19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

المصريون بقوا رئيسهم المهزوم والبريطانيون أقصوا رئيسهم المنتصر!!

المصريون بقوا رئيسهم المهزوم والبريطانيون أقصوا رئيسهم المنتصر!!

أنها ألمفارقة ألعجيبة أن يقوم ألمصريون بأعادة عبد ألناصر ألى ألسلطة بعد هزيمة حزيران ألتي كشقت عورات ألنظام ألمصري ألفاسد؛ بينما قام ألشعب ألبريطاني بأسقاط حكومة تشرشل ألتي أنتصرت في ألحرب ألعالمية ألثانية وأوصل أليه رسالة ؛لقد عبرت بنا مرحلة الحرب ونحن ألان نحتاج ألى رجل آخر يأخذنا ألى مرحلةألبناء وألرفاه ألأجتماعي وأن لكل مرحلة رجل يصلح لها.تسنتج من ذلك أن هناك خلل واضح في تركيبتنا ألأجتماعية وألسياسية وألتربوية؛ يقول تشرشل أن ألأمة ألتي لاتستفيد من أخطاء ماضيها ستقع فيها حتما.لم نتعض من أخطاء حرب ثمانية وأربعين وألتي كان شعارها { سنرمي ألصهاينة في ألبحر} وأنتهينا بخسارة ألحرب ونزوح أكثر من نصف ألشعب ألفلسطيني من أرضه ولازالوا لاجئين منذ ستون عاما . وبعد أستعراض عبد ألناصر عضلاته قبيل حرب حزيران وسماع فرقعات رجالاته من ألعسكرين والسياسين ؛ بأن ألقوات ألمصرية بعددها ومعاداتها تفوق ماتمتلكه ألماكنة ألعسكريةألأسرائيلية؛ فيوجد تفوق في ألطيران ألحربي وألدروع وألمشاة وأمتلاك مصر لصواريخ ألقاهر وألناصر!! ؛ وقدرة ألقوات ألمصرية على منازلة ألعدو لفترة طويلة مما لاتستطيع تحمله ألقوات ألأسرائيلية لأنها تعتمد على ألجنودألأحتياط أضافة الى صغر مساحة أسرائيل واتساع جبهات ألقتال مما يعطى تفوقا أكبر للدول ألعربية ؛ ولاننسى مقالات محمد حسين هيكل ألفارغة ألذي كان مقربا من عبد ألناصر ؛ وأكاذيب أحمد سعيد في صوت ألعرب وتهريجه ألى جانب ألشعارات ألقومية للبعث ألسوري ألعنترية . لقد أسقط أحمد سعيد أكثر من ثمانون طائرة في ألساعات ألأولى للحرب ودعا ألأسرائيليون لمغادرة فلسطين ألمحتلة قبل فوات ألأوان!! وكانت ألنتيجة كسابقتها في حرب ألثمانية واربعين هوخسارة مزيدا من ألأراضي ألعربية ألى جانب خسارة ماتبقى من فلسطين وهجرة ثانية للفلسطينين ؛ وتحيا ألأمة ألعربية!!
ألمفترض عندما تهزم ألأمم يستقيل قادتها ولكن في أمتنا ألعربية ألوضع مختلف تماما.تحركت ماكنة ألدجل وألنفاق بعد أستقالة عبد ألناصر وأستغفلت ألبسطاء من ألناس وعملت مسرحية حركها وقادها أعضاء ألأتحاد ألأشتراكي حزب ألسلطة كما ذكرها حسين ألشافعي نائب ألرئيس ألمصري أنذاك في شهادته على ألعصر في قناة ألجزيرة ؛ أما في سوريا ألصمود فقد بررت ألهزيمة أن غاية أسرائيل كانت أحتلال دمشق وأسقاط النظام ألثوري !!؛حيث قام ألجيش ألعقائدي ألسوري بأفشال ألمخطط وأن مسالة أرجاع ألجولان مسألة وقت وهي لازالت تحت ألأحتلال ألى يومنا هذا؛ ولاننسى ألمظاهرات ألعارمة ألتي شقت شوارع بغداد وهي تهتف { باجر بالقدس يهتف أبو هيثم!!{ وأعيش يحمار لمن يجيك ألربيع}.لقد كشفت هذه ألهزائم عورات ألأنظمة وكشفتها على حقيقتها ولكن هل أستفادت من هذه ألتجارب ؟ ألجواب كلا!!.
هنالك واقع مؤلمة وحزينة ومضحكة بنفس ألوقت لما قام به حكامنا ؛فقد ذكر لي أستاذ مصري أن والده كان مديرا لشرطة ألجيزة وفي أحد ألأنتخابات ألرئاسية ألمصرية في ألستينات ؛ كان مسؤولا عن جمع صناديق ألأقتراع ونقلها ألى مركز فرز ألأصوات وكنت معه وبعد أنتهاء ألتصويت؛ قام ألشرطة بجمعها ووضعها في ألسيارة ألتي تقوم بنقلها ألى ألمركز ألرئيسي ؛وفي أثناءأنطلاقنا ؛فتح والدي ألراديو ؛وأذا بالمذيع يعلن فوز ألرئيس بنسبة تسعة وتسعون ألسحرية في منطقة ألجيزة؛ توقف والدي قرب أحد ألمزابل وطلب من ألشرطة برمي هذه ألصناديق في ألقمامة وعدنا الى بيتنا سالمين وغانمين!!.
في عهد ألقائد ألرمز!! تفوق أزلام ألنظام في ألعراق على أقرانهم في مصر فجعلوا ألنتائج مئوية لأنه نظام تقدمي أشتراكي وحدوي ومن غير ألمعقول أن يتخلف أحد عن أنتخاب ألمنقذ!!شاهدت في  ألفضائية ألعراقية ألتي كان يصل بثها الى أوربا حضور ألعبقري عزة ألدوري يقدم لسيده نتائج أنتخابه ألفريدة ومن جملة ماذكره أنه يعرب عن أسفه بأنه وجدت مائة ورقة بيضاء لم تصوت لسيادته وهويعتقد أنهم قد ماتوا قبل أن يتشرفوا بالتصويت لسيادته!!يجب أن نكبر موقف هذا ألعسكري ألفذ قائد ألمنطقة ألشمالية في ألحرب ألأخيرة ألذي لم يخسر ولا دباية واحدة في وقوفه ضد قوات ألأحتلال بل تركها لكي يستفيد منها ألأخوة ألأكراد في أقليم كردستان؛ وعلى ألأكراد أن لاينسوا له هذا ألجميل والكرم ألعربي ألأصيل!!؛وهذا هوحال بقية ألجوقة من ألحكام ألعرب ألذين ملوا منا ومللنا منهم !!
أما أقتصادنا فلاهو رأسمالي ولاهو أشتركي {وحيرت قلبي معاك} وظهر لنا عبقري أخر بأشتركية جديدة سماها ؛بالأشتراكية ألرشيدة، في زمن عارف وهو خير ألدين حسيب ؛ ولا نعرف بأي كتب قرأها وفي أية بقعة من ألعالم طبقت!!وعلى ألرغم من ألخيرا ت ألموجودة في ألأرض ألعربية لم تتقدم دولة واحدة بتجربة لكي نقتدي بها ولازالنا نستورد كل شيئ من ألمكنسة ألى ألطائرة ولولا ألنفط لأصبحنا في خبر كان!!. لم نستفد حتى من تجارب جيراننا ألأتراك وألأيرانيون فهم شعوب مثلنا وحكوماتهم أستطاعت أن تستفيد من تجارب ألأمم ألأ خرى وقامت  بتطوير بلدانها في كافة ألمجالات ألعلمية وألأقتصادية والعمرانية وغيرهاونحن نستورد منتجاتها في جميع ألبلدان ألعربية.
أما رجال ديننا لم يقدموا شيئا للنهوض بمجتمعاتنا نحو ألأفضل ؛ فلا زالنا نقتل بعضنا ونغتصب بعضنا ونسرق بعضنا ونظلم بعضنا؛ وقد تسأل أحدألأخوة ألليبيون أن ألناس يذهبون ألى ألجوامع ويصلون بأعداد كبيرة ؛فلماذا ينتشر ألظلم والحرمان في كافة ربوع أوطاننا!!.أن  ألكثير من ألشعراء وألكتاب وألصحفيون في بلداننا ؛أما {مداح ألقمر} كما يقول عبد ألحليم حافظ أويقدس ألأصنام أو الديناصورات من حكامنا أو يعبد ألدينار وألدرهم ؛فلوا رجعت الى كتاباتهم وأشعارهم ستراها مليئة بالكذب والدجل وألنفاق؛ أما أصحاب ألأقلام ألنظيفة وما أقلهم؛فهم أما غيبوا أو غابوا في دهاليز وسجون ألأنظمة ألفاشية أو في بلاد ألغربة.
لايمكن أقامة نظام بدون وجود نظام ؛ فكل ألدساتير وألقوانين وألأنظمة في ألدول ألعربية كتبت وفصلت لتخدم ألحاكم وتحميه وتنتزع ألحق وألقرار من أصحاب ألقراروهم ألشعوب ألمضطهدة؛ ومن أمثلة هذه ألقوانين مقاضاة من يتطاول على ألحاكم وتصل عقوبة ذلك في بعض ألدول ألعربية بالسجن من خمس سنوات الى ألمؤبد ؛أما في ألعراق فقد وصلت الى قطع ألألسن على ألملأ في ألساحات ألعامة؛ ولم نقرأ في كتبنا ألدينية أن ألتجاوزعلى ألذات ألألهية عقوبته المؤبد أو قطع أللسان؛ وقس على ذلك بقية ألقوانين وألتشريعات على نمط قوانين قرقوش.
ألا يحق لنا أن نراجع ضمائرنا وعقولنا ونحاسب أنفسنا ونستفيد من أخطائنا ونحاول مراجعتها وتصحيحها أن أمكن؛ قبل فوات ألأوان ؛ولنا في تجارب شعوب ألعالم  ألمتحضر خير منهاج ودليل لنساهم في تطوير مجتمعاتنا؛ والمشاركةفي ركب ألعالم في مجالات حقوق ألأنسان واحترام حقوقه ومعتقداته؛ وتطوير مؤوسساتنا ألتعليمية وألصناعية والزراعية لكي نعوض ما فقدناه ؛ونلحق بالركب ألحضاري ولنا في ماليزيا وألصين وكورياألجنوبية؛ أمثلة نقتدي بها وهي كانت تصنف معنا في ألعالم ألثالث وأصبحت ألان في ألعالم ألأول.أننا لا نحتاج أن يذكرنا بشار بن برد ببيته ألشعري:أعمى يقود بصيرا لأبا لكم    قد ضل من كانت ألعميان تهديه!! .