لم يكن أحدا قد سمع قبل شهر أيلول من عام 2014 بمجموعة تدعى تنظيم خرسان، وهو التاريخ نفسه الذي هاجمت فيه الولايات المتحدة الامريكية موقعا في سوريا لأول مرة ثم أدعت في بيان لها ان الموقع تابع لمجموعة تسمي نفسها تنظيم خرسان المسؤولة المباشرة عن تنفيذ هجمات ارهابية ضد المصالح الغربية .
والسؤال الذي يتبادر للذهن …ماهو هذا التنظيم وماهي مهماته?
في البداية علينا التوضيح بان مجموعة خرسان هي في حقيقة الامر “لجنة لتقصي الحقائق” وليس”تنظيم” كما ورد في بيان السلطات الامريكية الذي اعقب ضرب المقر العائد لهم في سوريا.
وفي سياق تأسيس “خراسان” تشير الاخبار الى ان هذه “اللجنة” قد تم ارسالها من أفغانستان الى سوريا بتكليف مباشر من قبل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بعد أن أستشعر خطورة تحركات وتمدد أبو بكر البغدادي و”دولته” في سوريا على حساب التيارات الجهادية الاخرى التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة بأعتباره القوة الجهاد العالمية الوحيدة التي ينبغي لجميع الحركات المسلحة الاخرى الانتماء لها.
تتالف هذه “اللجنة” من (6) أعضاء من قيادات القاعدة البارزين ممن واكبوا أسامة بن لادن والظواهري في أفغانستان وشاركوهما قيادة المعارك، وقد ذكرت المصادر بعض أسماء أعضاء اللجنة مثل:
محسن الفضلي كويتي (قتل بغارة أمريكية في تموز 2015 في سوريا)
أبو ياسر الجزراوي سعودي (قتل بغارة أمريكية في تشرين الأول 2015 في سوريا )
أبو عبد المالك سعودي (قتل في نفس الغارة التي قتل فيها الجزراوي)
أبو اسامه الشهابي سوري
وربما يكون الأعضاء الاثنين المتبقين هم كل من أبو مصعب المصري وهو قيادي مصري قديم وأبو خالد السوري ( خطف وقتل من قبل تنظيم داعش
)
اما بالنسبة للمهام التي كان على “اللجنة” القيام بها فهي مهمتين اساسيتين، احداهما علنية والاخرى سرية، اما العلنية منها فتتمثل في أجراء تحقيقات ميدانية على الساحة السورية لتقصي الحقائق حول ما يجري من تنافس بين مختلف الجماعات الجهادية بشكل عام ، أما السرية منها فتتمحور حول الضغط بأتجاه أقناع بعض قيادات الجماعات الجهادية ممن بايعوا أبو بكر البغدادي بان ينكثوا البيعة ويغيروا رأيهم ، وكذلك محاولة التوضيح لعامة المجاهدين وبكافة مستوياتهم ان البغدادي غير مخول من قبل الظواهري للتصدي لأمر الجهاد وأمارته خلافا لما كان شائعا بين المجاهدين في تلك الفترة .
استمر عمل “اللجنة” عدة اشهر زارت خلالها بشكل سري اغلب المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الجهادية بمتخلف انتماءاتهم وأطلعت على حقيقة ما يحدث فيها وتوصلت الى الاستنتاجات التالية:
• وجود تناحر وتوتر قد يصل حد الاقتتال بين الدول الإسلامية وجبهة النصرة .
• فقدان بعض ولاءات الجماعات الجهادية لتنظيمهم الام “القاعدة” ومبايعتهم للبغدادي .
• تعدد المرجعيات الشرعية مما خلق نوعا من الارباك والانقسام ضمن الساحة الجهادية .
• عدم وجود رؤية موحدة حول أهداف الحركات والجماعات الجهادية.
أنهت اللجنة أعمالها وأرسلت ما توصلت اليه من نتائج الى زعيم القاعدة الظواهري ليحكم بين الأطراف المتخاصمة كونه يمثل مرجعية للتيارات الجهادية وصاحب البيعة، فحكم الظواهري لصالح جبهة النصرة كما هو متوقع ، ولم يكن هذا الحكم ليساعد في لم الشمل او يقلل من حدة الانقسام والاقتتال على الرغم من ان بعض الذين غادروا جبهة النصرة وانضموا للدولة تراجعوا عن قرارهم وعادوا الى الجبهة ولكن بعض الجماعات فضلت البقاء على الحياد بعيدا عن هذا الصراع وأخرى استقلت بذاتها وأسست أسماءها الخاصة بها .