يُدرك معظم العراقيون وجود سلبيات، وإخفاقات ووقت ضائع وإمكانيات مهدورة؛ ولكن لا ينفي ذلك من وجود إيجابيات توازي المثاليات؛ مقارنة بما نواجه من تحديات في وقتنا الراهن، ومَنْ يملك جيلا فتياً لم تلوثه الدكتاتورية والإذلال والإنكسار، وضرب مثالاً في التفاني بالدفاع عن أرض وطنه ومكتسبات حريته؛ فلا شك لا خوف على شعب يملك شباب خالط جيل خبرة؛ يسابقون الشباب في سوح العمل والمعارك من أجل نيل الشرف.
يملك العراق جيلاً من الشباب؛ له حرية الإختيار في القبول والرفض، وشخصية بعيدة عن الخوف والأيدلوجيات المستهلكة، وتفاعل مع العالم فأحسن تفاعله.
يقف العراق على إعتاب مرحلة؛ يبحث فيها بالخروج من متاهة التجاذبات السياسية، وتكرار الوجوه الفاشلة، التي تتربع على مقاليد السلطة؛ بشعارات مستهلكة وخطابات وبرامج بعض منها لا يتغيير فيها سوى التواريخ، وإدخال مرادفات توائم طبيعة خطاب المرحلة وآلية الجذب والكذب المغلف بالوطنية، وتتصارع الأحشاء بدوافع شخصية ذات فوائد خارجية، ومَنْ منا يلعن ما آل له الحال؛ ليبدأ برسم واقع المآل.
تتطلب المرحلة الحالية والقادمة؛ إنطلاق الى التجديد والإنتقال من التخلف والبيروقراطية؛ الى السلام والأمن والعدل والإعمار، والبحث عن الطاقات الكامنة ومنابع العطاء والفكر الوقاد، ومن عقود والعراق يُدار أحياناً؛ بشخصيات إستهلكت طاقاتها وإنعدمت مسايرتها ومحاكاتها؛ للحاضر والتطور التنكنلوجي والذهني المجتمعي؛ حتى جثمت بعض الشخصيات قضمت الحاضر بإجترار الماضي، وحديث عن تاريخ نعم أنه أسس لهذه المرحلة، ولكن ليست بالضرورة أن تكون شخوصه هي المتصدرة، وأن صدقت شعارات بعضها؛ فلتتصدر للإستشارة والإستفادة من الخبرة لجيل الشباب؛ لا عرقلة طاقة وفتوة دولة تبحث عن التجديد والتطور والإبداع.
إن القناعة تزداد مع شعب عمل الكثير وتفوق على شعوب أكثر، وقلب المواجهة مع الإرهاب لصالح الوطن، وضرب الحسابات الدولية والأقليمية عرض الحائط، التي كانت تتوقع المجهول والمشؤوم؛ حتى صدقها بعض الساسة؛ إلاّ أن الشباب لم يهاجروا عن وطنهم وزادتهم المحن قوة وصلابة، وأظهروا قدرات أبهرت العالم وفككت الإرهاب بتنامي مسببات التماسك والتلاحم، وعقلانية القراءة في مسؤولياتهم بالدفاع عن وطنهم، ومن يرخص دمه دون مقابل، لا يمكن أن يكون لصاً عندما يوضع في محل المسؤولية.الشباب العراقي رأس مالنا الحقيقي، وثروة لا تنضب لمشروع عراق جديد يأمل بمستقبل مشرق، ويد ضاربة تذود عن الكرامة.الشباب قوة للتجديد وعنوان للحاضر وأمل للمستقبل، وذراع يحمل البندقية، ويد تكافح للبناء، وعقل يفكر بالإستقرار والتطور ومحاكاة الركب الحضاري، وبناة حلم يعصر الفساد بفكي الوطنية والطاقة الحالمة بدولة عصرية، وما على جيل الخبرة ومن قدم تضحية التي لا يُستهين بها الشباب الواعي، وعليهم زرع الإيجابية والحماسة، وإعطاء الشباب دورهم في قيادة المرحلة، وإبعاد اليأس والإحباط والعقبات، وإشعارهم بفخر الإنتماء؛ لشعب بهذه القوة والصلابة والطيبة والشجاعة، وعند التمعن نجد أنها عوالق من الأنا والنرجسية عند بعض الشخصيات؛ أن تخلوا عنها؛ سيكونون في مقدمة السعداء بعراق يعمل برأس ماله الحقيقي.