22 نوفمبر، 2024 6:11 م
Search
Close this search box.

لماذا عمار الحكيم زعيماً للتحالف الوطني؟!

لماذا عمار الحكيم زعيماً للتحالف الوطني؟!

عندما يضعف القوي، ويبدأ بالترنح، تجد أن الضعيف يستغل الوضع، فيطرحه أرضاً، ويسجل علامة كاملة، هذا في لعبة رياضية ومنافسة شريفة، أما في السياسة فالأمر مختلف إختلافاً جذرياً، فالمنافسة غير الشريفة هي مَنْ تدمر الأحزاب، والكتل، والأفراد. ما مر على التحالف الوطني من تغييرات سياسية وتفكك قد جعل الأمور تسير بإتجاه، بيان مستوى الضعف والوهن، الذي أصاب هذه المؤسسة الكبيرة والمؤثرة في الساحة السياسية التي جمعت الأقطاب الكبيرة من الكتل الشيعية.
ثمة من يصفع نخلة على خدها، والمصيبة أن الهدف التأمري هذه المرة، إضعف التحالف الوطني، وإبقاه مفككاً، والحجة أن الأوضاع الأمنية صعبة، والبلد على محك خطير، مستغلين الخلافات السطحية التافهة، وجعله خلافاً قوياً، يراد منه تشظي التحالف وإنهياره لذا على روؤساء الكتل في التحالف الوطني، النظر الى أهمية التكاتف، وتذليل المشاكل، من أجل الوصول الى حلول مهمة وحاسمة، لحفظ هيبته أمام الكتل، وخاصة وهو يعتبر الأكبر، بين جميع التحالفات الأخرى.
انتخاب السيد عمار الحكيم لزعامة التحالف الوطني، لم يأتي من فراغ، بل من إجل مأسسة التحالف، وتنظيم هيكليته السياسية، وتحويله الى مؤسسة وطنية فاعلة، ومؤثرة في القرار العراقي، شيء لابد من السعي اليه، في الوضع الراهن، وإعداد العدة والعدد من أجل إنجاح الحل الأمني، الذي يعد تحقيق النصر فيه، مكملاً لنجاح الحل السياسي، لجبهة التحالف الوطني، في قيادة البلد الى بر الأمان، ودون إنحياز لأي طرف، أو أية أجندات، لا تصب في مصلحة العراق وشعبه.
المسؤولية أصبحت مضاعفة على تيار شهيد المحراب، بعد إنتخاب الحكيم، وهذا سيتطلب من كل القيادات، الخط الأول أو الخط الثاني، وحتى الموالين، على تحمل هذه المسؤولية، من أجل إنجاحها، ليس لكونهم تابعين لتيار الحكيم، بل لأن نجاح التحالف وإعادة هيبتة هو نجاح للعراق، والمذهب، والمرجعية على حد سواء.
إن النتاج الثمين، الذي من المفترض أن تثمره مأسسة التحالف الوطني، هو التأكيد على خطأ منهج العمل المنفرد، البعيد عن المشاورة والنصح، وعدم إستخدام مفاهيم مشوهة مغلوطة، حول المناصب، وإيجاد قنوات للتواصل الحقيقي، والإبتعاد عن المهاترات السياسية، التي لا تخدم مؤسسة كبيرة بحجم التحالف الوطني وشخوصه، أنها أسباب؛ جعلت من الفشل عنواناً بارزاً للتحالف الوطني.
ختاماً: لماذا انتخب الحكيم زعيماً للتحالف الوطني في هذا التوقيت؟ الجواب ما مر به التحالف ليس بالأمر السهل، لهذا هم بحاجة الى حكمة ودراية ونظرة ثاقبة، من أجل أعادت الحياة له وهذه الشروط، لا تتوفر إلا بشخصية عمار الحكيم، المتزنة والوسطية، لأنه يسير وفق رؤى مشتركة وواقعية، لتصحيح مسار العملية السياسية،، بعد ترميم التحالف، وإحراز النصر النهائي، الذي تصبو إليه جميع العيون المترقبة، لوضع العراق، على السكة الصحيحة، والسير به نحو بر الأمان.

أحدث المقالات