18 ديسمبر، 2024 9:44 م

قراءة في تحديات وفرص التحالف الوطني 

قراءة في تحديات وفرص التحالف الوطني 

التصدي لإدارة ملف معين ، او منصب معين ، يقتضي وجود صلاحيات لمن يدير هذا المنصب ، لما لهذه الصلاحيات من قدرة على اعطائه الأدوات التي تمكنه من تنفيذ وتفعيل ما يريده وما يراه مناسباً ، وكذلك تسمح له بالتأثير على من يشترك معه في نفس دائرة العمل ، لتوحيد الجهود ، وتوجيهها بأتجاه محدد ، بدل التشتت والتناقض في المواقف والقرارات ، التي تتسبب بشل العمل والمؤسسة المراد لها النهوض والارتقاء .

التحالف الوطني اريد له ان يعاد إنعاشه من جديد ، بعدما مات اكلينيكياً لعدة سنوات ، لتعطى رئاسته للحكيم ، ولكن كما أشير بدون صلاحيات فعلية لوضع الخطط والرؤى موضع التنفيذ ، فرئاسة التحالف لا تملك سوى إنضاج رؤية سياسية وطنية ، ومحاولة إقناع أطراف التحالف على تبنيها ، ووضعها موضع التنفيذ ، والمضي قدماً بها ، والرؤية السياسية المتفق عليها نسبياً ، بأي حال من الأحوال هي أفضل من الوضع المتشتت للتحالف ، الذي يجعل منه اكثرية عددية ، وأقلية سياسية في نفس الوقت ، بسبب عدم اتفاقهم على مشروع او رؤية سياسية او حتى التنسيق بأتجاه معين ، بالاضافة الى تمرد الكثير من نواب التحالف على قادة كتلهم ، وهذا يؤدي الى تشتت الاّراء وتقسيم للمقسم ، وعدم إمكانية ايجاد اجماع حول الكثير من القضايا المصيرية والاستراتيجية ، لكون كتل التحالف كانت تواجه صعوبة في الاتفاق على الكثير من القضايا بين عدة شخصيات تمثل الكتل ، فكيف يمكن ايجاد اجماع نسبي على الأقل من خلال التعامل مع أعضاء التحالف فرادًا ، وكل على حدا ؟ 
الكثير من التحديات تواجه التحالف الوطني في مسيرته ، ومحاولة إنعاشه وإعادته فاعلاً الى الحياة السياسية ، ليست المحلية فقط وانما الإقليمية أيضاً ، لما تقتضيه المرحلة من ادوار ، هو مجبر على ادائها ، وفي الجانب الاخر لديه الكثير من الفرص التي اذا ما اغتنمها ستجعله بمثابة الداينمو للعملية السياسية بمجملها ، ومن اهم الفرص هي النجاح في تبني رؤية موحدة ، واستثمار العدد الكبير في مجلس النواب ، وممثليهم داخل الحكومة ، مما يفرض على باقي الكتل بصورة غير مباشرة على مسايرته ، لما له من قوة يصعب الوقوف بوجهها ، او منعها من تنفيذ رؤيتها ، لما يتمتع به من إمكانيات وقدرات كبيرة اذا ما استثمرت بشكل صحيح وذكي النجاح في إنعاش التحالف الوطني ، سيمهد لمرحلة جديدة سيكون عنوانها اعادة لملمة الأطراف السياسية في تحالفات مكوناتية ، شبيهة بالتحالف الوطني العراقي ، مما يجعلنا امام لم شتات المكونات ، بعدما أجهدتها المنافسات الداخلية بين ممثلي المكون نفسه ، اذ يعتبر من اكبر مشاكلنا عدم وجود ممثل فعلي لكل مكون يمكن الكتل الاخرى من التفاوض والتفاهم معه ، مما يجبرها على التفاوض مع عدة ممثلين لكل مكون ، وهذا بدوره لن يوصل الى اي نتيجة بسبب ادعاء كل طرف بتمثيله وادعاء غيره ، وهذه فرصة اخرى كبيرة وعظيمة يمكن استثمارها ، والخروج منها بمكتسبات يطول الحديث عنها وهو متروك لأوانه .