موضوع إنتهاك أبسط مبادئ حقوق الانسان و مصادرة الحريات بکافة أنواعها في إيران، هو من المواضيع الهامة و الحيوية التي تتطلب دوما المراجعة و العودة إليها، لأن بقاء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعني بقاء آلة الموت و الدمار و القمع هناك.
الثورة المعلوماتية التي تجتاح العالم بفضل التقدم التکنلوجي، يدعو و بقوة و إلحاح الى الترکيز بصورة استثنائية على مسائل حقوق الانسان و الحريات في ظل نظام يعتبر نفسه ظلا للسماء و ان السماء قد منحته صلاحية کاملة لکي يمارس افظع الجرائم بإسمها، وفي هذه الايام و نحن نعيش الايام الحزينة التي صادفت المجزرة البشرية الرعناء التي أفتى بها خميني في عام 1988، ضد 30 ألفا من السجناء من أعضاء او أنصار منظمة مجاهدي خلق و الذين کانوا أساسا يمضون فترة محکوميتهم من جانب قضاء النظام نفسه، لکن خميني و في لحظة غضب و تعنت أصدر فتواه الاجرامية تلك و قرر إعدام هذا العدد الکبير و خلال فترة قياسية کما طلب فيما بعد.
وقد يظن البعض أن هذا النظام الدموي قد قام بقتل و إعدام و تصفية أعضاء منظمة مجاهدي خلق دون غيرهم، لکننا نقول بأن هذا النظام مع ترکيزه الخاص جدا على منظمة مجاهدي خلق بإعتبارها قد حسمت أمرها مع النظام و لم ترتض بغير إسقاطه، إلا أنه و مع ذلك فإن الملالي رکزوا على معظم المناوئين لهم و من مختلف التيارات و المشارب، وهنا لابد من إلقاء نظرة عابرة على شئ من التأريخ الدموي لهذا النظام بهذا الخصوص، إذ أنه وفي عام 1989، قام بإغتيال الدکتور عبدالرحمن قاسملو الامين العام للحزب الديمقراطي الکردستاني في فينا، وکذلك قام في العام 1992، بإغتيال الامين العام الاخر للحزب الکردي نفسه الدکتور سعيد شرفکندي في برلين، أما في عام 1999، فقد قام النظام بتدبير ماسمي حينها”سلسلة الاغتيالات”في إيران و التي طالت العديد من الکتاب و المثقفين المعارضين بالاضافة الى إغتيال المعارضين السياسيين الايرانيين داخل و خارج البلاد، هذا إذا وضعنا سياسات القمع و التصفيات السرية و الخاصة جانبا، ولذلك فإن هذا النظام قد إعتبر کل الشعب الايراني و معظم القوى السياسية الايرانية المعارضة أعداءا له و من حقه أن يفعل کل مايشاء خصوصا وان مصطلح”المحارب ضد الله”، والتي أبتدعها النظام إستغلها بهذا الخصوص بصورة واسعة جدا الى الحد الذي يمکن القول أنه قد فاق البرابرة المغول في الجريمة و سفك الدماء، وأن الواجب الانساني يدعونا و يحثنا کي لاندع جرائم هذا النظام الوحشي تمر من دون حساب او محاسبة.
في هذه الايام التي تمر فيها الذکرى ال28 لإعدام 30 ألف سجين سياسي إيراني بسبب قرار عشوائي من رجل مسن مخرف و معادي للإنسانية حيث قام هذا النظام بتنفيذه ضاربا بعرض الحائط بکل المبادئ و القيم و الاعراف الدينية و الانسانية، وأن هذه الجريمة الکبرى التي أراد هذا النظام و دجاله المخرف المقبور من خلالها تصفية منظمة مجاهدي خلق و القضاء عليها، يمکن أن نؤکد بأن جريمته هذه هي أفظع و أقسى من مجزرة دارفور و سربرنيتسا، خصوصا وانها مرت بهدوء أمام اعين المجتمع الدولي و لم يتم محاسبة النظام الدموي عليها، لکننا و نحن نعيش ذکرى هذه المجزرة اللاإنسانية و المجردة من کل المبادئ و القيم المتعارف عليها، يجب أن تتوحد الجهود و تتظافر من أجل فضح کافة جرائم النظام و إطلاق حملة دولية کبرى هدفها إجراء محاکمة دولية للملالي على هذه الجريمة ضد الانسانية و الجرائم الاخرى التي إرتکبها من أجل تعزيز و ترسيخ نظامه.
[email protected]