“إني رأيت نملة في حیرة بین الجبال
لم تستطع حمل ال َّطعام وحدھا فوق الرمال نادت على أخت لھا تُعینھا فالحمل مال
لم یستطیعا حملها تذكرا قوًلاً يقال
تعاونوا جميعكم فالخير یأتي بالوصال
نادت على إخوانها جاءوا جميعا بالحبال
جَروا معا طعامھم لم یعرفوا شیًئا محال”
منذ رحيل السيد عبد العزيز الحكيم, في 26/8/2009, وتحالف القوى الشيعية, يعيش حالة من الصراع على رئاسته, اختلط الأمر على ساسة التحالف, فقد تم الحساب على أساس نتيجة الانتخابات, ومن حَصَلَ على أصوات أكثر, يجب أن يكون قائداً للتحالف, بعيدا عن أهليته وقوة رأيه, مما أدى إلى ضعف دوره الريادي, الذي تكون من أجله.
لحراجة المواقف السياسية, كان حقيقاً على قادة التحالف الوطني, أن يجمعوا شملهم وكلمتهم, على وتيرة واحدة, فليس هناك وقت للمناكفات السياسية و التسقيط؛ فسقوط 40% من مساحة العراق, بيد التنظيمات الإرهابية, وتكالب القوى الإقليمية, إضافة لما شاب العملية, من دخول الانتهازية السياسية, لإسقاط العملية السياسية برمتها, كل تلك الإسقاطات, جعلت من إعادة النظر, بالهيكلية التنظيمية للتحالف, أمرٌ لا بد منه, ليطرح السيد عمار الحكيم, مشروع مأسسة التحالف الوطني.
لم يتناول الإعلام بموضوعية ذلك المشروع, بل عَمل على محاولة تحجيمه جاهداً, كي لا يظهر للوجود, فصور للجمهور انه مشروع للشيعة فقط, يعمل ضد السنة, ليزيد من المخاوف داخل التحالف, من أن تكون هناك اصطفافا للكتل الأخرى, والدخول في ازمات لا تُحمَدُ عقباها, وقد يكون هذا ما اعلن عنه, لكن الأساس بركن المشروع, وعدم الاهتمام به, كان بسبب أحد أطراف التحالف, الذي كان يرى في نفسه القائد والزعيم؛ فهم لا يفرقون بين الأغلبية البرلمانية, التي يقع على كاهلها تكوين الحكومة, و تمرير القوانين, وبين رئاسة التحالف الذي يوحد الكلمة, ليعمل على تنضيج الرؤية, فتكون الكلمة داخل البرلمان, واحدة موحدة بعيدا عن الخلافات.
يوم الأحد 4/9/2016, كان يوما فاصلاً يستحق أن يكون يوما تأريخياً, بالنسبة للتحالف الوطني, الذي يسعى لجمع كلمة الساسة العراقيين, ليس الشيعة فقط, فالتحالف الوطني يضم شخصيات, من كافة المكونات الوطنية المخلصة, فمن اليقين أن حركة واحدة, لا تستطيع العمل بجد, في ظل نظام متعدد الأفكار والمكونات, فمن يسعى للنجاح, لا بد من الإتفاق مع كافة الفرقاء, ليكون العمل مثمراً, سعياً لإحباط من يريد بالعراق سوءً.عدم حضور التيار الصدري, ذلك الاجتماع الهام جداً, امر مبهم في نظري, فهم يمتلكون عدد لا يستهان به, في إطار التحالف الوطني, وقد يرون في ذلك, تهديم لما بنوه فيما يسمى, بجبهة الإصلاح البرلمانية, إلا أن ما يراه السيد عمار, أنه من الممكن إحتواء الأزمة المتوقعة, لما يمتلكه من أفق واسع, في جمع الشمل, ووحدة الكلمة.
بقي أن نعلم جيداَ , أنَّ المجلس الأعلى, هو صاحب ذلك المشروع, الذي الساعي لمأسسة التحالف الوطني, والذي يقع على عاتقه إنجاحه, كما أن نجاحه في ظل الظروف العسيرة, يعني أهليته للقيادة العامة للعراق.بفضـــــل التعـــــــاون أرســـــــت أمــــــــم
صـــــروحا مــــــــن المجـــــد فــــــوق القمــــــم
فلــــم يبــــن مجــــد علــــــــى فرقـــــــة
ولـــــــن يرتفـــــــع باختـــــلاف علـــــــــــم.