عودنا التاريخ ومن يكتب فيه على وجود اكثر من معلومة مزيفة وغير حقيقية يحاول الكتاب من خلالها تركيز المعلومة وتثبيتها لدى القارىء لاغراض لايعلمها الا من كتبها ومن تابع التدقيق فيها ,واليوم انا اخوض في معلومة خطيرة جدا اخذت مداها الواسع في التاريخ العربي الاسلامي واؤلفت عنها قصص وروايات كثيرة تناولتها الاجيال تتابعا وهي بالاصل لاوجود لها بحسب التحقيق والتدقيق وخصوصا من قبل اناس يعتبرون من القريبين عليها فكريا ,وهذه المعلومة هي عن سيدة تدعى الخنساء عاشت في فترة من الزمن يدعي من كتب عنها انها مؤثرة باخوتها الاربعة الذين قتلوا وبقيت صامدة مؤكدة على هدفها الذي عاشت به .
بعد التدقيق والتحقيق عن هذه السيدة والفترة التي عاشت بها اتضح انها تاريخيا لاوجود لها ابدا وان كل ماقيل عنها هو محض كذب له مقاصده سناتي عليها في البحث لاحقا ,ففي مسند التاريخ لابن حجر كتب عن الموضوع ص 167 (ان وهمية شخصية الخنساء بقصتها المزيفة اساءت الى الكاتب والمؤرخ العربي الذي رواها واصبح تكرارها هو لتاكيدها وهذا معيب على التاريخ العربي فلاتوجد خنساء ابدا وليس هناك امراة عربية قتل اخوتها وبقيت صابرة اللهم الا السيدة فاطمة بنت مزاحم التي قتل اولادها الاربعة مع الحسين بن علي وبقيت صابرة محتسبة) كذلك في كتاب المسند من التاريخ لعبد الله القادري سنة 957هجرية الجزء السادس ص 83 حيث ذكر (ان من وضع شخصية الخنساء في التاريخ العربي كان يهدف ضرب الشخصية العربية وجعلها غير ذا احساس بالاخوة والعاطفة ووصف العرب انهم غير مراعون للاخوة والاهلية وانهم همج متعصبون لقبائلهم وعلى الجميع مراجعة ماكتبه الشعراء في فترتها المزمعة ولم يذكروها لانها غير موجودة اصلا ) وكذا دلا الجلائري بن محمد بدلوه سنة 1021 هجري في كتابه الموسوم شخصيات عربية شاخصة لم يات على ذكرها وقال (لايوجد شيء اسمه الخنساء بحسب تدقيقنا وبحثنا المضني في عمق التاريخ ولااعرف انا سبب زجها في التاريخ العربي وظلم تاريخ العرب بهذه الشخصية المزيفة ) وعند اتصالي شخصيا بالشيخ الجليل منذر عبد الرحمن الواعظ الموجود الان في المغرب والذي سبق له ان تولى امامة جامع ابي حنيفة النعمان في بغداد في فترة الثمانينات من القرن الماضي قال (ان شخصية الخنساء وهمية غير ذا وجود وعندما اعترضت انا عليها امروني بالسكوت لانها شخصية في قبال شخصية سيدتنا فاطمة بنت مزاحم الكلابي المكناة بام البنين وهي زوجة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وقالوا ايضا لابد من وجود موازاة مع محبي اهل بيت النبوة عندنا ولانترك لهم التاريخ وسنكذب ونكذب ونزيف ولانجعلهم ينالوا الفخر وحدهم ) ,اذن هذا هو الامر الذي من اجله اخترعت هذه الشخصية المزيفة ويريدون ايضا جعل الوفاء لاهل البيت عليهم السلام مساويا لهمجية التعصب والقبلية المقيتة التي يوصف بها العرب ,ان ايمان سيدتنا ام البنين ووفاءها لاهل بيت النبوة لايمكن ان تضيعه ترهات كهذه فالله تعالى يعرف النوايا والمقصود من هكذا امر فاين سيولي هؤلاء التافهين وجوههم يوم الحساب وهم ماانفكوا يسيئوا بقصد لاهل بيت الرسالة عليهم السلام .
اذن هنا واجب الجميع بلا استثناء تتبع الامر والاستقصاء عنه بحسب الممكن وعدم الوقوع في خطا الناكصين للوعود والعهود مزيفي التاريخ المرجفين وعلى الجميع الانتباه لهدف مثل هكذا روايات غير حقيقية وعدم الانجرار والانسياق وراءها وان يفعل الجميع عقولهم لتمييز الامر وان لاتاخذ البعض العصبية والطائفية في تاييد الخطا لان الخطا يشمل جميع العرب والاسلام ويشوه صورتهم امام الاخرين واتباع الصح يعيد ويقوي الثقة في ما نكتب ونقول .
ان استمرار محاربة اهل البيت عليهم السلام بالقول والكتابة له اثره السيء على الاسلام وسيؤدي الى استمرار الفرقة وانجاح مخطط الغير الراغب في تدمير الاسلام وتشويه صورته الناصعة .