أبدأ مقالي بهذا الموقفِ الذي يختصرُ روحَ المقال ..
كنّا يوماً في أحدِ الدولِ المتقدمة في تطبيقِ القانون ذاتياً لا فرضاً بقوةِ العقوبات ، وكنّا مجموعةً نعبرُ شارعاً لا يتجاوز العشرين متراً بشقيه وصلنا لأجلِ العبور فجأةً توقفَ بعضُ الأفراد دونَ وجودِ سيارة في الشارع نهائياً ، صُدِمنا الكلُّ توقفَ مع العلمِ لم ارى ملتحي ولا مظهراً يدلُّ على الحجابِ بل العكس المتوقفين هم الذين ننتقدُهم على منابرنا ..
توقفوا من دون شيءٍ يحكمهم غيرَ أشارةٍ ضوئية لم يلتفتوا اليها كانت مخبأةٌ في عقلِ وتصرفِ كلِّ واحدٍ منهم !
ونحن طارَ بنا العقلُ نبحث عن أيُّ شرطي رأوه ليوقفهم حتى ملَّ البعضُ منّا وانا لست منهم عبرَ الشارع لأنَّ الصبرُ على 60 ثانية مهلكٌ للعراقي ..
أنشغلنا بالبحث عن الرادع وهم ينظرون إلى الأيباد والموبايل والبعضُ يقرأُ كتبٍ لستون ثانية !
زادَ من رصيده المعرفي عبرَ رواية مثلاً لغابرييل غاريسا مثلا ..
حتى يعشقُ روحَ القانون لا شكله ومظهره ..
كيف وصلوا ؟ وهم في عُرفِنا عراة،،ٌ كفرةٌ،، فجرةٌ !أيُّ مؤسسةٍ قامتْ على رعايتهم ؟ وأيُّ موادٍ علمية أوصلتهم إلى هذا التطبيق الذاتي الذي فُقدَ بنسبةٍ كبيرة في مجتمعنا العربي والعراقي ؟!
ألم يسأل المرجع عن السبب ويعالجه لأنَّ…. أنا وثقافتي وبناءُ ذات الأنسان مجالُ عمله ؟!هكذا أعتقدُ !وهل فتشَّ الخطيبُ عن العذر الذي أوصلَ ملحداً يؤمنُ بأنَّ الخالقُ الطبيعة فقط كيف تعلم أن لا يتجاوزَ على تسلسل وضعه بعض الأفراد ليلاً قنينة ماء في طابور ملعب لكرة القدم وأعتبرتْ قنينةُ الماء شيء مقدس يستطيع تغيرها دون علم أحد ؟
هذه وأمثالها من التصرفات التي قالها( محمد وآل محمد عليهم السلام) كما قال( علي عليه السلام) قلْ الحقَّ ولو على نفسِك ، يقابلها فعلُ متدينٍ يلبسُ القداسةَ يخادع حتى يثبتها ببحثٍ مشوهٍ أنها الحقيقة … على آخرٍ يعبدُ البقرةَ أو بوذا ليعطيك الحقيقةَ التي فيها حتى أدانته !
كيف لمدرستين تلك تستمدُ قوتها كما هم يقولون من السماءِ … وهذه من التراب .. أن تخلقَ مجتمعات بهذا الفارق العجيب ؟!
أذن بلا مكابرةٍ ولا تلفيق ولا انتصارٍ زائفٍ هناك خللٌ في التربيةِ أو المناهج التي تجعل أولادنا يسارعون للكذبِ حالَ أرتكابهم الخطأ وأولادُ الملحدين يأتون بالخطأ ويعترفون لذويهم بشجاعةٍ وهكذا ..
تأخرٌ وتردي وضعي محتملٌ أنْ يكونَ مخططٌ لكن ليس من الخارج كما نرمي كلَّ شيء على تلك الشماعةِ ، بل علينا التحري عن هذا الموت السريري والرضا به مع نتائج كل التحاليل أننا مصابين بمرضِ العظمةِ بتاريخٍ مزورٍ لا ينتمي لمدرسةٍ وتربيةِ الخلق الذي قلبَ تلك الصحراء الفاسدة إلى روضةِ حقٍ وصدقٍ عالجتْ كلَّ تلك الأفاتِ التي رجعنا اليها طوعاً لأستعدادِ الجيناتِ أنها ترجع !
ولو قلت التجربةَ الأيرانية خيرُ دليل اقول تعال نَفتح نقاش معمق عن العوامل المؤثرة في من أخذوا من منهلٍ واحد وأختلفوا كمجتمعات حتى نفهم الفرق بين حوزتين عظيمتين ..