يذكرني دستور ايران ومنهجها التوسعي ونظام الحكم فيها بقصة قصيرة للعملاق نجيب محفوظ ينقد فيها النظام المصري00 يقارن فيها بين الله والعمدة- يقصد به الرئيس – يقول فيها ان الله يوزع الرزق بغير حساب وهكذا هو العمدة00 الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وكذلك العمدة 0آلخ00 الفرق الوحيد هو ان الله يحيي ويميت والعمدة يميت فقط ، ويتساءل على ماذا كل هذا الانفاق على المؤسسات والانتخابات وغيرها الكثير.
الربط في الموضوع هو ان السلطة القائمة على الحق الألهي المطلق هي المعول عليها في وضع نظام شمولي فردي (مقدس) وهي التي يعول عليها في النهج التوسعي لأن رب الباكستاني والايراني والعراقي هو واحد ونبيهم واحد 00اما من لديه نبيا آخر فلا توجد مشكلة معه ((ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) آل عمران ..لأن غير المسلمين هم النصارى واليهود وهم ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) الفاتحة 00وهنا يكتمل حكم العالم من لدن الولي الفقيه (من وجهة نظر ولاية الفقيه ، والاخوان المسلمون ، والاسلام السياسي برمته يقابلها اليهودية السياسية (الصهيونية) والمسيحية السياسية (الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش) والتي بابعادها كلها عن السياسة التي هي بالضرورة قذرة تعود تلك الاديان لتصبح منظومة راقية متكاملة للعلاقة بين الرب وعبده وبين الانسان والانسان ((اذا افتقر اخوك وقصرت يده عندك اعضده غريبا او مستوطنا فيعيش معك)) التوراة :اللاويين25 :35-38 00((فنظر يسوع الى الغني واحبه وقال يعوزك شيء واحد بع ما عندك واعط الفقراء وتعال اتبعني حاملا الصليب)) مرقس..10:21 ..((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم)) الطبراني عن انس ابن مالك..
السؤال هو هل تحتاج بساطة الاديان هذه – قدر تعلق الامر بالمواطن غير الفقيه – الى حاخام او قس او فقيه خصوصا في عصر الانترنيت الذي يضع العالم بين يديك؟؟ والسؤال الآخر هو لماذا من تفقه بالدين يفكر بأنه اقرب الى الرب اوهو وكيله وينبغي له ان يحكم العباد باسم الرب كونه درس علوم الدين لا اكثر بينما لا يتقرب من درس علوم الفيزياء والطب من الرب ؟؟ الكونه ليس شيخا او حجة او آية؟؟ ولماذا نقبل يد عالم الدين ولا نقبل يد عالم الكهرباء ومخترع (النور) اديسون؟؟ ولماذا لم يفكر اديسون بأن يكون بديلا للفاتيكان ويحكم ؟؟ اليس ((الدين المعاملة)) ؟؟ اوليس ((خير الناس من نفع الناس)) ؟؟ ولماذا الملك السعودي خادم الحرمين الشريفين طموحاته خارج بلده؟؟ ولماذا حوزة قم ووليها الفقيه طموحاته خارج بلده؟؟ ولماذا ابو بكر البغدادي طموحاته خارج بلده؟؟هل ان علينا ان نغير الخرائط ، ونلغي مفهوم السيادة وننهي عروبتنا وكرديتنا وتركمانيتنا ومسيحيتنا وصابئيتنا وعلمانيتنا وعراقيتنا وألمانيتنا لنسلمها كلها الى الولي الفقيه الجامع للشرائط او لشيخ الازهر او للفاتيكان او لحزب الدعوة او للحزب الاسلامي او لتنظيم الدولة الاسلامية؟؟ هكذا يريد الدين السياسي الذي يلغي المواطنة 00كلا وألف كلا ..عراقيون نحن منذ 6000 عام وسنبقى الى الابد ..لا نتدخل بشؤون احد مهما صغر شأنه ولا نسمح لاحد التدخل في شؤوننا من خلف الحدود مهما علا شأنه سواءا كان وليا فقيها او خادما للحرمين او سليلا لدولة عثمان ونحترمهم جل الاحترام بل ونحترم حتى فقهم وفكرهم السياسي طالما ان اصابعهم لا تمتد الى بيتنا ، ولا اقصد البيت الشيعي والبيت السني بل بيت العراق الذي بقى وسيبقى .ولا يلهينا التباكي على شيعة البحرين عن اوجاع اهلنا في الكرادة ودمائهم التي عرضت في المزاد العلني ولا نستقبل الحوثيين في بغداد واهلنا النازحين حرمتهم بزيبز من بغداد ، ومدينة الصدر تنتحب ، وديالى تصرخ ، والموصل تنتظر معتصماه.وللحديث بقية
[email protected]