في فترة الستينات والسبعينات اعتاد الشيعة في العراق ان ينفسوا عن الظلم الذي كان يعانون منه من الانظمة المتحكمة في البلاد عن طريق القصائد الحسينية التي تلقى في المواكب الحسينية في المحافظات او في كربلاء والنجف وكانت قصائد غاية في الروعة لان قائليها والمستمعين لها لا يجدون غيرها كوسيلة لرفض الظلم او لتبيان السلبيات التي كانت سائدة آنذاك واستمرت هذه الظاهرة الى تولي الملعون الهدام الحكم حيث قامت اجهزته القمعية بقمع كل هذه المظاهر الى ان انتهت بالمرة والملاحظ في هذه الايام ظهور بعض القصائد الحسينية التي يتم تضمينها نقد للحكومة او البرلمان بل واخذ البعض يتسابق في كتابة هكذا قصائد وهو امر غريب جدا لان الموضوع ليس هكذا فما يحدث في البلد من تحكم وتغول البعض انما هو بسبب الناس انفسهم فهم الذين انتخبوا هؤلاء وسيعودون الى انتخابهم مرة ثانية وثالثة كما ان تغيير تلك الوجوه بسيط جدا وهناك عدة طرق للتغيير فهناك سلطة قوية للمرجعية في البلاد وهي تستطيع تغيير الحكم واشخاصه كيفما تشاء وايضا باستطاعة الشعب الخروج بمظاهرات واعتصامات وغيرها من الطرق السلمية التي يتبعها العالم لإحداث التغيير واما الركون الى القصائد وافراغ الشعائر الحسينية من محتواها وتوجيهها توجيها سياسيا لا مبرر له فهو من الامور الخطيرة جدا من جهة ومن جهة اخرى فإنها تعكس الضعف والخور الذي يعيشه البعض مع شديد الاسف .