إن مصطلح الفاشية ( Fascism ) مشتق من الأيطالية ( Fascio ) وهي تعني بلغتهم حزمة من الصولجانات كانت تحمل أمام الحكام في روما القديمة ، وهي دليل على قوتهم وسلطتهم ، وفي تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت هذه الكلمة تستخدم في إيطاليا كثيراً لتشير الى جماعة أو رابطة سياسية عادة ماتتكون من اشتراكيين ثوريين ، اما اليوم فأنها تستخدم كأصطلاح يراد به الأساءة السياسية للخصوم السياسيين وأتهامهم بالدكتاتورية ومعاداة الديمقراطية .
بعد هذه المقدمة البسيطة لمفهوم الفاشية العام يتبادر الى الأذهان عن ماهية مصطلح ( الفاشية في الأسلام ) والذي كرسه داعش بإقمة الخلافة المزعومة في المنطقة الممتدة من أفريقيا الى الهند وهي دولتهم ( الاسلامية ) المنشودة والذي سيكرسون فيه نظام الحكم الديني الاسلامي على أعتبار أن داعش في نظر الأغلبية تمثل الإسلام بحذافيره ، ومن الواضح إن أحد أهدافها المهمة هي إخضاع القوميات والطوائف كافة لسلطتها ونظامها بالحرب والأرهاب ، وبذلك يسعون لأضطهاد البلدان والشعوب المحيطه بالعالم الإسلامي بهدف إنشاء دولة شمولية لا ديمقراطية بهدف تحسين مستوى معيشة المسلمين ورفاهيتهم بحسب مفهومهم .
يمكن افتراض أن جذور التيارات السياسية الدينية جاءت من تركيا غالبا ، وأن فكرة ( الخلافة ) تتطابق تماما مع فكر النازية الألمانية وهذا يظهر جلياً في مشكلة ( اليهود ) ومذابح الأرمن ،
إن فكرة الفاشية بالأساس هي فكرة إشتراكية قومية وهذا بالطبع مالا نجده عند الإسلاميين ، لكن إذا ما وضعنا الإسلاميون مكان النازية في الأشتراكية والقومية فسيكون من السهل ملاحظة التطابق الفكري بينهما لذلك نجد مصطلح ( الفاشية الإسلامية ) هنا وارد جداً ويحتمل الصحة .إن من يعتقد أن بالأمكان القضاء على تنظيم ( داعش ) الأرهابي في مهده فهو واهم ، لانهم ليسوا حمقى ، ولأن أساليب مكافحتهم المعروفة التي أُستخدمت سابقاً لن تصلح لمكافحة الفاشية الجديدة .إن هذه الفاشية بثوبها الجديد بدأت بأستخدام أساليب جديدة لبلوغ أهدافها وهذا ما يظهر جلياً في العمليات الأرهابية التي نفذوها مؤخراً في فرنسا ، وغيرها من الدول الأوربية حيث تتوغل مجموعة صغيرة مسلحة من الأرهابيين بين حشود المدنيين الآمنين والغير مسلحين أصلاً وتبدأ بإطلاق النار عليهم ثم تختفي بسرعة وهذا الأسلوب هو نفس الاسلوب المتبع في كل العمليات الارهابية في اوربا ومثال على ذلك العملية الارهابية التي نفذها النرويجي ( أندرس بهرنغ بريفيك ) في جزيرة ( أوتايا ) في ٢٢ يوليو ٢٠١١ ، وتهدف هذه الهجمات عموماً الى خلق شعور مستمر بالخوف وجعل السلطات في حالة إرباك مستمر وإثارة الذعر وعدم الرضا لدى المواطنين مما يحفزهم على القيام بإعمال أنتقامية معادية للمهاجرين الذين تدفقوا الى اوربا وهذا بالنتيجة يسهل تجنيد الأرهابيين من قبل الجماعات الارهابية .
أخيراً أقول إن على كل الدول المستعدة إستعداداً حقيقياً لمحاربة هذا الفكر الفاشي الجديد أن تُدرك أنها لا تتعامل مع الأرهاب فحسب ، بل هي مواجهة حقيقية وواقعية للفاشية الدولية بثوبها الجديد .