من واقعِ التجربة التي تحيطُ بنا ، ومن قصصِ ما نسمعُ في مجتمعٍ يكاد أنْ يتصفَ بهذا الوصف ” مجتمع الجريمة ولو المعنوية ” !
نعم من هذا الواقع الذي يعاني نقصاً في الثقافة ، وليس التعليم والمستوى العلمي فالثقافةُ في بعضِ الأحيانِ أعمُّ من هذه الشهادات !بل صرنا هنا على الأقل نعاني من جهلِ المتعلمين الذين أثبتوا ونعني البعضَ بما لا يقبلُ الشكَّ أنّهم أيضا ضحايا تاريخَ اعرافٍ وتقاليدَ أوصلتهم إلى ما نحن نأنُّ منه وصارَ مقتلاً لنا وطريقَ ضياع !
حتى قامتْ هذه الشخصيةَ العراقية بالخصوص والعربية بالعموم بالثورة على تصرفات الغرب الذي نسميه الغربُ الكافرَ كما يحلوا لمَنْ توهموا أنهم يملكون أسسَ الثقافةَ الأسلامية والتي غابتْ بشكلٍ كبيرٍ في تصرفاتنا وأزدواج الشخصية حتى التي تدعي القداسةَ والأنتماءَ للسماءِ !
لترى الشخصَ الواحدَ ، كافراً ومؤمناً ، صادقًا وكاذباً ، محباً للخيرِ وحسوداً ، منافقاً وحريصاً على التكاتفِ وهكذا بل متى ما فُتِحَ بابٌ للحرامِ بأيِّ نسبةٍ تراه خلفَ هذا البابِ وبعده ..
مما جعلهُ شخصيةً ضائعةً تحملُ أكثرَ من عنوان وترفعُ أكثرَ من هوية !تعيشُ الأزدواجَ المصلحي حسب الحاجة وما يمليه الظرف ! لتجدَّ التبرير َحتى الشرعي حاضراً في ساحةِ الأعذار ، يُكذبُ يبررُ التوريةَ ، يجبنُ التقيةَ ، حتى أرتكابَ المعاصي كذلك ..
عكسُ تلك الشخصية التي ليلاً نهاراً نذمُها وهي الشخصية الغربية التي في بعض الأحيانِ لا دينَ تتبعهُ لكنها تقفُ عندَ الصدقِ وحبُّ التسامحِ والخيرَ والرقة والموسيقى والأحساس العالي ..
وهذا الأسلامُ المحمدي الأصيل حريصٌ عليه وله فيها أبوابٌ وكلام ..لكن يبقى الفرقُ بين النظرية والتطبيق فرقُ مَنْ يعرفُ القانونَ في دول الغرب وبينَ مَنْ يكفرُ بقانون القرآنِ من المسلمين ..