الفساد من أخطر أنواع العدوان الذي تتعرض له الأمم والشعوب , لأنه يمتهن الآخرين بسرقة حقوقهم وأسرهم بالحرمان وتصفيدهم بالركض المرهق وراء الحاجات.
وهو جريمة بحق الإنسانية , لأنه يساهم بقتل الحاضر والمستقبل معا , ويدمر الطفولة التي ترتسم فيها صورة الغد الوطني الإنساني.
كما أن الفساد يتسبب بتنمية الجرائم والمآثم وتعزيز الخطايا والتفاعلات التدميرية الفتاكة , التي تقضي على مرتكزات الحياة وتجرد ها من قدراتها الضرورية التي تتفق وتلبية أبسط حقوق الإنسان.
والفساد يؤدي إلى الإفقار والتجويع والتردي الإقتصادي الذي يصيب أي مجتمع بمقتل , وبسببه الكثير من الناس يموتون جوعا وعوزا خصوصا الأطفال وكبار السن.
وبهذا فالفساد جريمة كبيرة ضد الإنسانية مع سبق الإصرار , ولهذا أيضا فأن جميع العقائد الدنيوية والسماوية تتوجه نحوه وتتحدث عن منعه لما فيه من أضرار وما يتسبب به من نتائج أليمة على المجتمع.
وفي القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن جريمة الفساد ومنها:
“…ولا تبغِ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين” 28:77
“وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد” 2:205
“فأكثروا فيها الفساد” 89:12
“…..ويسعون في الأرض فسادا….” 5:33
والعجيب في أمر مجتمعاتنا أن التي تتحكم بها الأحزاب المدعية بالدين قد أمعنت في الفساد والإفساد حتى إحتلت المراتب الأولى في معايير الفساد في العالم , وهذا يعني أنها ترتكب جريمة ضد الدين الذي تدعيه , وتساهم في تشويهه والعدوان السافر عليه.
ومن أغرب ما تواجهه مجتمعاتنا هذا النفاق السلوكي , فذوي القيادة والكراسي يتحدثون بلسان ويلقون خطابات وتصريحات تتقاطع تماما مع ما يقومون به من أفعال ويرتكبونه من أعمال فاسدة.
وهذا يرسم صورة مشوهة ويبني مجتمعا منكوبا بالأزمات!!