قارون …قصة وردت ضمن المبحث التاريخي للقران الكريم بعنوان اسم علم علم مفرد واضح المعالم والدلالة منطبق عليه المصداق … اليوم يراد ان يعاد هذا العرض بلمز الى وضع العراق لكن لا نعرف هل قارون هو شخص ؟! فاذا كان كذلك فمن هو ؟! رئيس – برلماني – وزير – سياسي – رجل دين , بتصريح ادق هل يتجسد بشخص في البرلمان او الحكومة او الرئاسة او بجميعهما ؟! واذا كان قارون بصيغة الجمع او بكنية العشيرة (ال قارون ) فمن هم ؟!حزب – كتل – تجمع , هل هم من الشيعة – السنه – الاكراد ؟! او الكل معا , او كيانات تسعى لاضعاف المرجعية الدينية وخلق قيادة بديلة عنها واخرى استهلكت منها رصيدها الجماهيري في الانتخابات , او قد يكون قارون اليوم شخصية وهمية من ضرب الخيال وجودها ينحصر في التصور وينعدم في المصداق …اذن التلميح لمن ؟! وما فائدته ؟! لا سيما هو اسلوب لا يفيد الا في مسائل دفع الحرج وعدم جرح المشاعر كما فعل الإمامين الحسن والحسين (ع) عندما أخذ الإمام الحسن يشرح للإمام الحسين كيفية الوضوء وهما يُسمِعان رجلاً أكبر منهما سناً كان في وضوءه خلل حتى لا يؤذوا مشاعره أو يحرجوه فارادوا تنبيه ونصحه …
واسلوب التلميح لا يصح ايضا الا في مجال التقية ومن اراد النجاة من العواقب , فهل يجوز شرعا او قانونا ان ترى سارقا او قاتلا وتلمح بالاخبار عنه ام الواجب يامرك بان تبلغ عنه حالا ؟! بل تشهد ضده , اليس الاخبار عن الفاسدين احد اوجه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! اذن المطلوب شرعا وقانونا وعرفا التصريح بال قارون في العراق بالاسم والمطالبة باحالتهم الى القضاء , اما الشكوى عليهم الى الله فهو نوع من الضعف والوهن مع الاقرار المطلق لعظمة الله وقدرته التي بنكرانها تخرج الانسان من الدين , نحن لا نريد ان نقول اصبح اهل الدين يخشون الفاسدين ؟! أنّ التصريح أفضَل من التلميح لأنّ طريقة التلميح تجعل الكل في حالة شك بل التلميح يحمي الفاسد ويجعله في امان بان يقذف فساده على الاخرين وكما هو الحال في العراق الكل يدعي الاصلاح ولا نعرف من هو الذي افسد ؟!..اما التصريح ففيه قوة .. فيه جرأة .. فيه وضوح .. فيه أسلوب شريف ..فيه شجاعة لتعين وتحديد الفاسد اسما وعنوانا .
ان التلميح متعلقه النصيحة للفاسدين وقد انتهت مع بعد اعلان المرجعية ان صوتها قد بح ..بعد ذلك لابد من التصريح الذي متعلقه التوبيخ .
خلاصة لهذا كله استوجب التصريح على من يريد التذكير بقصة قارون والعبرة , اما الكلام بالتلميح فقد اصبح عبثا لان ال قارون العراق وضعوا في اذنهم قطنا ولا يابهون باي وصف لهم بعد ان اخذتهم العزة بالاثم , وهم يظنون أن عملهم هذا هو عمل المصلحين ، فإن استمروا على حالهم دون ان يردعوا فسيحرقون الحرث والنسل , وهكذا فلن نتوقع منهم ان يصحوا ضميرهم وتحسن سيرتهم ويعملوا خيرا بمجرد موعظة وتذكير.