خلال احتفالية خاصة اقيمت في مقر منظمة الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي وبحضور معظم سفراء الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بالاضافة الى مراقبي شؤون حقوق الانسان ، اختيرت الكوردية الايزيدية ناديا مراد التي تعرضت لممارسات وانتهاكات خطيرة و مخجلة يندى لها جبين الانسانية والمنظومة الاجتماعية والقيمية العالمية على يد تنظيم داعش الارهابي ، وذلك خلال وقوعها في الاسر لكن هذه الفتاة الشجاعة الابية تمكنت من ان تقطع سلاسل الاسر و السبي وتحرر نفسها من منظمة ارهابية وحشية تسعى لأعادة الحياة الى عصر الرق والعبودية في القرن الحادي والعشرين الذي يعد قرن التحرر والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان.
ان لقب سفير النوايا الحسنة هو لقب دبلوماسي دولي يمنح لمشاهير العالم في المجالات المختلفة، للاستعانة بشهرتهم وقدرتهم في التأثير على المجتمع الدولي وذلك من اجل فض او ايجاد حلول لقضايا سياسية واجتماعية او اقتصادية او انسانية ، سواء كانت تلك القضايا اقليمية ام دولية ام حتى محلية.
ووقع الاختيار هذا العام رسميا على الفتاة الكوردية من الطائفة الأيزيدية نادية مراد التي تعرضت هي وغالبية ابناء وبنات طائفتها الى جرائم السبي والاغتصاب و الابادة الجماعية على يد تنظيم (داعش الارهابي ) الذي ضرب كل القيم والمبادئ الانسانية عرض الحائط لكي يعود بالانسان الى الحياة البدائية والعبودية.
والقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة بالمناسبة بمقر المنظمة في نيويورك وبحضور مراد قال فيها “إننا اليوم نعطي معنى حقيقيا لليوم العالمي للسلام من خلال هذا التعيين”، مضيفا “يشرفني أن أسمي السيدة نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة من أجل كرامة الناجين من الاتجار بالبشر بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة”.
وأشار كي مون الى ان “نادية تعرضت إلى إيذاء لا يوصف وانتهاكات لحقوق الإنسان على يد داعش الارهابي، ولكنها أظهرت شجاعة نادرة في التكلم بصراحة، وهي تعطي صوت تشتد الحاجة إليه إلى ضحايا الاتجار بالأشخاص الذين ما زالوا يعانون, والذين يطالبون بالإنصاف”.
ولفت الأمين العام للمنظمة الدولية الى “إنها السنة الثانية التي تمر منذ أن استولى تنظيم داعش الارهابي على سنجار، ومن غير المعقول ان الآلاف من الايزيديين, وخاصة النساء والأطفال منهم, لا يزالون أسرى” داعيا الى “إطلاق سراحهم فورا” مجددا تأكيده ان “الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق ضد الايزيديين قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحتى ابادة جماعية”.
ومن جانبهم القى عدد من سفراء الدول الاعضاء في الأمم المتحدة كلمات مقتضبة اشاروا فيها الى الجرائم البشعة التي ارتكبها التنظيم الارهابي والأنتهاكات الخطيرة التي تعرضت لها العوائل الاسيرة لدى التنظيم وبالاخص العوائل الأيزيدية التي ذاقت الامرّين بسبب الممارسات اللاانسانية كالاغتصاب والسبي والاتجار بأعضائهم والتعامل معهم كالرقيق في العصور الوسطى فضلا عن اشادتهم بالشجاعة والشهامة
والجرأة الفائقة التي امتازت بها هذه الفتاة المفجوعة التي لاتزال تعاني من الاثار النفسية لتلك الجرائم وبقاء افراد من عائلتها تحت نير الدواعش المجرمين.
ان اختيار نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة من قبل اكبر منظومة دولية لها دلالات سياسية وانسانية متعددة لما تعرض له العراقيون بشكل عام والشعب الكوردي والطائفة الايزيدية و الاقليات الدينية العراقية الاخرى على وجه الخصوص وكذلك شعوب الدول المجاورة التي تعرضت لجرائم ترقى لأن تصنف ضمن جرائم الابادة الجماعية التي اقترفها تنظيم داعش الارهابي ، ونظرا لما لمسنا عند هذه الفتاة من الشجاعة والجرأة والصراحة يمكننا القول ان مراد سوف تكون خير سفيرة لنقل مظلومية من تعرضوا لجرائم الارهاب وكذلك مساعدة الشعوب والجماعات والاقليات التي لازالت تتعرض لانتهاكات خطيرة من قبل العصابات الارهابية والمافيات التي تجول في شتى انحاء العالم وسوف تفضح كل مارتكبه داعش الارهابي ضد المجتمع الانساني برمته ، فضلا على الجرائم البشعة المرتبطة بتجارة الاعضاء البشرية والممارسات الهمجية التي يقوم بها في الاماكن التي لازالت تحت احتلاله البغيض.