لهم مواقف يشهدها العالم.
حكم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الأمة الإسلامية بالحق والعدل, عند إستلام الخلافة بعد الرسول, كان يحرص على المال العام, ويكرسه لخدمة الصالح العام, ولا يصرف أي مبلغ للمصالح الشخصية, إلى أن أطالته يد الخيانة والغدر, فأصاب الأمة الإسلامية نكبتها الكبرى بهذا الحدث الجلل.
الحقد والغدر لم يتوقف على أل بيت الرسول, لرفضهم الباطل, الذي تجسده واقعة كربلاء المريرة, بانتصار الدم على السيف .. لازال العالم يستشف منها الدروس, والعبر عن الصبر والتحمل, والالتزام بمبادئ الدين الإسلامي, وعنوان للتضحية, والإخوة والأخلاق, وكيف تجلدت قلوب الكفار, أمام أطماع المنصب, وتجردها من كل معاني الإنسانية. يستمر الإرث الفكري الحاقد للسلف الأموي, المعادي للدين الإسلامي, يغذي الحركات والعصابات الإرهابية والوهابية, التي تعبث بمقدرات الشعوب, لتشويه الدين الإسلامي, و أطرت شعاراتها بإسم الدين, وتنشر الخرافات والبدع, ساعدها الخونة وضعاف النفوس, لتدمير العراق, مرتكز الدين الإسلامي, ومصدر الإشعاع الفكري, لآل بيت الرسول (عليهم السلام) . لماذا يستهدف العراق ؟ بلد الحضارات الإسلامية, و مصدر للإشعاع الفكري والثقافي والخير والسلام .
بغداد عانقها قادة الرأي في الحاضر والماضي, تتطلع لها دول العالم لتجد أسرار الحضارة, والعلم الذي ضاع بين الغزو الأمريكي, وهيمنة العصابات الأخرى.
النجف الأشرف من المدن العراقية المقدسة, تحتضن مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), يرتادها الزوار من كل دول العالم, لغرض الزيارة, والتشرف بهذا المرقد الشريف, أو لغرض طلب العلم, كثيرا من قادة المجتمع والرأي العام, والقادة السياسيين, أكملوا دراستهم في هذه المدينة المقدسة, على يد علماء ومراجع دينية, ينحنون لهم خشوعا بعد الباري, وكذلك كربلاء التي تشرفت أرضها, بضريح الإمام الحسين وأخيه العباس(عليهم السلام) ومراقد شهداء معركة الطف .
ساهم الصهيوني برايمر, وأعوانه حكام دول البعير, بدمار العراق وسلب قوته, وإتخاذ القرارات الخاطئة, باع بعض من تصدر مقاليد الحكم, ضميرهم بأبخس الأثمان, لضعفهم أمام الدولار الأمريكي, وتجلدت قلوبهم, فدفع الشعب العراقي ثمن ذلك, دمائه الزكية التي سالت في الداخل, أثر الإنفجارات والأعمال الإرهابية, أو أثناء مواجهة أعداء الإنسانية, في ساحات القتال.
إستطاعت أمريكا بفضل حاكمها برايمر, تجريد البعض من إخلاقياتهم, والمبادئ الإسلامية والقيم الإنسانية, وجعلتهم يجرون خلف المغريات المادية, وهيئت لهم على إن المنصب مصدر يدر عليهم ريعا وفيرا, مما أدى بالعراق يهوي بكل الأثقال, كالشجرة التي خوى جذعها, فتميل أغصانها, ولا تقوى لحمل أثمارها, فتهوي على الأرض .
كثيرا من ذوي المناصب القيادية العليا في الدولة, تسبب بدمار البلد سواء كان ذلك مقصود أو غير ذلك .. كيف ينضر هؤلاء لأنفسهم ؟ قادة وساسة عندما تعرض الصورة الحقيقية لهم, قبل وبعد المنصب, ولا بد يوما ما تزول الأموال, وما كنزوا من غير حق بالباطل, على حساب شعبهم, فماذا يقولون للمجتمع ولأولادهم وذويهم, الذين سيدفعون ثمن غيهم وطغيانهم, بأغلى الأثمان, بقوة الباري التي لا تقهر .