22 نوفمبر، 2024 7:51 م
Search
Close this search box.

قادسية صدام !!!

من المضحك حد الالم والبكاء ان تمر بنا ذكرى حربنا مع ايران التي لا نعرف حتى اليوم لماذا اندلعت ودامت حامية الوطيس لثمانية اعوام وتوقفت في ثامن شهور السنة وبدئناها بـ(على ظهور الشقر شدو الخيالة ) وانهيناها ( منصوره يابغداد ) ونحن لم نخلد الى استراحة محارب او نخلع عدة حربنا وقد واصلنا بعدها حروبنا تحت مسميات لاحصر لها ومع ان صدام خاض حربه بكل زهو وعنجهية وفرح بالتمدد على اديم مساحات واسعة من الاراضي الايرانية لكنه بعد سنتين سعى بكل جهد لايقاف الحرب وانهائها فقابله الخميني برفض قاطع ادى الى استمرارها ستة سنوات اخرى وعند القبول بوقف اطلاق النار وصف قبوله بتجرع ( السم ) واذا كان صدام والخميني هم من اشعل شرارة ( قادسية صدام ) او ( جنك تحميلي ) فمن الذي ادام زخمها واطال عمرها هذا العدد من السنين ؟ هل هي امريكا .. اسرائيل .. اوربا .. دول الجوار ؟ يخطأ من يظن ان اصابع امريكا وغيرها بعيدة عن العبث بأزرار هذه الحرب ويضيع في تيه اكثر من تيه قوم موسى من يحمل امريكا ومن خلفها مسؤولية اندلاع الحرب واطالتها لان امريكا واتباعها وجودهم ثانوي ويتحمل السبب من تواجد فعليا في الميدان والسؤال والافتراض .. بماذا يواصل صدام او خميني الحرب اذا تمرد عليهما الجيش ورفض القتال سواء من خلال التقاعس او التخلف او الهروب من المعركة او مواجهة النظام نفسه بدلا من مواجهة الجيش الاخر في ساحة معركة وقف خلفها جنون العظمة وتناحر الارادات والاختلاف العقائدي . لقد خذل قادة مشاهير في التاريخ من قبل جيوشهم يوم رفضت خوض حروب واكتشفت ان الموت واحد سواء في ساحة معركة مع عدو لم يكن بينك وبينه كفرد او شعب عداء او بسلاح السلطة التي تحكمك وتريد قيادتك الى حرب لامصلحة لك فيها وقد وصل الى هذه المعلومة الكثير من المحاربين كأفراد وجسدوها بالرفض فماتوا برصاص السلطة او نجوا بجلودهم بعيدا عن اوار المعركة لكن الشعبين فشلا في مسك زمام المبادرة ورفض الحرب فاتاحوا لصدام والخميني وامريكا واتباعها اطالة الحرب وقتل وتدمير كل ماوصلت له حربهما .
اليوم ونحن نقف على اعتاب الذكرى السنوية لهذه الحرب الماراثونية التي يدعي صدام ان الايرانيين بدئوها في 4 ايلول فدر عليهم في 22 ايلول في حين يدعي الخميني ان صدام بدئها في 22 ايلول ونقول : ان هذه الحرب كانت تجربة قاسية ومريرة وكبيرة لكن العراق كبلد وشعب لم يستفد ولم يتعض من التجربة ومرت كأنها حلقة عابرة في مسلسل الاحتراب العراقي على مر التاريخ ولو كان للتجربة من فائدة لما وصلنا الى الوضع الذي نحن به الان واسلمنا زمامنا لقادة لايشافون من جنون العظمة او اللصوصية او الطائفية او التبعية للاجنبي مع اختلاف المسميات .

أحدث المقالات