رسمت سحر الليالي في أور ومرأى زقورتها المهيبة أخاديد وخطوط في ذاكرتي حفرتها أزاميل الزمن وتجسدت ثنائيا توأما في روحي ومكانة أثيرة في قلبي ليس لأنني ولدت تحت أسوار قصر( شولكي ) أو رضعت من درة (بو آبي الجميلة ) بل لآجل تاريخها الذي زين جوهرة التاج العراقي العريق ولاجل ناسها الطيبين المهووسون بحب آجرها ولبنتاها المغسولة بالعشق السرمدي والمعفرة بالأريج السومري المضوع بالمحبة والعرفان لأديم هذه البقعة الطاهرة ، والتي نفتدي كل غال ونفيس رخيصا على كل محراب حرف سومري خط على جدرانها ،ونريق دمائنا بخورا تحت قدميي تماثيلها .أور المكير عروسة الكلدان الأوائل ومدينة المدن الأولى وبوابة الخليج إلى (دلمون )ونافذة العراق على البحر المستميت شوقا لشواطئ(تام تي شا مات كلدي) وبحرها الجنوبي المترامي الممتد كعيون الأطفال المصوغ بزوارق البردي والمعجون برائحة القصب . أور تلك الزقورة المهيبة الشامخه كنسر ينشر جناحيه على التخوم الواسعة يرمقها بعيونه المتالقه بالسؤؤد والفخار بانيها الملك السومري (اورنمو وابنه شولكي) ويتجولان في معبديها ويتفرسان في بديع قصورها ويوصيان حفيدهما(نبو نائيد) بان يحرسها كعينيه ويضمها بين صدره كمعشوقة مدللة. من يستحق من مدن الدنيا كرامة وعزة ومباهاة غير حاضرة مدن الجنوب وثالثة هرمها القدسي. أو ليست أور أميرة المدن الثلاث الأولى اريدو عاصمة الكلدان الاولى ، واور (حاضنة اول حرف ومربية اول قلم ) واورك سفر الحضاره . او ليس اجدادنا السومريون ذو الستة الاف سنه قبل الميلاد من جال بين ربوعها بعيونهم الواسعة الاسره ومنحوا فاتناتها الغنج والدلال والحسن الآسر، وهن يتمايلن على ايقاع قيثارتهن بظفائرهن المخضبة بالحناء والمسك والليلك ،ليسكب الشعراء مفاتنهن ورقتهن قصائد غاية في الاحساس والنشوه والوصف، دونتها آلاف الرقم المخطوطه التي أذهلت العارفين لروعتها وحبكتها ودقة صياغتها .أليس الملكه الفاتنه شبعاد (بو ابي) ووصائفها وما وجد في مدافنها من اذهل الاثاريين والمؤرخين وتجاوز حضورها المعجز إلى الأدباء والروائيين ليسجلوا شهادات حيه ومثيره على ذلك معززة بالاعجاب المنقطع النظير .من غير اور تضاهيها منزلة وفيها نبتت شجرة الالوهيه وانشق من سديهما نورابو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا التحايا والسلام ،موعودا من الرب المتعالي بان الله سيرثه ومن بعده نسله، سلطان الأرض وملكوت السماء . من غير اورمثابة ومقدم سعد للملك الكلداني الثائر (مردوخ ابلا ايدينا ) ليهزم جيوش الغزاة الشماليين المتربسّين بالعدة والعدد ليخوض حربا ضروسا ، منصورا ومؤيدا من محبيه ومواطنيه من صيادي الاهوار وفلاحيهم بحرابهم ورماحهم ليتمكن من صد الغزاة وتحرير (بابل) تلك الوثبة التاريخية المهمه التي كانت مصدرا نيرا وسفرا خالدا في استعادة مجد الملك الكلداني الثائر (مردوخ بلادان ) والقضاء على جبروت الطاغيه الذي اداق سكان اهوار الجنوب الامِرين .أور التي ابتناها أجدادنا الطيبون بمعاولهم وعرقهم وهمتم وعبقريتهم يتجدد مجدها كل يوم وتستعيد زهوها كل ساعه لتكشف لنا عن طينها الحري الأصيل وماء فراتها السلسبيل ويكرمها أبنائها الغيارى الذابين عن حماها بصدورهم المجيبة لداعي الحتوف بأقدس مافي رجولتهم وأسمى مافي وطنيتهم بالولاء والانتماء لسومريتهم ولعراقيتهم وها هم يسمعون اليوم فحيح الأفاعي الصفراء وتخر صات الابواق المبحوحة بان بناة الحضارة السومرية هم كائنات فضائيه قدمت من كواكب أخرى ،معللة ذلك بتعاليل مضحكه ومستهجنه. أغربها وأعجبها( إن عيون أجدادنا السومريون كانت واسعة وتتطلع نحو السماء ).
الا ساء فعلهم وباء سوء قولهم ومايفترون . واليكم الخبرالذي اوردته جريدة الحياة : فقد اكد باحث عراقي أن حضارة بلاد سومر التي ازدهرت في العراق قبل أكثر من خمسة آلاف سنة بنتها كائنات فضائية، وأن نظريته هي أقرب النظريات الى أصل السومريين. وقال صباح حاتم وهو أحد المتخصصين والمهتمين بنشوء الحضارة السومرية لـجريدة «الحياة» إن «الأسئلة المحيرة في الحضارة السومرية تجيب عنها هذه النظرية بدقة، وانها أقرب النظريات الى واقع نشأة الحضارة السومرية وتطورها في جنوب العراق وأوضح الباحث الذي أمضى 15 عاماً في البحث عن أصل حضارة سومر أن العلاقة بين الحضارة السومرية والسماء تكاد تكون ماثلة للعيان، إذ أن كل التماثيل السومرية تتسم بعيون كبيرة شاخصة الى السماء، فضلاً عن وجود إشارات ملحة في التاريخ والملاحم السومرية الى العلاقة بين الأرض والسماء، ومن بينها ملحمة جلجامش ويؤكد حاتم الذي بدأ حياته بدراسة فن النحت في كلية الفنون الجميلة حيث استهوته طبيعة التماثيل السومرية ودفعته الى البحث في أصول الحضارة السومرية انه أمضى يومين في تفحص ودراسة التماثيل السومرية والأختام الأسطوانية في المتحف البريطاني في شكل دقيق. وقال: «قرأت كل النظريات التي تفسر حضارة سومر وحللتها بدقةووجدت أن نظرية الكائنات الفضائية هي الأقرب الى الواقع)) انتهى الخبر المثير للدهشه ، بهذه السذاجة الاكاديميه وهذا التسطيح الفكري تطل علينا هذه التخرصات الغيرمسؤؤله والغير منضبطة وطنيا وعلميا فتكيل لنا الافتراضات وتطنب بالتصورات ناسفة عمقا إنسانيا وتاريخيا وحضاريا يمتد لآلاف السنين في عمق التاريخ ليختزل في يومين ،أمضاها السيد الباحث في التفرس والتطلع في التماثيل والأختام السومرية ليصوغ لنا حديثا كذوبا جائرا ظلوم لسومريتنا وعراقيتنا . انه حديث ألخرافه وحديث المفلسين الذين لايمتون ولاينتمون لهذه الأرض الطاهرة ولا إلى اديمها الطيب بصله .
حديث يستدعي من الاختصاصيين والاثاريين وذو الشأن وقفة وطنية مسئوله وطويلة ورد كيد العابثين بالتاريخ والحقائق إلى نحورهم لنطوي صفحة قاتمة سوداء في تاريخ المدعين أصحاب حديث الأفك حديث الكائنات الفضائية .