تابعنا اليوم على شاشة قناة الفرات برنامج بعنوان اخلاق سياسية تحاور فيها قطبين من اقطاب المعرفة في العراق وكان من بين محاور الحلقة انتصار الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ودخوله مكة ومخاطبته الاسرى فقالوا : اخ كريم وابن اخ كريم ، فقال عليه الصلاة والسلام : اذهبوا فإنكم الطلقاء وهنا السؤال : هل يحدث هذا اليوم بين الكتل السياسية او القادة الذين يقودون العملية السياسية وكانت الاجابة تقريبا متشابهة بين القطبين وهي ان هناك العديد من القادة ممن تمسكوا بمبادئ ال البيت عليهم السلام .
في حقيقة الامر كنت منشدا تجاه الكلام لكني كنت ارى وجها يغطي شاشة التلفاز وهو يلوح بيده مستبشرا ، كنت ارى وجه سماحة السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره الشريف وكأن لسان حال خيالي يقول : هذا الرجل كان بإمكانه ان يفعل الكثير مما يحلم به السياسيين الدنيويين لكنه واستحضارا لإرثه الكبير الذي يكاد ان يغطي الخافقين لم يفعل الا كما قال جده علي بن ابي طالب عليه السلام : ( لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري ، ووالله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين ، ولم يكن فيها جور الا عليّ خاصة ، التماسا لأجر ذلك وفضله وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه ) .
السيد عبد العزيز الحكيم دخل العراق بكل عنفوان النصر وكانت الاعناق مشرأبة لهم ولكن اتجه اخوه السيد محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف اتجاها تثقيفيا توعويا للناس لان حلمه لم يكن كرسي حكم وانما بناء الجماعة الصالحة والصفوة من المجتمع وعند استشهاده كان ايضا بإمكانه ان يستغل الموقف ويعلنها حربا لا تبقي ولا تذر ، لكن حب الشهادة والفوز بها جعله يرفع يديه شاكرا لله جل وعلا قائلا اللهم تقبل منا هذا القربان .
السيد عبد العزيز كان همه جمع الشيعة بقائمة انتخابية واحدة ولأجل تحقيقها ضحى بالكثير ونجح بذلك وعاد منتصرا بوحدة الكلمة ومضى غيره فرحين بمقعد الرياسة ، اتذكر الكثير من المؤتمرات التي كانت تعقد آنذاك واتذكر ان السيد قدس سره الشريف كان يقف في وسط الحاضرين ويقف الاخرين عن يمينه وعن يساره بل وكان بعضهم يتدافع ليقف جنبه ليوهم الناس انه مقرب من السيد ابو عمار .
هؤلاء هم قادتنا همهم بناء عراق واحد موحد ، لم يتخلوا عن جنسيتهم العراقية ولم يتركوا عوائلهم امنه في بلاد الغرب ولم يستلموا رواتب اكثر من خيالية ولم يعينوا اقاربهم وذويهم بمراكز القرار بل نزلوا وسط الجموع مستمرين بتقديم الشهداء ، فإن مضى سيد قام سيد بنفس الروحية والمبدئية ، فالهدف واحد بناء عراق المقدسات تقوده صفوة الجماعة الصالحة في دولة عصرية عادلة منتظرة ظهور من يملئها قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا .