تعد مهنة الطب من أقدس المهن الانسانية في العالم وأخطرها، سيما وهي بتعامل مباشرة مع اشخاص محتاجين الى تشخيص عللهم وإنقاذهم من الموت في بعض الاحيان ، المجتمع العراقي يعاني يوميا عند مراجعة المستشفى او الاطباء في عياداتهم الخاصة ، حتى اصابهم الداء قبل حصوله على الدواء من الطبيب ، الجميع عانى من شجع الاطباء وتعاليهم على المريض حتى لا يكاد ان يتكلم مع المريض المراجع ، الا بعض الاطباء الذين مايزالون يتمتعون بالانسانية والقسم المردد من قبلهم .
بعد البحث والتدقيق وجدنا اصناف من الاطباء يتعاملون كتجار وليس كملائكة رحمة ، منهم من يتعامل مع “الصيدلية او مذخر الادوية والمختبرات” لتكون تسمية الادوية حصريا للشركات المتعاقد معها لحصوله على النسبة المئوية المتفق عليها ، البعض الاخر يتعامل مع الشركة المنتجة للأدوية مباشرة ليكون الدواء في عيادته ليكون الطبيب والصيدلي في آن واحد ، ليفوز بالنسبة المئوية الاكبر ، والبعض الاخر وضع نفسه ليكون الطبيب والمستشفى والمختبر في نفس الوقت .
الجهل في تشخيص علة المريض العلامة البارزة لدى اغلب الاطباء ، حتى اصبح بعض المرضى حقل تجارب ، أدت في بعض الاحيان لامراض اخرى نتيجة التشخيص الخطأ وتعاطي الادوية الخاطئة .
اما الاخطاء الطبية فحدث ولا حرج فهناك آلاف القصص ان لم تكن عشرات الآلاف التي نسمعها يوميا ويكاد لايمر بنا اسبوعا الا ونسمع حادثة خطأ طبي قد تكون اغرب من الخيال ، كم منا سمع عن فقدان مقص في جوف مريض ، وبتر الساق اليسرى بدلا عن اليمنى بسبب معاناته من مرض “الكنكري” (الغرغرينا)، او مريضة أخذت جرعة بنج زائدة ولم تتحملها وادت الى وفاتها وغيرها الكثير ..
كل الاخطاء ممكن ان تغتفر ، الا خطأ الطبيب لانه يؤدي بحياة الاخرين ، صدحت الاصوات عاليا وهي تنادي بحماية الاطباء من الاعتداءات والمطالبات العشائرية ، التي لا غبار عليها ونشدد على ضرورة تطبيقها ، ولكن كيف بنا نواجه تعالي الطبيب وعدم مبالاته عند زيارتنا الى المستشفى عند منتصف الليل ولدينا عزيز يموت ، كيف يتمالك المريض وجع كلمات الطبيب ، كيف يمكننا امتصاص توترنا ونحن نواجه الموت ؟
جاء ضمن قانون حماية الاطباء لسنة 2013 ، وفي مادته السابعة ، “تتولى وزارة الصحة بالتنسيق مع نقابة الأطباء تحديد أجور معاينة المريض في العيادات الخاصة والمؤسسات غير الحكومية للأطباء خلال مدة ستة أشهر من تاريخ نفاذه ولهما إعادة النظر فيها تبعاً لتغير الظروف الاقتصادية” ، ولكن اين هذه المادة من التطبيق وهل تسعى الوزارة او الاطباء لتطبيقها ؟
والتساؤل هنا من يحمي المرضى من جشع وتعالي الاطباء ، من المسؤول عن حماية مرضانا في مستشفيات بائسة مريضة ؟ متى يمكننا دخول المستشفى والخروج متعافين ، متى يمكننا رؤية ملائكة الرحمة وهي تستقبلنا في مستشفياتها بابتسامة عريضة تخفف وعج المريض ؟ على وزارة الصحة إيجاد المؤسسة الطبية التي ضاعت مع المفسدين ومعالجة مستشفياتها من المرض قبل معالجة المرضى .