17 نوفمبر، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

الحكيم والتحالف الوطني المريض 

الحكيم والتحالف الوطني المريض 

يعد التحالف الوطني من أكبر الكيانات والمؤسسات  السياسية العراقية  التي نشأت في عراق مابعد 2003  وأكثر التكتلات جمهورا وتأثيرا في الساحة الاجتماعية التي يمكنها تغيير الاتجاهات السياسية  عبر  تحركاتها لو اطرت بقالبها الذي بنيت عليه  .      

 أصيب هذا الكيان أو التكتل  السياسي حالة من  الركود ،ونوبات من الصراع الداخلي والشلل في أدائه الوظيفي تجاه المسؤولية الكبرى التي رسمت له ، في تمثيل أوسع قاعدة جماهيرية إلا وهي الشيعة خصوص وباقي مكونات المجتمع عموم، ذالك  بعد رحيل مؤسسه السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) في عام 2009 ، والدخول في مرحلة الصراع الداخلي والتمثيل الحزبي بدل المكوناتي، والانسلاخ من صبغة المكون إلى صبغة الحزبية ،  أن دخول العراق في مرحلة الانقسامات وسقوط أجزاء كبيرة من محافظاته تحت سطوة داعش ودخوله الأزمات الإقتصادية  ، وظهور كيانات سياسية وحزبية  جديدة ، بسبب زيادة الدعم الخارجي لها أو لسيطرة بعضها على مقدرات الدولة وغياب الرؤيا السياسية والإدارية لأغلب هذه المستحدثات الحركية جعل العراق يعيش مرحلة الانحدار نحو الأسوء  ، والذي بدوره جعل العراق يعيش دوامة الوقوف على شفى الحروب الطائفية،  عاكسا بضلال  صراعات دول الجوار و المنطقة الإقليمية على العراق . 
         أن  كل هذه الصراعات داخل المكون الشيعي  الأكبر ، الذي وصف طيلة هذه الفترة بالرجل المريض العاجز عن اختيار رئيس له ، لربما يستطيع أن يوجد رؤيا واضحة  تتفق عليه أطرافه يخرج بها لطمأنة  الآخرين  ، جعلته في حرج شديد تجاه باقي المكونات والعالم السياسي ، و اصبحت الحاجة أكثر ملحة  لرئيس يداوي آلامه  التي قد تشفي جراحات البلد وتنعكس إيجابا  على المنطقة .
    إن اختيار الرئيس أو الحكيم عمار الحكيم للتحالف الوطني هو اختيار لخير الأمور التي كان يوصف بها ألا وهي منهج الاعتدال والوسطية ، والتي عرفه بها العراق والمنطقة وهو منهاج جده زعيم الطائفة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم  (ق.س)والتي تبناها بعده ولداه  الراحلان السيدان محمد باقر الحكيم و عبد العزيز الحكيم (رضوان الله) تعالى عليهم ،  فالوصفات  الحكيمة التي ورثها عمار الحكيم عن عائلته والخبرات التي تملكها في تصديه للدور السياسي بعد 2010 ونهوضه السياسي بجمهوه السياسي ، وبروز مواقفه الواضحة تجاه الأطراف الداخلية والخارجية والعلاقة الطيبة له مع دول الخليج والمنطقة،  بعثت مزيدا من الارتياح والأمل في حل الكثير من مشاكل البلد  والحاضرة العربية، والقدرة له بالنهوض من جديد بالتحالف الوطني و مأسسته وتحويله لجهاز رقابي  ليس فقط تشريفي لإقامة الاجتماعات واللقاءات.     

إذن  اختيار السيد عمار الحكيم لرئاسة التحالف الوطني لم يكن وليد الصدفة ،  وإنما حاجة العراق والمنطقة للاستقرار السياسي وهو من يملك وصفات التمكين لهذه المشاريع  ولاسيما تلك التي وصفها للاستقرار البلد قبل انهيار محافظات العراق الغربية عام 2014 والتي أهملت بسبب التنافس السياسي داخل مكون  للتحالف الوطني ذاته .

أحدث المقالات