في الرابع عشر من شهر الاول لعام 1991 أضاف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على العلم العراقي العبارة او الجملة الناقصة ( الله أكبر ) بخط بيده ، ولتبقى هذه هذه العبارة الناقصة لغويا ومعنويا على العلم العراقي لغاية يوم كتابة مقالنا هذا .
بدءا ، كثقافة او عادة اجتماعية موجودة في جميع المجتمعات العربية والاسلامية ( بما فيهم المجتمعات التي لا تتحدث اللغة العربية ) ، نجد ان الفرد المسلم في هذه المجتمعات اعتاد على نطق عبارة ( الله أكبر) حينما يشعر او يعتقد بانه أو غيره هو في موقع المظلوم من قبل شخص او جهة أقوى منه ، او ان المسلم اعتاد على اطلاق هذه العبارة حينما تقع عيناه او حينما يسمع بعمل او انجاز واسع ما سلبا او ايجابا ، او حينما يتعرض هو او غيره لحادث غريب قد يكون حادث اصطدام او موت او فيضان او هزة ارضية وغيرها من الحوادث التي تحدث خارج سيطرة الانسان ، هذا اضافة الى قيام الفرد المسلم بترديد هذه العبارة الناقصة لغويا اثناء صلاته اليومية لمئات المرات ، ولكن دون ان يدرك تماما المعنى او المغزى الحقيقي لاستخدام هذه العبارة الناقصة سوى ما تطبع عليه اجتماعيا ودينيا بان هذه العبارة هي لتعظيم ( الله ) وحسب .الغالبية العظمى من المصادر الدينية الاسلامية تشير الى ان عبارة ( الله أكبر) استخدمها الرسول الراحل محمد في اشارة كان يعنى بها التهديد والتذكير بالقوى الغيبية الوحيدة التي اختارته (بناءا على اتفاق سري بينهما ) ليكون رسولا ووكيلا ومتحدثا بأسم تلك القوة الغيبية ، حيث اوضح الراحل محمد بان كل ما ينطق به انما هو صادر من لسان الله ، وبالتالي فان ( محمد ) مخول من اقوى قوة في العالم في تلبية كل رغباته الجنسية والمادية والسلطوية .ابتدأ الراحل محمد بكسب بعض العبيد من ماليكهم لكن دون ان يلغي مبدء ( العبودية ) عن بقية العبيد مطلقا ، وكان اول العبيد الذين استخدمهم لدعوة المسلمين الى حضور الصلاة في المسجد هو بلال الحبشي ، حيث كان بلال يؤذن قائلا عبارة ( الله أكبر ) في تحد لافراد مجتمع قريش ، وكان يعني في ترديد عبارة ( الله أكبر ) هو ان ( الله ) هو أكبر واقوى من رجال ومقاتلي قريش المعارضين للراحل الرسول محمد الذي ابتدأ دعوته بدين جديد يدعو الى تقديس كنيسة القيامة في اورشليم ، حيث جعل الرسول محمد هذه الكنائس وجهة وقبلة يوجه صلاته اليها خمس مرات باليوم الواحد تأثرا بالاتجاه الديني لزوجته المسيحية الثرية والتي كانت تكبره باكثر من عقد ونصف ، الامر الذي جعل القريشيين ان يجدوا في ذلك تهديدا قويا لتجارتهم الدينية في مكة والكعبة .
ان ترديد العبارة الناقصة لغويا ( الله أكبر ) كان يومها وساعتها مفهوم القصد ، حيث ان الجميع كانوا يعرفون بان الرسول يدعي انه يتحدث باسم ولسان ( الله ) ، وان هذا ( الله ) وبالتالي ( محمد ) هو أولى بالطاعة وتنفيذ أوامره ورغباته كونه هو وكيل أكبر واقوى على الارض وبذا فهو ( اي محمد ) أفضل من اي انسان في قريش .
استمر الراحل محمد في استخدام عبارة ( الله أكبر ) اثناء هجومه على قريش وقتل كل معارض او مشكك في الاتفاق السري الذي ادعى محمد بانه جرى بينه وبين الله .
كما ان جميع الخلفاء الذين تولوا الحكم بعد وفاة الرسول محمد ، استمروا في استخدام عبارة ( الله أكبر) سواءا اثناء الاقتتال فيما بينهم اثناء صراعهم على السلطة او اثناء سرقتهم لاموال المسلمين او اثناء هجوماتهم على الشعوب المجاورة لغرض الحصول على النساء لممارسة الجنس الاجباري معهم وتشغيلهم كعبيد وفقا لاوامر الراحل محمد واوامر القرآن الواضحة دون اي لبس او التباس بها نظرا لانها مكتوبة بلسان عربي مبين ، اضافة الى هدف الحصول على الغنائم المتمثلة بالاموال والذهب والفضة والاراضي ومبالغ سنوية تدعى ( حصة الله والرسول ) من أهالي تلك الشعوب والبلدان التي يتم احتلالها بدعوى نشر الاسلام فيها .المفسرون والمفكرون الاسلاميون الذي كتبوا سطورهم بعد مئات السنين من رحيل الرسول محمد ، جروا كالعادة على مبدأ فبركة تفسير آيات اللسان العربي المبين كل على هواه وحسب وقت وظروف ومستوى ادراكهم ، فمثلا حينما يُسْألونَ الان عن معنى العبارة اللغوية الناقصة ( الله أكبر ) وهي عبارة تفضيل ولابد ان يسبقها او يليها الشيء المُفَضل عليه ، فان أغلبهم يجيبون بأن المقصود بهذه العبارة الناقصة لغويا بان الله هو أفضل من العمل او اي شيء آخر يبعد المسلم عن الصلاة !! ولا أدري ما علاقة هذا التفسير عندما يردد المسلم هذه العبارة اثناء ممارسته للصلاة اصلا !ولو اننا افترضنا جدلا صحة ما يدعية المفسرون الاسلاميون عن معنى هذه العبارة الناقصة لغويا ، فكيف نطبق هذا التفسير حين يستخدم المسلمون هذه العبارة اثناء حروبهم فيما بينما او بينهم وبين غيرهم حيث يقتل الانسان الآخر بحد السيف تحت عبارة ( الله أكبر) !!فهل انهم يقصدون بها ان قتل الآخر المختلف عنهم سواءا أكان مسلما او غير مسلم هو الاهم من الله ام ماذا؟ ام ان ذلك يعني ان الله الكبير العظيم يريحه ان نقتل كل انسان مختلف عنا ؟!!لا يجرؤ المفسرون الاسلاميون على توضيح المعنى الحقيقي لهذه العبارة الناقصة لغويا والتي استخدمها الرسول محمد حينما كان يصارع رجال قريش من أجل الظفر بالسلطة المغرية بامتيازاتها المادية والجنسية ، حيث كان الراحل محمد يبتغي التعبير بموجب تلك العبارة المختصرة بانه هو وليس غيره ، هو الاولى بالسلطة وفقا لاستلامه لرسالة شفوية و سرية من الله توكله التحدث باسم الله الخالق العظيم الكبير , وليَحْكُمَ بموجب تلك الرسالة كل قريش رجالا ونساءا وتجارة ، لذا فان عبارة ( الله أكبر ) كانت تعني لقريش ان ( محمد ) هو الحاكم الجديد ولكن تحت غطاء التعظيم والتمجيد لـ ( الله ) ، خصوصا اذا ما استذكرنا ان المسلم يردد عبارة ( اشهد ان لا الله الا الله وان محمدا رسول الله ) .المفسرون الاسلاميون يحاولون بين قرن من الزمن وآخر وبين عقد من الزمن وآخر تفسير القرآن والتراث الاسلامي بشتى الطرق الملتوية كلما وجدوا ان الانسانية عموما والمسلمون خصوصا بدءوا يدركون ان الكثير مما تم افهامه لهم او تفسيره لهم من محتويات كتاب القرآن ذي اللسان العربي المبين ومن سيرة الرسول والخلفاء هو خارج حدود العقل وهو ضد المنطق وضد العدل وضد حقوق الانسان ، ولعل التفسير الاخير لمعنى العبارة اللغوية الناقصة ( الله أكبر ) لهو أحد آلاف التفسيرات الملتوية والمفبركة والتي يلجأ اليها المفسرون الاسلاميون لغرض تحاشي انتقاد المسلمين للقرآن والسيرة النبوية وسيرة جميع الخلفاء المسلمين ، ولا ادري كيف كانت ستكون تلك الاختلافات في الفهم والتفسير والتأويل لو ان القرآن كان كُتِبَ بلسان عربي غير مبين !!الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، هو ابن مجتمع وثقافة اسلامية ، وهو الآخر لا يتحمل ذنب ما اثْقِل به من ثقافة مجتمعية دينية ، فهو ألتجأ الى كتابىة عبارة ( الله وأكبر) بخط يده على علم العراق بعد ان قام جيشه باحتلال الكويت وقتل وتشريد شعبها وسرقة اموالها ، فهل كان صدام يقصد بكتابة هذه العبارة على علم العراق هو دعوة العراقيين لترك اي عمل والتوجه الى الصلاة !! وحتى لو افترضنا جدلا ان ذلك هو شيء صحيح حيث ان الراحل صدام قد هبط عليه فجأة نور الايمان والالتزام الديني بالصلاة اليومية وترديد عبارة ( الله أكبر) مئات المرات يوميا ، لكن اليس من الغريب ان يهبط ذلك الايمان على الراحل صدام حال احتلال دولة وشعب كامل ؟ فهل ان احتلال الاخرين هو مدعاة لحلول الايمان ؟؟ثم دعونا لا ننسى تاريخنا الحديث اثناء حرب ثمان سنوات متواصلة بين الشعبين والدولتين المسلمتين العراق وايران ، حيث ان كل منهما كان يرفع العبارة اللغوية الناقصة والغامضة ( الله أكبر ) حينما كان احدهما يقتل الآخر ، بينما ان الواقع يدل على لا واحد من افراد كلا الشعبين المسلمين يعرف او يدرك معنى عبارة لغوية تفضيلية غير كاملة المعنى اصلا ، وذلك هو أمر طبيعي ، ومن حق اي مسلم ان يتسآءل عن مدلول هذه العبارة الناقصة لغويا ، فهل المقصود بها ان الله أكبر أو أصغر من شيء محدد مثلا !! وان كان الأمر كذلك فلماذا لا يتم تكملة هذه العبارة التفضيلية الناقصة ؟؟
حاليا العلم الايراني يحمل كلمة ( الله ) ، والعلم السعودي يحمل جملة ( لا الله الا الله ) والعلم العراقي يحمل عبارة الرئيس الراحل صدام حسين ( الله أكبر ) ، وفي كل هذه البلدان وبدرجات وعناوين ومبررات متفاوتة هناك هدر عظيم لكرامة وحقوق الانسان الى الحد الذي يجعل هذه البلدان يحتلون مراتب متقدمة جدا عالميا على صعيد اضطهاد الانسان فيها ، كما ان هذه البلدان الثلاث تحديدا كانت مركزا لافضل الحضارات في تاريخ البشر لغاية تاريخ غزوها من قبل المسلمين ، حيث ماتت واندثرت تلك الحاضرات لغاية ساعتنا هذه .لسنا هنا ضد او مع من ورثوا الاسلام كدين ، كما نحن هنا لسنا مع او ضد الايمان بـ ( الله ) ، فذلك شيء وموضوع خاص بحياة وظروف كل انسان ، لكننا تماما ضد من يجعل توارثه للاسلام مبررا لئن يضطهد به الآخرين من ابناء دينه او من ابناء الديانات الاخرى او من البشر عموما من الذين لا يؤمنون بخرافات الاديان او من البشر الذين لا يؤمنون بالله اصلا ، لكننا نحن ضد ان تكون راية وعلم بلدنا حاملة لأي مضمون ديني غامض تماما ، مضمون غامض استخدم قبل 1400 عاما في احتلال الشعوب واغتصاب نسائها وقتل رجالها ودفن حضاراتها .ان بقاء استخدام وترديد عبارة او جملة التفضيل ( الله أكبر ) الناقصة المعنى لغويا ومعنويا اثناء صلاة الانسان المسلم لمئات المرات يوميا هو شيء خاص يعود له ، لكننا نأمل ان لا يستمر علماء الدين المسلمين في خداع أنفسهم وخداع المسلمين بالمضي قدما في عدم اعلان او تفسير المعنى الحقيقي والدوافع الحقيقة لظهور واستخدام هذه العبارة التفضيلية الناقصة لغويا ومعنويا منذ ما يقارب 1400 عام .
الراحل صدام حسين ، حال شعوره الواقعي بأزمة تَعَرُضْ سلطته للزوال ، كان مجبرا لا اراديا على اللجوء الى خزينه من مضامين التراث الاجتماعي الديني ، فكان ان خط بيده العبارة الدينية ( الله أكبر ) ليخدع نفسه بها ، كونه يمثل عدل وقوة الله على الارض تماما كما أدعى الراحل الرسول محمد بانه وكيل الله على الارض .الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يظن بان هناك أمل غيبي ضعيف ببقائه في السلطة وبالفوز على كل دول العالم ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بأذن الله . لم يجد صدام عبارة يُعَبّرُ بها عن عظمته وجبروته متسترة تحت غطاء ديني يتناغم مع ثقافة شعب بسيط الثقافة في أغلبيته ، سوى العبارة الناقصة الغامضة ( الله أكبر) ، وهي نفس العبارة التي استخدمها الرسول الراحل والخلفاء الراحلين في غزو واحتلال القبائل والشعوب من اجل اغتصاب نسائها وقتل رجالها وبعد ذلك ضمان استيفاء اموال وحصة ( الله والرسول ) سنويا من جميع الذين يقبلون بالاسلام دينا اجباريا عليهم ، وكل ذلك وفقا لنصوص قرآنية واضحة صالحة لكل زمان ومكان ، حيث ما تزال هذه الآيات القرآنية تلقن وتدرس لاطفالنا وشبابنا في المدارس والجامعات والمراكز الدينية .
ان بقاء العبارة التفضيلية اللغوية الدينية الناقصة المعنى لغويا ومعنويا ( الله أكبر ) على راية أوعلم العراق يدل :
على اننا شعب نرتضي لانفسنا البقاء غارقين في وحل الجهل والغموض في احسن الاحوال ، او اننا شعب قد ارتضينا لانفسنا مبدء قتل وذبح واهانة واستصغار كل انسان يختلف معنا في فكره او معتقده سواءا أكان هذا الانسان بيننا او خارج حدودنا ، وذلك يعنى بالنتيجة اننا شعب سنبقى احدنا يقتل الآخر الى ما لا نهاية مثلما يعنى ذلك اننا سنحارب البشرية للابد كما تذبح ( داعش ) البشر الان بشفافية وبوضوح كامل دون فبركة ودون لف ودوران ، حيث التطبيق الصادق والدقيق لفحوى ومضامين التراث الاسلامي والايات القرآنية المكتوبة بلسان عربي مبين وتحت المضامين الصحيحة تماما لما كانت تعنيه عبارة ( الله أكبر ) قبل 1400 عام !!