الإنتصارات الوحيدة التي تدوم أبداً، ولا تترك وراءها أسى، هي إنتصاراتنا على أنفسنا، وهذا ما أعلنته رجالات العشائر الاصيلة، التي تسطر الملاحم البطولية، من أجل الأرض والعرض، ضد الدواعش والخونة، ممن غرر بهم على يد شيوخ الفتنة، والتقسيم، وساحات الذل والهوان، إذن هو نصر من الباريء عز وجل، وفتح قريب.
مؤرخون لامعون شرفاء، يرفضون كتابة تأريخ جديد، لمناطقهم على يد الجاهلية، وتحت مسمى الخلافة المزعومة، لأن إسلامهم المزيف، يريدون به محو الهوية، والدين، والعقل، فلا تجد في الحياة، سوى الذبح والتكفير، مع كل تكبير.
الميلاد الحقيقي لهذه العشائر الشريفة، هو عندما تحمل السلاح بوجه داعش وأذنابها، خاصة في محافظة نينوى، حتى ينتصروا بعراقيتهم لا بطائفيتهم، حينها نتبع الإرادة الحقيقية، فالنجاح يولد من الداخل، ولا يصنع إنجازاته ويديمها، إلا العزيمة والتكاتف، وقد صالت العشائر العراقية صولتها، وقالت قولتها، منذ بدء النزال، في معركة الدفاع عن العراق، من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، فقاتلوا كالأسود الضارية، رجالاً، ونساءاً، وأطفالاً، لأنهم لم يعرفوا في بلدهم، غير الحب، والتعايش والوئام.
لهذا أدرك رجال العشائر العربية الأصيلة، أن رحلة الدموع والدماء، لا بد لها من نهاية، لأنهم شاهدوا بأم أعينهم، أن مساحات المقابر تتسع يوماً بعد آخر، ومساحات الأحياء تضمحل مع بكاء منفرد، على جراحات التهجير والنزوح، وبدت المدن وكأنها تعيش كابوساً حقيقياً، لا مجال لليقظة منه إلا بصوت الجهاد، ومن أجل كل شيء غالي، ليكونوا صفاً ضد الإرهاب، فرغم كل أنواع الصعاب، ولد الزمن الجهادي الذي يحرر الأرض والعرض، والحلم الذي كان قيد الإنتظار قد تحقق!
حين تعاون الكلمة حروفها، والأرض جذورها، والحقيقة آراءها، والعشائر برجالاتها، فذلك يعني إيذاناً، ببدء إنطلاق بشائر النصر على أرض المعركة، فالإنتفاضة أعلنت أمجادها، وأستحضر الشرفاء ذواتهم الوطنية المحترمة.
ختاماً: الوجود الوطني، والمواقف المشرفة، هي جل ما يسجله أبناء العشائر العربية، في ساحات الوغى، فشرارة النهضة، ومحاربة داعش، تلهب ألسنة النار، معلنة سفرها لتمحو التطرف، بفكره وتوحشه، فتمحقه الى ماضيه القذر، وتسحق خيوط الشيطان أينما حل، وتشمر سواعدها لتبني المآذن من جديد، فالعشائر الكبيرة بعقولها، ترسم لوحة موناليزا عراقية أصيلة، وتكتب ملاحم كبيرة، لإعلان الإنتصار النهائي.