18 نوفمبر، 2024 3:42 ص
Search
Close this search box.

سوق هَرج … مانمت ليلي .. شعطلك شبطاك يايمة

سوق هَرج … مانمت ليلي .. شعطلك شبطاك يايمة

في سوق هرج ..
في بغداد
أوسكار وايلد يعرض تمثالا لرجل ،
لرجل كان توا قد أنهى عزلته في مصحٍ للعقلاء ،
وأمرأة تدعى صوفيا لورين
تعرض للبيع مرآة فضية وأحمر شفاه ،
الأحمر الشفاه
الذي إستخدمته حين إلتقت وجون وأين في سيرة العراب ،
جون وأين الرجل الذي يجلس قبالتها
ويعرض حصانه الذهبي للبيع
ومسدسه اللانكستر الخالي من الإطلاقات ،
ثمة رجل متسوق
يعرف قصةَ التمثال
وكيف تحولتا عينا التمثال الى طائرين ،
ورجل متسوق آخر
يسأل بائع إسطوانات،
عن إسطوانة لداخل حسن
( مانمت ليلي.. شعطلك شبطاك يايمه )
ويرد عليه بائع الإسطوانات
(إهلاه..
إهلاه يايمة )
ثمة جهاز تسجيل يبثُ سيرة يوسف وعندما يصل القارئ لــ إن مكرهنَ .. يضرب صاحب جهاز التسجيل جبهته بكلتي يديه وهكذا يكرر هذا المشهد كلما سمع من القارئ سمعَ مكرهُنَ .
وأشرطة أخرى مكومة بعضا على البعض
بعشوائية قصدية
لــ يوسف عمر والقبنجي ولميعة توفيق وعفيفة إسكندر ولرشيد القندرجي ،
ومتسوق يسأل عن (يم العيون السود ماجوزن أنه . ) ورجل بالقرب من هذا الرجل ( الله يرحمك ناظم الغزالي )
صاحب جهاز التسجيل كان يقرأ المقام في الحفلات المحلية أثناء الأعراس وجلسات الأصدقاء ،
متسوق آخر يسأل عن سعر جهاز التسجيل وكيفية عمله ، ويسأل عن اقرب حائط للتبول ،
متسوق آخر يساوم صوفيا لورين الملتحفة بعباءة عراقية يساومها على أحمر الشفاه، أمام زوجها كارلو بونتي …
تتذكر صوفيا
امرأة من روما
وكل الرجال الذين قبلوا يدها إجلالا لفمها المغري المثير ،
رجل آخر أشيب الشعر يعرض للبيع شرابا معتقا
معتقا منذ القرن السابع الميلادي ،
القرن السابع الميلادي الذي شهد نزاعات بقايا الفيريسيين وأنصار الرهبان والمعارك القبلية قبل شيوع الفكر الإمبراطوري ،
الرجل الأشيب يعرض الى جانب الشراب المعتق يعرض صورا للمحاكم الدينية ،
وصورا لطرق مختلفة لتنفيذ الإعدامات،
منها صب الرصاص المنصهر في فم المُدان ،
وبائع آخر يعرض أمامه غليون تبغ
يقول البائع للمتسوقين
بأنه يعود لفائق حسن
ويعرض حذاء روغان صنع في العام 1956
يقول البائع بأنه عثر عليه على مصطبة على أبي نؤاس ويعود الى عبد الأمير الحصيري
وفي زاوية من زوايا سوق الهرج
رجلٌ يعرض للبيع
مجسما للكرة الأرضية
الرجل الذي يعرض مجسمَ الكرة الأرضية
يبكي ،
يبكي على نقطةٍ في وسط الكرة الأرضية
عاش عليها أجدادُ أجداده وسيعيش عليها
أبناءُ أبنائه ،
وكانت تسمى
بلاد الرافدين
أصبحت الآن
مجرد
سوق هرج
[email protected] 

أحدث المقالات