23 نوفمبر، 2024 1:04 ص
Search
Close this search box.

للتاريخ عندما خُيرنا بين العراق وصدام أو الاحتلال وعملائه أخترنا …

للتاريخ عندما خُيرنا بين العراق وصدام أو الاحتلال وعملائه أخترنا …

الله وحده يعلم كم عانينا طيلة فترة الدراسة خارج العراق على مدى ثمان سنوات متتالية , حتى أغلق ملفنا الدراسي بعد أربع سنوات من خروجنا من العراق , بالرغم من أننا كنا ندرس على نفقتنا الخاصة بشق الأنفس , كوننا لم نكن من العوائل الميسورة الحال , لقد عانينا شتى صنوف القهر والعذاب والحرمان بعد غلق الملف الدراسي , وكان الوالد رحمه الله يشتري العملة الصعبة في السوق السوداء ويرسلها لنا بطرق ملتوية , كل هذه المعاناة بسبب الوشاية والاتهامات الباطلة من قبل كتبت التقارير وضعاف النفوس الذين كانوا يتحينون الفرص لرفع التقارير الكاذبة عن أي عراقي خاصة عندما يكون غير منتمي للحزب وليس له سند أو كما نقول بالعراقي ظهر في الداخل … أي غير مدعوم .. !؟, وبالمناسبة نفس أولئك الذين كانوا بالأمس القريب يكتبون التقارير الكاذبة ويفترون على الأبرياء , اليوم باتوا من الموالين للعهد والعصر الجديد , وبدلوا جلودهم فتحولوا من رفيق إلى مولاي , ومن
من كتاب تقارير إلى مخبرين سريين حقراء أشد إجراماً وفتكاً بالعراقيين الأبرياء , حيث زجوا بمئات الألاف من العراقيين الأبرياء في غياهب السجون السرية والمعتقلات , وأوصلوا البعض منهم إلى أعواد المشانق , تحت ما يسمى قانون 4 إرهاب سيئت الصيت أو أربعة ” سنة ” . 
لكن للأمانة وللتاريخ أيضاً يجب عدم التعميم , فليس كل البعثيين كانوا سيئين إبان تلك الحقبة وخاصة أولئك الذين عرفناهم عن قرب , أي في الخارج , لقد كان هنالك الكثير من البعثيين أناس أصحاب ضمائر وشرفاء على درجة عالية من الوعي والكياسة والفراسة , بحيث كان أكثرهم يمزق التقارير التي تصل إليه أو يحرقها فوراً , والبعض الآخر منهم الذين تشرفنا بمعرفتهم .. وكانوا من أصحاب الدرجات المتقدمة في الحزب , كانوا ينصحوننا بعدم الاقتراب أو منح الثقة لهذا أوذاك , وحتى أن بعض موظفي السفارة كان يرسل لي شخصياً رسائل شفوية مع أناس مخلصين ورفاق بالحزب بأن أكون على درجة من الحذر واليقضة لأن الكثير من التقارير تصلنا عنك …ألخ من المشاكل والتنغيصات والمواقف التي لا تعد ولا تحصى . 
وبما أننا عاهدنا الله والوطن والوالد رحمه الله الذي كان دائما يحذرنا وينصحنا بعدم الانجرار وراء أعداء العراق , بقينا مخلصين للوطن ولم نأخذه بجريرة بعض ضعاف النفوس الذين حاربونا وحرمونا من حقوقنا الشرعية , ولهذا لا يوجد لدينا شيء نخفيه أو نخاف عليه أو نخاف منه منذ أن أبصرنا النور وحتى نلقاه سبحانه … كذلك عندما خيرّنا أنفسنا وحكمّنا ضمائرنا ووجداننا بين الوقوف مع الوطن والشعب ودعم واسناد القيادة والحكومة العراقية آنذاك والرئيس صدام حسين في الأعلام والمحافل الدولية ودعم المظاهرات وتمويلها ذاتياً .. أي على نفقتنا الخاصة , أو الوقوف مع ما يسمى المعارضة العراقية آنذاك ودعم وتأييد مشروع الاحتلال الأمريكي – البريطاني .. أخترنا الطريق الوطني , ودافعنا بكل اخلاص عن الوطن والشعب والنظام الوطني بما له وما عليه , وعن الرئيس الراحل بالأسم أيضاً بما له وما عليه من هفوات وأخطاء … وجل من لا يخطئ , ولهذا لا نخاف ولا نخجل من تاريخنا ومواقفنا , بل نعتبره وسام عز وشرف وطني نعتز ونفتخر به ونطرز به صدورنا وتاريخنا الآن وبعد أن نرحل من هذه الدنيا الفانية … شاء من شاء وأبى من أبى .
للتاريخ ولكي لا يزاود علينا وعلى مواقفنا العروبية – القومية والعراقية – الوطنية أحد , نقولها الآن كما قلناها قبل الاحتلال بعدة سنوات … عندما تأكدنا واستشعرنا الخطر المحدق بالبلاد والعباد وحتى المنطقة , وبأن سنوات الحصار المدمر ستتوج بغزو واحتلال بربري مباشر من قبل نفس القوى والدول العظمى التي ساهمت بقتل مليون ونصف طفل عراقي , وجوعت أكثر من 20 مليون مواطن عراقي مع سبق الاصرار على مدى 13 عشر عاماً , وفرضت على العراق حصار لم يسبق له مثيل , ناهيك عن أن نفس هذه القوى التي تحالفت بالأمس وقادت حملة تدمير شامل عام 1991 بحجة تحرير الكويت , وأعادة العراق مئة عام
إلى الوراء .. عندها تيقنا بأن نية غزو واحتلال العراق وتغير نظام الحكم فيه بهذه الطريقة كانت منذ ذلك الحين مدروسة ومخطط لها ومعدة ومبيته سلفاً ’ ومطروحة على الطاولة إلى أن يتم إنهاك الشعب وجعله يستسلم للأمر الواقع , وأن هذا المخطط الجهنمي سيجلب للعراق مزيداً من الخراب والدمار , وستسلط على العراق وشعبه شلة وحفنة من اللصوص وقطاعي الطرق وأصحاب السوابق الذين زوروا حتى أسمائهم وألقابهم وشهادات تحصيلهم المدرسية بما فيها شهادة المدرسة الابتدائية .
نعم .. بكل صدق وأمانة وشجاعة وقفنا مع الوطن والشعب في الظروف القاسية والصعبة , عندما كانت لهجة الخطابات والتصريحات الهستيرية والأصوات النشاز تتعالى وتعم أرجاء الكون , وقادة المحفل الماسوني الصفوي الصهيوني باتوا يسيطرون بشكل يفوق الخيال على الإعلام المرئي والمقروء والمسموع بشكل شبه مطلق , لا بل تم فتح قنوات عربية معروفة لهذا الغرض والهدف , وبدأت طبول الحرب تُقرع من كل حدبٍ وصوب , والاتهامات والمكر الذي تزول منه الجبال بات يطبخ ويعد ويفبرك في أروقة ودهاليز المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية وحتى الدول العربية , وتناقش بشكل علني الأكاذيب والتلفيقات ضد العراق خلال عقد اجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الرعب (الأمن ) , وفي الجانب الآخر الأعداء يتربصون بالعراق وشعبه , وينتظرون بفارغ الصبر متى تحين ساعة الصفر كي ينقضوا على العراق وشعبه كي يدمروه من جديد وينهوه إلى الأبد ككيان وكدولة كما نرى اليوم , حينها وقفنا بكل كبرياء وشموخ الأمة والعراق , وتحدينا الصعاب وضحينا بكل شيء , وكان حينها أزلام وجواسيس الاحتلال .. نواطير المنطقة الخضراء الحاليين منذ عام 2003 , ينعتوننا بشتى الأسماء والصفات , ويكيلون لنا السباب والشتائم والاتهامات المعمول بها والمتعارف عليها حتى يومنا هذا … بعثي .. صدامي .. وهابي .. تكريتي .. ألخ .
لقد حذرنا آنذاك عملاء الاحتلال الحاليين أشد الحذر من مغبة الوقوع في الفخ الأمريكي البريطاني الصهيوني , وكنا نجهل الدور الإيراني ولم نكن نتصور حينها إن الجارة إيران كانت أيضاً ضالعة وتتآمر علينا كعراقيين وكعرب , وتتناغم وتتعاون وتعقد صفقات سرية مع أصحاب القرار وقادة المشروع الأمريكي الصهيوني وما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد , المشروع الذي باتت أهدافه ونواياه وعقود صفقاته ومؤامراته تطفو على السطح , خاصة بعد أن أوكلوا المهمة لها .. أي للجارة إيران منذ عام 2011 بشكل رسمي , وأطلقوا يدها تعبث كما تشاء في العراق , وتقوم بتأسيس وتكوين وتدريب عشرات المليشيات الموالية لها ولمشاريعها بواسطة الأموال المنهوبة من خزينة وميزانية العراق , وأن كل ما يجري في العراق وحتى في سوريا وكذلك اليمن , هو عبارة عن مخطط مدروس ومتفق عليه مسبقاً , تقوم بنفيذه بحذافيره الجارة إيران وأدواتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن
تحت إشراف القوتين المهيمنتين على القرار الدولي , أمريكا وروسيا , وتحت غطاء جوي تشارك فيه 60 دولة , والذي بات الهدف والغرض من وراءه واضح وضوح الشمس , تركيع العرب وتقسيم وتجزئة الدول العربية الواحدة تلو الأخرى بما فيها المملكة العربية السعودية وحتى مصر عاجلاً أم آجلاً . 

أخيرأ .. نكرر ونقول ما ذهبنا إليه أعلاه … فبالرغم من أننا لم ننتمي لأي حزب , ولم نتعنصر أبداً لأي طائفة أو قومية , لكننا وقفنا مع الوطن في محنته , لأن الهجمة الاعلامية كانت آنذاك محمومة وقوية وشرسة ومدمرة , لم تشيطن النظام العراقي السابق والرئيس الراحل فحسب , بل شيطنة أي مواطن عراقي دافع عن وطنه وشعبه وأرضه وعرضه , وأي إنسان منصف مهما كان دينه أو قوميته أو من أي بلد أجنبي , بما فيهم مواطني الدول التي شنت العدوان على العراق , وشاهدنا كيف خرج ملايين الأمريكان والبريطانيين والإيطاليين والأتراك وأغلب الدول الأوربية , وهم يرفضون شن العدوان , وينددون بالغزو والاحتلال , وحتى رؤوساء فرق التفتيش الدولية عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة اتهمتهم الأدارة الأمريكية حينها بالتخاذل وعدم الكفاءة , لأنهم أثبتوا للعالم بأن العراق خالي تماماً من أسلحة الدمار الشامل .

وإليكم ما قلناه على الهواء مباشرة وأمام الملأ أواخر عام 2002 , وقبل وقوع الواقعة وقبل الغزو البربري الأمريكي الصهيوني عام 2003 , وما تبعه من تدخل إيراني صارخ حتى يومنا هذا , وهذا ليس اتهام منا بل هم يصرحون به صباح مساء ولا يخافون ولا يخجلون من تدخلهم وهيمنتهم على العراق بشكل مطلق , لكن إمعات الاحتلال وأتباع الولي الفقيه مازالوا حتى يومنا هذا ينتقدون ويشنون حملات تشويه شعواء ضد كل من ينتقد ويتصدى للمشروعين الأمريكي والإيراني …. 

https://www.facebook.com/alyasiry.ali/videos/vb.100005154913248/606623289519496 type=2&theater&notif_t=video_processed&notif_id=1473684463791140

أحدث المقالات

أحدث المقالات