22 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

ثورة أيلول … إنطلاقة التاريخ الجديد للكورد

ثورة أيلول … إنطلاقة التاريخ الجديد للكورد

كتبت ثورة أيلول تاريخاً مجيداً للكورد في عصرهم الحديث ، اذ رسمت أبعاداً جديدةً لحركة وحركية الواقع الكوردستاني بوساطة رؤية موضوعية ، إستطاعت أن تقلب الموازين في ظل ظروف معقدّة عصيبة غير مواتية ، كما خلقت اوضاعاً صنعت اقداراً تاريخية جديدة ، دفعت بمسار الكفاح الكوردي قُدماً الى الأمام عن طريق تلاحم الارادة الثورية لقُوى الثورة ومحرِّكها وقائدها البارزاني مع حقائق التغيير الثوري لواقع جامد حجّرته تراكمات القمع والظلم وأحابيل السلطات .
أُرخّت ميلاد هذه الثورة في الحادي عشر من أيلول عام 1961 ، لكنها أندلعت قبل ذلك بأيام ، حينما تعرضّت قوات الثورة الى هجوم واسع النطاق في التاسع من أيلول ، سرعان ما تم دحره ومن ثم تحرير عدد من المدن بضمنها زاخو .
في ميلاد تاريخ الثورة ، شهدت سماء كوردستان أوسع حملة قصف جوي للطيران الحربي الحكومي وبشكل غير مسبوق ، إستهدف المعسكرات والمدن التي حررها الثوار وإمتد من أقصى شرقي كوردستان الى أقصى غربيها ، ملحقة أفدح الخسائر بالثروة الحيوانية والزراعية والمؤسسات الصحية ، ولم تنل شراسة الهجمة من قوات الثورة وعزيمتها ، بل واصلت تقدمها وسيطرت على الطريق العام الممتد من مصيف
صلاح الدين حتى حاج عمران على الحدود الايرانية ، وأصبحت على بُعد 12 ميلاً من قلب مدينة أربيل .
في إِنطلاقة أَيلول ، تجسّدت حكمة القيادة وخبرَتها التي عركَتها مختلف ألوان الخطوب والمحن ، التي ألمتَ بالكورد جراء مرارة الواقع القاسي والمؤلم والمفروض . في وصف للرئيس بارزاني لثورة أيلول قال: أنها أُم الثورات وهي حقيقة ، لأنها جسدت حيوية الثورات والانتفاضات الكوردية ليس ذلك فحسب ، بل لأنها أستوعبت طبيعة التناقضات المعيقة لتطور الثورة ، لتحّولها قوة دفع حقيقية لها ، وتفهمَت بعمق أَشكال التحديات وسبل مواجهتها بمنتهى العقلانية والحكمة ، لترسم مساراً جديداً تخطّت الثورة فيه الحواجز والموانع والعُقد ، لتحقق إنتصارات باهرة على اكثر من صعيد وجبهة ومحور، لم تقتصر على مواجهة القُوى التي تريد فرض القهر على الكورد وأستلابهم ، وإِنما تغيير الواقع الكوردي بما يمَد الثورة بمصادر القوة الذاتية والمزيد من الانسجام والتكاتف والوحدة ، ولعل وحدة الكلمة واحدة من بين أعظم ما حققته الثورة .
فوحدة الكلمة وتخطي الولاءات الضيقة ، التي كانت تستحكم الواقع وتكبل حركة تطوره ، خاصة الولاءات القبلية التي كثيراً ما كانت عقبة كؤود ، عانت منه الانتفاضات والثورات الكوردية المتعاقبة على الدوام ، وبحكمة البارزاني الذي كان على دراية عميقة بالمجتمع الكوردستاني ، تحَول هذا العامل الموضوعي المعيّق الى
عامل ايجابي في مسار الثورة وتطورّها ، وبخلاف الانتفاضات والثورات السابقة تميزت الثورة بأبعاد استراتيجية تحركت وتفاعلت لتغدو حقائق ، فقد أَتسع نطاقها لتشمل كل بقعة في كوردستان لتكون ثورة الوطن الكوردستاني المنتفض ، وحظيت بالدعم والتأييد من لدن الشعب الكوردي في كل مكان ، وإِستطاعت أَن تبث الوعي القومي والأفكار الديمقراطية في كل أَرجاء كوردستان ، بل في كل بيت كوردي ، ما ولّد مشاركة جماهيرية حيةَّ ومتجددّة أعطت الثورة ثقلها في كل مراحلها ومعاركها ، فضلاً عن أن الظروف الموضوعية للثورة لم تكن ناضجة بما يكفي ، للتعبئة والاستعداد بما ينطوي على أبعاد من الامكانيات المادية المطلوبة وحساباتها الدقيقة في المواجهة ، ونضوج الوعي القومي وبلورته الذي لم يكن لحظة الثورة بمستوى التكامل والنضوج ، بل كان خاضعاً للمنطق الاجتماعي والاقتصادي السائد في الولاءات والأولويات ، وهي معطيات الواقع المتخلف المثقّل بمختلف ظواهر الجهل والفقر والمرض ، التي كانت تحتاج لوحدها ثورة حقيقية لقلب مفاهيمها ، ولاشك فأن هذه العوامل والمخاطر تصيب أي ثورة بنكسة ، وقد إستطاعت الثورة قهر هذه الظروف لتخلق مناخا ثوريا يستجيب لتحولات الثورة .
من الحقائق الاخرى ، ان الشعب الكوردي لم يكن معتاداً على الضغوط الحكومية والحرب الواسعة النطاق وما يرافق ذلك من اشتدّاد في المعاناة والمخاطر والالام وما تفرضه هذه الحرب من اعباء وحرمان وتضحيات .
استطاعت الثورة ايصال قضية الشعب الكوردي الى المحافل الدولية والاعلام الدولي واكتسبت بعداً دولياً واصبحت الحركة التحررية الكوردية مرتكز توازن يصعب اغفاله وقد وفد الى منطقة الثورة الكثير من الصحفيين والاعلاميين من مختلف مسارب الغرب الذين سلطوا الضوء على الحركة التحررية الكوردية وعلى الكثير مما كان يتعرض دوماً للتعتيم من مختلف الحكومات وكان التعريف بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي جزءاً من كشف المستور بما يخص الشعب العراقي برمته وما يخص حريته وحقوقه .
يدّلل الشعار المركزي الذي صاغته الثورة عنواناً لكفاحها ، ( الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان ) على مدى أهمية تحلّي البلاد بنظام حكم ديمقراطي ، قادر على الاستجابة لتحقيق أماني المكونات العراقية، ويجسَّد التنوع الأثني والديني والمذهبي في صورة النظام .
بهذه النظرة الواقعية المسؤولة خطت الثورة شعارها ، الذي يصَّب في مصلحة كل المكونات العراقية وليس الكورد وحدهم ، وتدلّل على فهم عميق لوضع البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، فالمناخ الديمقراطي يوفَّر الاجواء السليمة لأسس التآخي المجتمعي وسيادة منطق التسامح ويوفرَّ الأرضية لبناء مجتمع قادر على مجاراة التقدم .
فكفاح الثورة لأجل تشييد نظام ديمقراطي ، كان كفاحاً لعموم الشعب العراقي ، وتحقيقاً لطموحات أبنائه من شتى التلاوين والمشارب .
وها هي الأصوات تتعالى بعد خمسة وخمسين عاماً من ذلك الشعار ، مطالبة ليس على مستوى العراق ، وإنما على مستوى المنطقة والعالم ويحظى برعاية دولية وتحالف دولي لتحقيق أَنظمة ديمقراطية تسهم في عالم أكثر أمناً وسلاماً .
ولا يفوتنا التذكير هنا ، بأن عصر الثورة ومرحلتها كان عصر الحرب الباردة وصراعاتها المنذرة بالخطر والكوارث ، التي أَعاقت نشر المفاهيم الديمقراطية على المستوى العالمي ، فقد أدى تضارب المصالح الدولية الى تعدد الاتجاهات والرقص عليها ، ما تخادّم عليه كثيراً من الأنظمة الدكتاتورية التي هي بطبيعتها معادية لأي أتجاه ديمقراطي ، بل لمنظومة حقوق الانسان وحريته ، كما شهدت مرحلة الحرب الباردة إِنهيار كثير من الانظمة الديمقراطية بالانقلابات الدموية العنيفة لتحل محلها أنظمة قمعية زادت من غليان المرجل .
وفي ذكرى ميلاد الثورة ، يتذكر شعبنا الكوردي حجم التضحيات التي قدمها البيشمركة ، وهم يذودون عن الكورد وكوردستان وكل المناضلين في سبيل الحرية والعدل والكرامة ، وقد فتحت كوردستان ذراعيها – كما الآن حيث أكثر من مليوني لاجىء عراقي – لكل أحرار البلاد ، الذين وجدوا في ربوعها ملاذاً آمناً ودعماً مادياً
ومعنوياً لمواصلة نضالهم لتحقيق أهداف وأماني البلاد في الحرية والحياة وأقامة النظام الديمقراطي الذي يفتح طريق التقدم والازدهار للعراق باجمعه .
ستعطي المعارك الكبرى في ( بيره مكرون ، وسفين ، وقره داغ ، وجوارتا، هندرين) التي خاضها البيشمركة دروساً كبيرة على اكثر من صعيد فهي أستباق الزمن لغد واعد نعيش ظلاله اليوم ، وسنأخذ من زاده للمستقبل الذي سيكون واعدا بتضحيات البيشمركة وكل المناضلين من شعبنا.
في استذكار ثورة أيلول لابد من الاشادة ببطولات البيشمركة الأبطال الذين يخوضون اليوم حرباً ضروساً على الارهاب الداعشي دحرا لشروره الظلامية ونيابة عن كل الشعوب المحبة للحرية والحياة والكرامة ونيابة عن العالم .
كان البيشمركة ولا يزالون درعاً انسانياً امنياً يقف بوجه قوى الارهاب والشر حماية للخير والحياة ولكل المفاهيم الانسانية النيرة وقد دافعوا عن كوردستان وعن كل القوى المحبة للخير والديمقراطية والبناء في البلاد وتعرضوا لضغوطات اكثر قساوة بسبب ذلك من مختلف الانظمة الدكتاتورية والفاشية ومن دواعي الأسف أن الحكومة الاتحادية لم توف بالتزاماتها أزاءها حقوقيا ودستوريا بما يليق ودورها النضالي والبطولي .
برغم ما تعرضت له كوردستان من خراب ودمار اذ أستخدمت مختلف الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد ، شتى أنواع الاسلحة الفتاكة بما فيها المحرمة دولياً ، بدءاً بالقنابل العنقودية ومروراً بالنابالم الحارقة التي أختتمت لاحقا في العهد البائد الى أسلحة الأبادة الجماعية ، ولم تكن القوات الحكومية تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة ، بل عدّت سكان المناطق المحررة في كوردستان مقاتلين ، سواء كانوا نساء ام اطفالا ام شيوخا .
كانت الحرب المفروضة على الشعب الكوردي بربرية تقطر حقدا دفينا لم تراع فيها الحكومات الحرمات ولا القيم الانسانية ولم تحترم في أي من مراحل الحرب المختلفة قوانين الحرب التي اقرتها مؤتمرات جنيف ولاهاي ومختلف التعهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بادارة الحرب ، بل كانت حرباً انتقامية وكثيرا ماكان البيشمركة يتعرضون الى القتل حال وقوعهم في الأسر، وكانت هناك أنتهاكات خطيرة في مجال القتل الجماعي والقبور الجماعية طالت العزَّل من المدنيين .
وعدت الحكومات كل الأمكنة ، بما فيها أماكن العبادة والقرى البعيدة الآمنة أهدافاً عسكرية ، ولهذا لم يبق حجر أو شجر أو حيوان ألا وكان عرضة لهجمات عسكرية أنتقامية ، وعلى الضد من سلوك الحكومات الدكتاتورية والفاشية ، تمسكت الثورة بالمبادئ والقوانين والعهود والاتفاقيات الدولية للحرب ، فلم يقع اعتداء على أسير ، وكثيراً ما أسترعى أنتباه المراسلين الأجانب في مواقع الثورة العناية الخاصة بالأسرى
، وما خصتهم به الثورة من أرزاق ، هو ما كان تخص به البيشمركة ، لأن الثورة كانت تعد الاسرى من الجنود العراقيين إخوة لهم مجبرين على حمل السلاح لقتال إخوتهم الكورد في حين إن السلطات لم يكفها ما كانت تبثه من خراب وقتل ودمار ، بل أرسلت العديد من المخربين والارهابيين الى مناطق الثورة ،لإشاعة الفوضى والرعب واغتيال القادة ،ولم تسمح الثورة بأية أعمال انتقامية مطلقاً ، أو ارهابية كسلوك السلطة في أية بقعة من العراق أو خارجه برغم أن ذلك كان من الأمور الميسورة .
وفي الحرب كانت قيادة الثورة تحذر من المساس بالسكان المدنيين ، لأن تركيزها كان على الاهداف العسكرية ، برغم ما تكتنف ذلك من صعوبات على أرض الواقع ، فالشعب الكوردي في غالبيته ، كان في وضع الدفاع عن النفس ، وفي حال كهذه لا يتوفر للمرء كثيراً في النظر الدقيق ،( بقيت الثورة ملتزمة بقواعد الحرب التي رسمتها المعاهدات والمواثيق الدولية ولم تدع القتال يتخذ صفة قتال بين الشعبين العربي والكوردي وباءت بالفشل جميع محاولات الكتاب والشوفينيين والحاقدين بالفشل في تصويرها الحرب كذلك ).
أن المواقف المخلصة والشريفة من قضية الشعب الكوردي هي موضع تقديره وتختزن الذاكرة الجمعية للكورد هذه المواقف وتنظر لها على الدوام بأعتزاز ومن هذه المواقف موقف آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الذي أفتى بحرمة قتال الكورد في ظل
نظام شوفيني كان يصر على ممارسة سياسة التمييز العنصري الشوفيني وعدم مراعاة المكونات العراقية وحقوقها .
وعلى الرغم من أن انطلاقة ثورة أيلول ، جاءت في وقت أشتداد الصراعات بين قطبي الحرب الباردة وحساباتها في المد والجزر والربح والخسارة ، وما تؤول اليه تلك السياسات من إلحاق كوارث وخسائر بالشعوب والامم المضطهدة ، وفي مقدمتها الشعب الكوردي الذي يعدُّ واحداً من ضحاياها ، وذلك لأن قطبي الحرب برغم الأختلاف الايديولوجي والسياسي والاقتصادي بينهما ألإ أنهما كانا متفقين على عدم التدخل في القضية الكوردية ، وترك حقوق الشعب الكوردي مهدورة وعرضة للابتزاز السياسي ، وكان من نتائج تلك المواقف الحيلولة من دون طرح ما يتعرض له الشعب الكوردي ، بعدّه قضية شعب أنكرت عليه حقوقه وهويته القومية وحقه في تقرير المصير امام المحافل والهيئات الدولية .
ومع زوال الحرب الباردة وتغيير المعادلات ، لم يكن هناك من جديد في الموقف من قضية الشعب الكوردي ، وإذا كانت هناك مظاهر من دولة اقليمية بالتعاطف مع الحركة التحررية الكوردية ومد يد العون لها فكان من باب اخفاء نية معينة بتوجيه ضربة اليها بعد التقرب منها .
لم تأبه ثورة أيلول بتحالفات الحرب الباردة ، وسعت الى تعريف العالم بأهدافها وبقضية الشعب الكوردي وحقوقه المهضومة ، وأولت إهتماما بالساحة العربية ، التي
من المؤسف ان لم تجد في عديد دولها وأنظمتها ووسائل إعلامها على مافيه الايجاب والفهم والرؤية المستقبلية ، لكن ثبات الثورة وصمودها وتوالي أنتصاراتها ، وتعزيز مكانتها على الصعيدين الاقليمي والدولي ، وتهاوي الأنظمة العراقية واحداً إثر آخر بسبب مباشر منها أو غير مباشر ، حملت تلك الجهات الى اعادة الحسابات والانتباه اليها وتسليط الضوء عليها ، وصارت جزءاً من المعادلات السياسية الشرق أوسطية المهمة ، وتعامل معها الغالبية الذين وقفوا منها موقف العداء.
وضعت ثورة أيلول الأسس الرصينة ، لنضال الشعب الكوردي المستقبلي في سبيل التحرر بوساطة تضحيات ومصاعب وأهوال رافقت مسيرة الكفاح على اكثر من صعيد ، فجبهة القتال التي خاض غمارها البيشمركة كانت واسعة وتطلبت عمليات المناورة والتحرك لقطع مساحات شاسعة في الجبال وفي مسالك وعرة وفي ذلك تفرض المواجهات خوض غمار معارك قد لا تجد معها سبيلا الى اخذ قسط من الراحة .
وفي غضون الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 1961 ، نقل البارزاني مقره أضطراراً سبعاً وعشرين مرة ، أما لإدارة معركة ما أو عند اشتداد الغارات الجوية .
أنتزعت الثورة أول اعتراف رسمي بحقوق الشعب الكوردي ، ومن أعتى الأنظمة التي حكمت العراق ، تمثل في اتفاقية آذار عام 1970 ، بالرغم من عدم جدية النظام في
تنفيذ الاتفاقية ، ومحاولة اغتيال البارزاني الخالد في 29 ايلول عام1971 عن طريق عشرة من رجال الدين في زيارة ، كان غرضها المعلن الحديث عن السلم بين المسلمين ، كما أستهدف في7 كانون الاول 1970 الشهيد أدريس البارزاني عند زيارته الى بغداد ، فكان ضحيتها مرافقه الجريء والشجاع الذي عرف بين صفوف البيشمركة بعريف حميد .
وقد بدأ النظام بالتنصل من الاتفاقية وافتعال المشكلات على طريق الوصول الى طريق مسدود كما وضع العراقيل أمام تنفيذ المادة 14 الخاصة بالاستفتاء على مدينة كركوك التي تمثلها المادة 140 من الدستور الحالي الذي تعرض هو الآخر الى المماطلات المؤسفة وكان الشعب الكوردستاني يتطلع الى حقوقه الدستورية في عهد البلاد الجديد وأن يتم فتح صفحة جديدة تبعد أيام شبح الماضي الأليم . في آذار من عام 1974 تجددت نيران الثورة مجددا .
في آذار 1975 واثر اتفاقية الجزائر الخيانية بين النظام البائد وشاه ايران ، إصيبت ثورة أيلول بنكسة سياسية بعد أن حققت انتصارات عسكرية ، برغم ترسانة النظام العسكرية الهائلة واستخدامه خبراء أجانب الى جانب المئات من الطائرات المقاتلة المتطورة ، وتحويل مجرى القتال الى حرب جبهات واسعة . وقد صرح النظام وقتها بأن ذخيرته الثقيلة أوشكت على النفاد.
وبعد النكسة اشاع النظام البائد بأن ثورات الكورد قد انتهت والى الابد وظن كثيرون ان ثورة ايلول قد بلغت خاتمتها في آذار عام 1975 لكن تراثها النضالي وذخريتها في المناضلين وقيادة الحزب والبيشمركة الابطال وبعد ان وضع الرئيس بارزاني اسساً جديدة واسلوباً جديداً للعمل وبعد قرارات مهمة للحزب بإدائه النضال بدأت تنظيمات الحزب وفصائل البيشمركة بإعلان ثورة كولان في 26/آيار/ 1976 وهي امتداد لثورة ايلول المجيدة.

أحدث المقالات