22 نوفمبر، 2024 5:47 م
Search
Close this search box.

أعطني خطيب أُعطيك سياسي محنك

أعطني خطيب أُعطيك سياسي محنك

فن الخطابة أحد أهم الفنون النثرية في الأدب العربي، يتفنن بها البعض لأيصال رسائلهم بصورة جميلة، تستخدم من قبل الكل وفي كل مكان، أستخدم في عصرنا الحديث لدفع الظلم عن الشعب وفي المجال السياسي أيضا، نحن بصدد الخطبة في المجال السياسي وفي يومنا هذا.
   نخوض في العراق اليوم صراع الخطب، ويكون الفائز به من يبرع بصياغة المفردات، بالإضافة إلى كاريزما الشخص و لباقة حديثة، في الساحة العراقية اليوم كثير من المتصديين للعملية السياسية، لكن القليل منهم بارع في الخطبة وإيصال الرسائل، السياسي البارع هو من يصوغ عباراته طوعا بين يديه ويوصلها إلى الجميع ببساطة، ويكون على قدر من تنفيذ ما يعد به في خطبة.
   بعض المناصب المهمة في البلد تحتاج إلى خطيب متميز، كي يُزين المنصب به، ويكون على قدر من المسؤولية، ذو خبرة في كل ما تقدم، شابا واعدا ينبئ بالقادم الجيد فصيح اللسان، صاحب أرث ثقافي وسياسي داعم لأفراد شريحة، يطالب بأيصالهم الى مواقع المسؤولية كلاً حسب مؤهلاته.
   اليوم نحتاج إلى خطيب فصيح لبعض المواقع الحساسة، لكن فصاحته لا يجب أن تغض البصر عن أفعاله، فالفعل مع القول والحيوية هي من يحتاج لها أي منصب، في عراق ما بعد التجديد من أهم مناصب زعامة التحالف الوطني، كونه الثقل الأكبر في العراق، لا نريد أن ندخل في تلك الحسابات، فنحن في صدد أخر، من ألت اليه تلك الزعامة، يصنف من أصحاب الخطب المنسقة ذات الرسائل الخطابية البليغة، فكل جملة من خطاباته توجد رسالة لجهة او شخص او مشروع.
   أخر خطبة له في أول أيام عيد الأضحى المبارك بعد صلاة العيد، جاءت حافلة بالكثير من الرسائل إلى شريحة السياسيين، أهمها الاتجاه نحو الوحدة ونبذ الخلافات وتوحيد الرأي، عدم الانتباه إلى الاصوات النشاز التي تنادي بالفرقة، وأيضا نوه على أن لا نغفل عن المفسدين ويجب محاسبتهم، هذه بحد ذاتها رسائل إلى البيت الشيعي قبل الغير، أخذ مبينا دور الشباب ألمهم ووجوب فسح المجال لهم، والتفكير في مرحلة ما بعد التحرير، وتصفية الخلافات بين أبناء الجلدة الواحدة.
   ظهرت جليا كاريزما الحكيم وقوة خطابه، كأنه مستنداً على قواعد ثابتة من الوحدة ورعاية الدولة وأبعاد الفساد، ولم يغفل في خطبة عن ذكر ألوضع الإقليمي، حيث بين أن القوى العظمى تتجه إلى حسم كل خلافات الشرق الأوسط، و أوضح أن عيدنا هذا سيكون عيد الوحدة والانتهاء من داعش التكفير، خصوصا إن جحافل القوات الأمنية الأن تتجه نحو الحدباء، التي وصف المعقل الأخير للدواعش بأنها “رأس الأفعى”، و دقق أيضا بمن أوصل الشعب إلى هذا الحال وقال يجب علينا أن نحاسبهم.
   النتيجة إن الخطابة مرتبطة بصاحب المسؤولية والسياسي المحنك، فمن يخوض غمار السياسة، عليه أن يتحلى بالفصاحة والفعل وروح التجديد الشبابية، وخير دليل على قولنا ما بيناه عن زعيم التحالف الوطني الجديد، فالخطيب الشاب هو من يستطيع أن يوصل رسائله بإيجابية وموقف موحد للكل.

أحدث المقالات