عنوان المقال،هو اهزوجة بلهجة شعبية عند العامة من الشيعة،ينشدونها كل عام عند احتفالهم بيوم الغدير.
الغدير نسبة الى المكان-غدير خم-التي وقعت بقربه،أهم حادثة في تاريخ المسلمين،ألا وهي تنصيب النبي صلى الله عليه وآله،أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام،وليّاً ووصيّاً له ّ على المسلمين،وكانت وقوعها بعد رجوع النبّي”ص” من حجة الوداع،وبأمر من الله سبحانه وتعالى،علي لسان نبيّه صلى الله عليه وآله.
سنرى هذه”الأهزوج”،هل هي خرافة من خرافات الشيعة،مثلما يروّجها الخصوم عليهم،أو هي كلمة حق لها مسند قرآني وروائي؟
سنعرض دليلان على هذه الأهزوجة،من الكتاب والسنة،فأن كانت موافقة لهما،فليزم التصديق والعمل بها،وأن كانت مخالفة،وجب ضربها عرض الجدار،ونترك بقية الأدلة تجنباً من الإطالة،كما وجب ترك ذكر المصادر،ومن يريد مزيد من الأدلة مع مصادرها،فعليه مراجعة كتاب “الغدير”،للسيد الأميني،وكتاب”ليالي بيشاور”لسلطان الواعظين،السيد محمد الموسوي الشيرازي.
الدليل القرآني:آية التبليغ،قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)،أتفق محدثو ومؤرخو الفريقين،من علماء السنة والشيعة، على ان هذه الآية نزلت في شأن علي بن أبي طالب عليه السلام،يوم الغدير، وهي تأكيد من الله سبحانه وتعالى لنبيه بالتبليغ،وتهديده على انه ان لم يفعل ما أمره،فكأنه لم يبلغ شيئاً من الرسالة،وأن الذي يرفض ويعترض على هذا الأمر،هو من الكافرين،كما جاء في ذيل الآية.
الدليل النبّوي:بعد نزول آية التبليغ، أعلن النبي صلى الله عليه وآله،عن هذا الحديث الشريف،وبحضور ما لا يقل عن سبعين ألف من المسلمين،وقيل: مآئة الف أو يزيدون. صعد النبي صلى الله عليه وآله،على منبر صنعوه له من أحداج الأبل،وأصعد علي بن أبي طالب عليه السلام،واخذ بكفّه والملأ ينظرون إليهما،فنادى فيهم:يا معشر المسلمين،ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا:بلى يا رسول الله! قال:من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه،وعاد من عاداه وانصر من نصره،وأخذل من خذله.
كثير من أعلام أهل السنة،قالوا:بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله،بعدما نصب علياً ولياً من بعده وعرّفه للمسلمين فأمرهم وقال: سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، فأطاعوا وسلّموا على علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين،وقبل أن يتفرّقوا من المكان نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله،بقوله تعالى:((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)).
فصاح النبي صلى الله عليه وآله:الله أكبر على إكمال الدين،وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي،والولاية لعلي بن أبي طالب بعدي.
اقول:آية إكمال الدين،وحديث الغدير، جآءا بحق أمير المؤمنين عليه السلام، بإجماع الأعلام من جمهور المسلمين.
بعد هذا العرض الموجز والميّسر، ظهر لنا،ان الذين يرفضون القبول بإمرة أمير المؤمنين عليه السلام،صنّفهم الله ضمن القوم الكافرين،كما ان نبيّه “صلى الله عليه وآله”دعا عليهم، وطلب من البارئ سبحانه وتعالى،ان يعاديهم،ويخذلهم، وهل هناك خسران مبين للإنسان أعظم من هذا؟!
الانسان المتمرد على الله ورسوله، والعاصي للإوامر والنواهي الإلهية،في هذه الحياة، بطبيعة الحال سوف لا يكون له نصيب من النعيم في الحياة الآخرة،لقوله تعالى:(وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا).
إذن:تبين ان”اهزوجتنا الشعبية”،هي من صميم الدين،وليست هي خرافة،أو جهل،أو تعصّب أعمى،أو عاطفة، وسنبقى نردد ونهتف دائماً على رغم أنوف المعاندين،والناصبيين:((والمايبايع حيدرة،خسران دنيا وآخرة)).