23 نوفمبر، 2024 6:02 ص
Search
Close this search box.

أئمة الأسلام – خلاف وفتن وحروب 

أئمة الأسلام – خلاف وفتن وحروب 

مع أستطراد للأئمة الأربعة
المقدمة : 
كان ولا زال هناك أختلافا وخلافا وفي بعض الاحيان تضاددا ، فقهيا أوعقائديا أو الأثنين معا ، بين فقهاء وأئمة وشيوخ .. الأسلام ، أمتد هذا فيما بعد الى حروبا وفتنا سحقت و حرقت البلاد ، وذهب من جرائها الكثير من الضحايا ، ففي هذا البحث المختصر سأتعرض أولا لبعض هذه الخلافات والأختلافات .. كنماذج ، مستطردا الى بعض الأراء المتباينة للأئمة الأربعة (*1) ثانيا ، ثم سأسرد بعضا مما جرى من هذه الخلافات من ويلات وفتن ، ثالثا ، ثم سأختم البحث اخيرا ، بقراءتي الخاصة للموضوع مستشهدا بحديث الرسول (حلال محمد حلال الى يوم القيامة .. وحرام محمد حرام الى يوم القيامة ) .
النص : سأذكر بعضا من الخلافات والأختلافات فقهية كانت أو عقائدية أو غير ذلك ، بين أئمة وفقهاء وشيوخ الأسلام ، وهي عامة تحتاج الى كتب ومجلدات ، ولكن لأني بخصوص قراءة حديث الرسول الوارد في المقدمة أعلاه ، فسأذكر عينات / أمثلة ، من التباين الفقهي والعقائدي كنموذج مختصر ، من أجل الولوج للقراءة الخاصة : 1. الأئمة الأربعة مختلفين على أمور أراها غير ذا أهمية بالنسبة للمسلمين خاصة في العصر الحالي ، وغير معمول بها ، وحتى في تلك الحقبة أراها ليست ذا بال ، منها : ( المذهب الحنفي يجيز الوضوء بالنبيذ و باللبن المشرب بالماء والباقي يخالفوه ، المالكي يجيز أكل لحم الكلاب والباقي يخالفوه ، الشافعي يقول لمس المرأة يوجب الوضوء والحنفي يقول بخلافه ومالك يخالفهما يقول وجب الوضوء فقط أذا كان اللمس بغرض الشهوة ، الشافعي يقول بجواز أكل الجري والضبع والثعلب وأبو حنيفة يحرم أكلها ، والقنافذ يحلها الشافعي ويحرمها الأخرون ) / نقل بتصرف من الموقع التالي sunnah.com-http://www.sd . فالأن الماء متوفر ، ولا أرى عمليا حتى في ذلك الزمان من التوضأ باللبن أو النبيذ ! أما قضية أكل اللحوم عدا المتداول منها الأن ، فقد تدفعك الحاجة الى أكل أي شي كما يحدث في المجاعات ! ولكن حتى هذا لم يذكر في أقوال الفقهاء ! أما نقض الوضوء ووضع شرط الشهوة الجنسية فهذا أمر يحتاج الى تساؤلات ، فمن الذي يقرر ذلك المصافح أو غيره ! وهذا الأمر غير عملي لأنه مرتبط بالجنس وهذا امر ليس من السهل قياسه أو تحديده ! ، ولم هذا الربط الجنسي ! الذي لا يمكن تقريره عمليا ! . 2. كما أختلفوا / الأئمة الأربعة ، في موضوعة التيمم وكيفية أدائه ( فمنهم من قال بوجوب مسح الوجه والكفين بالتراب مرة واحدة ، وهو رأي أتباع أحمد بن حنبل وجماعته ومن تبعوهم من الظاهريّة ، ودليلهم حديث عمار بن ياسر الموجود في صحيح البخاري ومسلم . ومنهم من قال بوجوب مسح الوجه واليدين إلى المرفقين بالتراب مرتين ومرة للوجه وهو رأي أتباع أبي حنيفة ومالك والشافعي وحجتهم في ذلك حديث نافع عن عبد الله بن عمر الموجود في مستدرك الحاكم. والراجح هو قول الحنابلة لصحة الحديثين المرويين في البخاري ومسلم . ) / نقل بتصرف من مقال بعنوان الخلافات بين المذاهب الإسلامية – د.عبد الرحمن عباد / مسائل فقهيّة خلافية . وهذا الأمر كان معمول به في عهد معين ومكان محدد تغلب عليه الطبيعة الصحراوية ، أما الأن أراه غير ذا فعالية ، فكيف التراب أو الرمل يبطل النجاسة ! أذن هكذا أراء مرتبطة بالظروف الزمكانية لتلك الحقبة ، وغير معمول بها الأن ، أرى أن تحذف أو أن تهمل . 3. وقال الأمام أبو حنيفة : ( لا قطع للسارق فيما كان أصله مباحاً في دار الإسلام ، كالطيور والتين والخشب والحطب والقصب والصيود والسمك والطين والفحم والملح والخزف والزجاج ، وقال الأئمة الثلاثة : يقطع سارق الأموال ، سواء أكانت مما أصله مباح أم غير مباح . / نقل من مقال لعبد الرحمن الخطيب – موقع العربية ) ، وأرى أن رأي أبو حنيفة مخالفا للقرأن ، حسب نص الأية ” وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” 38 سورة المائدة ، وشرح الأية ( .. يقول تعالى حاكما وآمرا بقطع يد السارق والسارقة ، وروى الثوري عن جابر بن يزيد الجعفي عن عامر بن شراحيل الشعبي أن ابن مسعود كان يقرؤها :” والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما ” . وهذه قراءة شاذة ، وإن كان الحكم عند جميع العلماء موافقا لها ، لا بها ، بل هو مستفاد من دليل آخر . وقد كان القطع معمولا به في الجاهلية ، فقرر في الإسلام وزيدت شروط أخر / نقل بتصرف من موقع aya38-quran.ksu.edu.sa/…/sura5 ). وهنا أرى أن أبو حنيفة نهج نهجا بعيدا عن نص القرأن فيما يتفق الباقون مالك والشافعي و أبن حنبل مع منطوق النص القرأني ! ، ولكن من جانب أخر أن قطع يد السارق عادة جاهلية فلم القرأن يقررها في الأسلام !. 4. أما الأمر المثير للعجب والمخالف للعلوم الطبية هو مدة الحمل ( اختلف الفقهاء في المدة القصوى للحمل ، فمنهم من رفعها إلى سبع سنين ، ومنهم إلى خمس ، وأربع وثلاث ، ومنهم من خفضها إلى سنتين ، ومنهم من قصرها على تسعة أشهر وهم الظاهرية . أما أصحاب الآراء الأربعة الأولى فاستدلوا على صحة آرائهم بأقوال منقولة عن نساء سمعوا منهن ، وبحديث منسوب إلى السيدة عائشة رضي الله عنها ” لا يبقى الولد في رحم أمه أكثر من سنتين ” ويقولون أن السيدة عائشة لا تقول بهذا الحديث من نفسها ، إلا أن تكون قد سمعته من الرسول . واستدل ابن حزم على صحة رأيه ، بأن الجنين لا يمكن أن يبقى في رحم أمه أكثر من تسعة أشهر ، ولا أقل من ستة ، بقول الله : { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَة } البقرة (233) وقوله تعالى : { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا } الأحقاف 15 فمن ادعى أن الحمل والفصال يزيد عن ثلاثين شهراً فقد خالف القرآن ، وردّ كلام الله . أما القول الراجح فهو القول الثاني وهو ما يقوله الطب ، حيث لا يزيد عن تسعة أشهرأو (280) يوماً ، وقد يزيد عن ذلك في حالات غير طبيعية بحيث يصل الحمل إلى عشرة أشهر إذا أصاب المشيمة التي تغذي الجنين شيخوخة في الشهر التاسع ، حيث تقل نسبة الأكسجين والغذاء المارين من المشيمة إلى الجنين فيموت ، ولهذا يقوم الأطباء بتوليد المرأة بطرق صناعية إذا تجاوزت الشهر التاسع بأسبوع أو أسبوعين. / نقل من نفس المصدر السابق ) وأرى الأتي أولا – هنا نحن أمام معظلة علمية طبية ، فأغلب الأراء التي كتبت في تحديد مدة الحمل هي ما بين 2 – 7 عام ، وأرى أن هذا الأمر يعد كارثة طبية لا تتوافق مع العلم ، ثانيا – أن الأعتماد على حديث منسوب لزوجة الرسول عائشة ، وعائشة تفتي بما لا علم لها به ، وهي لا زالت فتاة في سن لا يجعلها رشيدة لهكذا أمر علمي طبي ( فقد كان عُمْرُ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند وفاة النبي : ثمانِ عشرةَ سنة. / نقل من مركز الفتوى ) يعني فتوتها من الممكن أن يكون عمرها 12 عاما أو أكثر بقليل وذلك الزمن كان عهد رواج فتاوى عائشة ! فهل فتوى من فتاة بهذا العمر يعتد بحديثها ! ، ثالثا – أعتماد عائشة على قول من الممكن قد سمعته من الرسول هو أيضا لا يعتد به لأن الرسول لم يكن ذو خبرة بهكذا مجال فهو مهموم بنشر دعوته وليس بأعطاء أراء طبية ! ، رابعا – أما رأي أبن حزم (*2) الفقيه الفيلسوف فهو المعول عليه والمأخوذ به ، والذي أتى بعد نزول القرأن بأكثر من 4 قرون ، وكانت العلوم قد تطورت ونقل وترجم الكثير من الكتب الطبية والعلمية ، والناحية المعلوماتية و المعرفية قد تطورت في عهده ، لهذا أرى أن رأي ” أبن حزم ” كما يقال ” حزم الأمر ” ، خامسا – أما الأيات التي قيلت بهذا الموضوع ، البقرة 233 والأحقاف 15 / الواردة في أعلاه فلم تصب الأمر في حقيقته بشكل مباشر ! . 5 . أما الخلاف العقائدي الأكبر بين فقهاء السنة والشيعة ، فهو في مصحف فاطمة ، فتقول الشيعة فيه قولا كبيرا ( مصحف فاطمة الزهراء ، هو كتاب عظيم المنزلة أملاه جبرائيل الأمين على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ، بعد وفاة أبيها الرسول محمد ، و ذلك تسكيناً لها على حزنها لفقد أبيها ، كاتب هذا الكتاب هو علي بن أبي طالب ، فقد كتبه بخطه المبارك ، و مصحف فاطمة يُعتبر من جملة ودائع الإمامة ، قال الإمام الرضا ـ و هو يَعُّد علامات الإمام المعصوم : ” و يكون عنده مصحف فاطمة ” . أما بالنسبة إلى مكان وجود هذا المصحف في الحال الحاضر فهو اليوم موجود عند الإمام المهدي المنتظر ، فمصحف فاطمة هو مجموع حديث جبرائيل الأمين لفاطمة ، فهو وحي غير معجز كالحديث القدسي و النبوي .. ليس في مصحف فاطمة شيء من القرآن قال الإمام الصادق : وقال ” وأن عندنا لمصحف فاطمة و ما يدريهما مصحف فاطمة ، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، إنما هو شيء أملاه الله و أوحى إليها ” .، ” مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن ” ، ” و عندنا مصحف فاطمة أما والله ما فيه حرف من القران” / نقل بتصرف من موقع مركز الأشعاع الاسلامي ) . هنا نرى : أولا – كتابا أسموه مصحفا وربط أسمه ببنت الرسول محمد ودعي مصحف فاطمة ، أذن كان هناك تماثلا بالأسم مع القرأن ، ثانيا – أن مصحف فاطمة كالقرأن موحى به عن جبريل ، حسب أدعاء الشيعة ! أذن هناك نوعا من التطابق ، ثالثا – كاتب مصحف فاطمة هو علي بن أبي طالب زوجها ، أما كاتب القرأن فهو ، ( .. القرآن كتبه الصحابة عن النبي ، ثم في عهد عثمان شكل له لجنة رباعية ، منهم زيد بن ثابت كاتب الوحي فجمعوا المصحف الموجود بين أيدينا الآن على حرف واحد حتى لا يتنازع الناس ، وكان أنزل على سبعة أحرف ، فجمعه الصحابة في عهد عثمان على حرف واحد .. / نقل بتصرف من موقع أبن باز الرسمي ) ، فعلي بن أبي طالب هو الأقرب للرسول وليس منطقيا أن يكتب عليا كتابا عاديا ويدعي به ألا لو كان الأمر حقيقيا !! ، رابعا – السنة لا يعترفون ألا بالقرأن مصحفا منزلا ، ولا يعتدون بمصحف فاطمة ! ، خامسا – كان هذا التضادد والخلاف مصدرا مركزيا رئيسيا للخلاف الشيعي السني ، سادسا – خلاصة ، هل من المنطق أن الله يرسل جبريل لفاطمة حتى يملي عليها كتابا عظيم المنزلة بعد وفاة أبيها الرسول محمد ، و ” ذلك تسكيناً لها على حزنها لفقد أبيها !! ” ، ولو كان الأمر كذلك ، لأرسل الله جبريل الى العذراء مريم أم المسيح لتسكين ألمها بعد جلد وتعذيب وصلب أبنها / المسيح !! لكتابة كتابا عدا الأنجيل / الذي كتبه الحوارين بقوة الروح القدس !! .
فتن وحروب الأئمة : والأئمة الأربعة الذي قيل بحقهم ما قيل من مدح وعلو مقام وفضل كما جاء مثلا في ” موقع مركز الفتوى ” ، ( .. فالأئمة الأربعة وأقرانهم من أهل العلم الموثوقين الذين
شهدت الأمة لهم بالعدالة والديانة والرسوخ في العلم كلهم من أهل السنة والجماعة ، وهم من الطائفة المنصورة التي أخبر النبي أنهم لا يزالون قائمين بأمر الله حتى تأتيهم الساعة وهم كذلك ، وليس ذلك بحاجة إلى مزيد تقرير ففضائلهم ومناقبهم ومساعيهم المشكورة وآثارهم المبرورة في الإسلام أعظم شاهد لهم بذلك ، وقد كانوا متفقين في أصول الدين موافقين فيها للسلف الصالح من الصحابة والتابعين … وأما اختلافهم فإنما كان في بعض الفروع التي ليس فيها نص قاطع ، فاختلفت اجتهاداتهم بناء على اختلاف النصوص .. ) ، فهؤلاء الائمة وغيرهم الذي رفع شأنهم .. تحارب أتباعهم ومقليدهم الى حد الموت .. ولم يكن الصراع بين المذاهب والفرق الإسلامية حكرًا على السنة والشيعة فقط ، فقد شهد التاريخ الإسلامي أيضا صراعًا داميًا وحروبًا حامية الوطيس ، بين الفرق والمذاهب السنية كذلك ، على أساسين مختلفين ؛ فقهي وعقدي … فمن (( الصراعات الفقهية )) الاتي : الفتنة الأولى – ما حدث سنة 393 هجرية بين الشافعية والحنفية ببغداد ، وكان سببها أن شيخ الشافعية أبا حامد الإسفراييني (ت406ه) الذي استطاع أن يُؤثر في الخليفة العباسي القادر بالله ، ويُقنعه بتحويل القضاء من الحنفية إلى الشافعية ، فلما فعل ذلك احتج الحنفية ودخلوا في مصادمات مع الشافعية ، والفتنة الثانية – حدثت بمدينة مرو ببلاد خُراسان بين الشافعية والحنفية ، عندما غيّر الفقيه منصور بن محمد السمعاني المروزي (ت 489ه) مذهبه ، فانتقل من المذهب الحنفي الذي اعتنقه طوال ثلاثين سنة إلى الشافعي ، وأعلن ذلك بدار الإمارة بمدينة مرو ، بحضور أئمة الحنفية والشافعية ، فاضطرب البلد لذلك ، واضطربت البلد بين الشافعية والحنفية ، ودخلوا في قتال شديد ، وعمّت الفتنة المنطقة كلها ، ما اضطر السمعاني للخروج من مدينة مرو ، الفتنة الثالثة – الفتن بين الحنابلة والشافعية ببغداد سنة 573 هجرية ، وذلك أنه عندما تُوفي خطيب جامع المنصور محمد بن عبد الله الشافعي سنة 537 هجرية، ومنع الحنابلة من دفنه بمقبرة الإمام أحمد بن حنبل؛ لأنه شافعي وليس حنبليًّا ، فحدثت فتنة بين اتباع المذهبين تدخل على إثرها الخليفة العباسي المقتفي وأوقفها ، وأفشل محاولة الحنابلة منع دفن المتوفى بمقبرتهم ، وأمر بدفنه فيها، فتمّ ذلك ، الفتنة الرابعة الكبرى – حدثت بأصفهان ـ ببلاد فارس ـ بين فقهاء أصحاب المذاهب سنة 560 هجرية ، وتقدمها عبد اللطيف الخُجنّدي الشافعي ، ضد مخالفيه من المذاهب الأخرى ، واستمر القتال بين الفريقين لمدة 8 أيام ، قُتل منهم خلق كثير ، وأُحرقت وخُرّبت منازل كثيرة ، الفتنة الخامسة – فكانت بأصفهان أيضًا ، بين الشافعية والحنفية في سنة 582 هجرية ، وقع فيها كثير من القتل والنهب والدمار ، الفتنة السادسة – وهي الفتنة التي بين المذاهب الفقهية السنية ، ما وقع بين الشافعية والحنفية بمدينة مرو أيضًا ، زمن الوزير الخوارزمي مسعود بن علي المُتوفى سنة 596 هجرية ، فالوزير كان متعصبًا للشافعية ، فبنى لهم جامعًا بمرو مشرفًا على جامع للحنفية ، فغضب الحنفية وأحرقوا الجامع الجديد ، واندلعت فتنة عنيفة مدمرة بين الطائفتين ، حتى ذكر الرحالة ياقوت الحموي (ت 626ه) أن مدينة أصفهان في زمانه عمها الخراب .. أما أهم (( الصراعات العقائدية )) : أولا – فتنة ابن القشيري ببغداد سنة 469 هجرية ، وذلك حينما قدم المتكلم أبو نصر بن عبد الكريم القشيري الأشعري (ت514ه) إلى بغداد واستقر بالمدرسة النظامية ، وعقد بها مجلسًا للوعظ والتدريس ، فتكلم عن مذهب الأشعري ومدحه ، وحطّ على الحنابلة ونسبهم إلى اعتقاد التجسيم في صفات الله تعالى ، فلما سمع به شيخ الحنابلة الشريف أبو جعفر (ت 470ه) أنكر عليه فعلته ، ودخل الطرفان في مصادمات عنيفة ، قُتل فيها نحو عشرين شخصًا من الجانبين ، وجُرح آخرون ، الفتنة الثانية – حدثت ببغداد ، حينما أقدم فقيه أشعري على تكفير الحنابلة ، فتصدوا له ورموه بالحجارة ، فهرب ولجأ إلى أحد أسواق بغداد واستغاث بأهله ، فأغاثوه واندلع قتال بين الطرفين ، وعم النهب واشتد القتال ، ولم تتوقف المواجهات إلَّا بتدخل الجند ، وقُتل فيها نحو عشرين شخصا من الطرفين ، ثم نُقل المقتولون إلى دار الخلافة ، فرآهم القضاة والشهود ، وكتبوا محضرا ضمّنوه ما جرى ، وسجله المؤرخين ، واشتعلت الفتنة الثالثة ببغداد سنة 476 هجرية حينما هاجم المتكلم أبي بكر المغربي الأشعري ، الحنابلة وذمهم واستخف بهم فاعترضه جماعة حنبلية من آل الفراء ، ووقع قتال عنيف ، وحينما أعلن الواعظ الغزنوي ببغداد سنة 495 هجرية ، عن مذهبه الأشعري بجامع المنصور اشتعل الصراع داخل المسجد ، ورجمه الحنابلة بالحجارة لتكون الفتنة الرابعة ، وحينما كفر ابن تومرت بالمغرب الإسلامي ، دولة المرابطين السلفية واظهر المذهب الأشعري (ت 524هـ) ، واتهمهم بالتشبيه والتجسيم ، واستباح دماءهم وأموالهم ، ودخل في حروب طاحنة مع المرابطين ، وأدخل المغرب الإسلامي في فتنة دامية ، وفرض الأشعرية على الرعية ، وعندما تُوفي واصل أتباعه دعوته ، وارتكبوا مجازر رهيبة في حق المرابطين عندما دخلوا مدينة مراكش سنة 541ه ، ويُروى أنهم قتلوا منهم سبعين ألف شخص . الفتنة الخامسة هي الفتنة التي تقدمها أبا الفتوح الإسفراييني الأشعري (ت538هـ) . وكان لمصر نصيبها من هذه الفتن التي وقعت بين أهل السنة ، بفتنة الشيخ الخبوشاني بمصر ، وقصتها أنه لما فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي (ت 589هـ) مصر سنة 567هجرية ، أراد شيخه الفقيه الصوفي نجم الدين الخبوشاني الشافعي الأشعري (ت587ه) نبش قبر المقرئ أبي عبد الله بن الكيزاني الشافعي (ت 562هـ) المدفون بقرب ضريح الإمام الشافعي بمدينة مصر ، وقال عن ابن الكيزاني : هذا رجل حشوي لا يكون بجانب الشافعي . وفي رواية أخرى إنه قال عنه : لا يكون زنديق بجانب صديق ، ثم نبش قبره وأخذ رفاته ودفنها في موضع آخر ، فثار عليه الحنابلة وأهل الحديث وتألبوا عليه ، وجرت بين الطرفين معارك انتهت بانتصاره عليهم … وخلاصة القول ، إن المتأمل في التاريخ المديد للفتن يجد أنه لم يتغير شيء كثير عما نراه اليوم ، وكأن الزمن يعيد نفسه ، ولكن مع اختلاف المسميات ، فالتضليل والتكفير والحروب واستباحة الدماء والأعراض والأموال مازالت قائمة بيننا .. / نقل بتصرف مع أضافات للكاتب من موقع البديل – من مقال لعبد الوهاب حسن – الصراع بين المذاهب السنية.. دروس مستفادة .
القراءة : ” حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة ” ، جاء في موقع شبكة الدفاع عن السنة ، مقال لخالد الوائلي حول تفسير هذا الحديث : ( وهي طامة كُبرى وحجّة عليهم لا تنفكّ عنهم ، عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : ” إن على كل حقٍ حقيقة وعلى كل صوابٍ نوراً فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه ” الكافي 1/69 … عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام : ” بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هدم القبور وكسر الصور” وسائل الشيعة 2/870 … وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا تتخذوا قبوركم مساجد ولابيوتكم قبوراً” مستدرك الوسائل 2/379 ) . هنا نرى أن أهل السنة والجماعة تبين تضاددا وتقاطعا مع الشيعة وعلى لسان آل البيت تأكيدا على جملة من المسائل عقائدية كانت أو فقهية ! ، ولكني سأترك شخصيا ما فسر به الوائلي حديث الرسول ، الذي فسره بما يتفق ومذهب أهل السنة ! ، أما قرءأتي الحداثوية للحديث هي الأتي : أولا – الحديث مطلق وعام شامل غير محدد الأطر وغير مؤشر على أي قضايا فقهية أو عقائدية يقصدها ، ثانيا – يمكن أن يستخدم هذا الحديث من قبل أي مذهب أو فرقة أسلامية لخدمة قضاياه الفقهية أوالعقائدية لأنه رمادي المعنى والنهج ، ثالثا – الأحداث التي وقعت بعد موت الرسول بداية من سقيفة بني ساعدة (*3) فحروب الردة في عهد أبي بكر الصديق ، ومقتل عثمان بن عفان سنة 35 هجرية (*4) ، وما تبعها من ويلات ، كحرب الجمل سنة 36 هجرية وموقعة صفين سنة 37 هجرية (*5) ، كل هذا شكل موادا ومواضيعا أختلف أهل السنة والشيعة .. وغيرهم / فقهاءا وأئمة وشيوخ ، في تأويله وتفسيره ، وتقاطعوا أيضا مع من كان في جانب الحق أو مع من وقف في خندق الباطل ، رابعا – من جانب أخر لا زال الى الأن أئمة السنة والشيعة يتبادلون التهم ، وحتى أغلظ الكلام !! ، فيما بينهم بخصوص أحقية علي بن ابي طالب بالخلافة بعد موت الرسول ، الأمر الذي أنجر على ” سب الصحابة ” و ” التنكيل بعائشة بنت أبي بكرزوجة الرسول ” .. وهذه الأمور خلقت جيشا مجيشا من الأئمة والفقهاء والشيوخ يتخندقون بين الطائفتين .
الخاتمة : خلاصة القول أن الأئمة الأربعة ومعظم فقهاء وشيوخ وعلماء وأئمة المسلمين ، لم يجلبوا سوى الفرقة والخلاف والتباين والتمايز .. ، والتي جرت الى ويلات وحروب وفتن بين المسلمين ، وقاد بعضها الى التكفير والخروج من الملة ! ، فهم لم يوحدوا المسلمين بل بثوا سموم التعصب والتزمت لمعتقدات ومذاهب وفرق معينة من أجل غايات معينة وليس من أجل الأسلام ! ، كما يحصل الأن مع المذهب الوهابي ! ، وهذا الحديث لم ولن يوحد أمة المسلمين على حلال أو حرام محدد لا ماضيا ولا الأن ولا حتى في المستقبل ، لأنهم أصلا ليسوا موحدين على كلمة واحدة ! ، أن الأمر جلي وواضح أنه لكثرة الخلافات واللأختلافات والأجتهادات قال الرسول ( الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة ” كلها في النار إلا واحدة ” ) (*6) ، يقينا من حديث الرسول أن 72 فرقة أسلامية بشيوخها وأئمتها وعلمائها وجمهورها تذهب بأجمعها الى النار! ، ولكن من هي الفرقة الناجية ، فلا جواب !! .
————————————————————————————————–
(*1) الإمام أبو حنيفة النعمان 80 ) هـ/699م – 150هـ/767م ) ، ومذهبه الحنفي الإمام مالك بن أنس 93)هـ/715م – 179هـ/796م) ، ومذهبه المالكي ، الإمام محمد بن إدريس الشافعي 150 ) هـ/766م – 204هـ/820م) ، ومذهبه الشافعي الإمام أحمد بن حنبل 164 ) هـ/780م ـ 241هـ/855م) ، ومذهبه الحنبلي . أبو حنيفة النعمان هو أول الأئمة الأربعة وهو التابعي الوحيد بينهم ولقي عدداً من صحابة رسول الله ، والمرجح أنه لم يلتقي بأي من الأئمة الثلاثة الذين تلوه ، ولكن الإمام الشافعي التقى بالإمامين مالك بن أنس وأحمد بن حنبل، حيث كان الشافعي تلميذ الإمام مالك وكان شيخ الإمام أحمد بن حنبل . / نقل من الموسوعة الحرة . (*2) ابن حزم الأندلسي (384 – 456هـ، 995 – 1063م) ، الأندلسي ، الظاهري ، شاعر وكاتب وفيلسوف وفقيه . ولد في مدينة قرطبة وكان يلقب القرطبي إشارة إلى مولده ونشأته . وقد كانت أسرته من تلك الأسر التي صنعت تاريخ الأندلس . أخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي ، وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود ، وأخذ الفقه
الشافعي عن شيوخ قرطبة ، ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم الظّاهري . عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة ، ثم ترك قرطبة واستقر بمدينة ألمريّة ، وكان مشغولاً بهاجس السياسة وإعادة الخلافة للأمويين . ولما سقطت الخلافة الأموية نهائيًا بالأندلس وزالت دولة الأمويين ، تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف . فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من أشهرها : ؛ جمهرة أنساب العرب ؛ الإمامة والخلافة ؛ الإحكام في أصول الأحكام . يُعد ابن حزم درة في تاريخ الأندلس السياسي والفكري والأدبي ، وقد عاش حياة مليئة بالمحن ، قضاها مناضلاً بفكره وقلمه ، أكثر من أربعين عامًا ، ولكن فقهاء عصره حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة ، إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت علانية بإشبيلية . توفي بقرية منتليشم من بلاد الأندلس . / نقل بتصرف من shamela.ws/index.php/author/2 . (*3) سقيفة بني ساعدة : ذكر الطبري هذه الحادثة بشكل مفصل في تاريخه ج 2 مطبعة الاستقلال بالقاهرة سنة 1385 ه – 1929 م – ننقل منه مختصرا على قدر الحاجة من ص 455 – ص 460 – كالآتي : اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله ، فقالوا : نولي هذا الأمر بعد محمد ، سعد بن عبادة ، وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض . . فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الإسلام ، وإعزازهم وقال : استبدوا بهذا الأمر دون الناس فأجابوه بأجمعهم أن قد وفقت في الرأي وأصبت في القول ، ولن نعدو ما رأيت ، نوليك هذا الأمر ، ثم إنهم ترادوا الكلام بينهم فقالوا : فإن أثب مهاجرة قريش فقالوا : نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعد ؟ فقالت طائفة منهم : فإنا نقول إذا : منا أمير ومنكم أمير فقال سعد بن عبادة : هذا أول الوهن .. والتي أنتهت بمخاطبة عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق ” فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف قلت : إبسط يدك أبايعك ، فلما ذهبا ليبايعاه ، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه .. ” / نقل بتصرف من شبكة الشيعة العالمية . (*4) فتنة مقتل عثمان أو الفتنة الكبرى ، هي أولى الفتن التي وقعت في الدولة الإسلامية ، وتعرف كذلك بالفتنة الأولى ، أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم أدت لاضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب . / نقل من موقع المعرفة .
(*5) موقعة صفين ، هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا .على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة. / نقل من الويكيبيديا .
(*6) هذا الحديث رواه الإمام أحمد ، وابن أبي الدنيا ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن حبان ، والحاكم ، وصححوه ، ورواه غيرهم أيضا . رَوَوْه عن عَوْفِ بن مالك ، ومعاوية ، وأبي الدرداء ، وابن عباس ، وابن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وواثلة ، وأبي أمامة ، وغيرهم بألفاظ متقاربة . والرواية الصحيحة : ” كلها في النار إلا واحدة ” ، وأما رواية ” كلها في الجنة إلا واحدة ” فهي موضوعة مكذوبة على النبي

أحدث المقالات

أحدث المقالات