كثيرة هي مغالطات أبن تيمية على الصعيد الثقافي , خصوصا وأن أبن تيمية يعتبر المؤسس ألآستثنائي لثقافة العنف في تاريخنا ألآسلامي , فهو صاحب شعار دموي يقول ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” ؟ وأفتراءات ومغالطات أبن تيمية لاتقل خطورة عن شعاراته الدموية , ومن مغالطاته الكبرى هي أنكار ألآمامة في القرأن الكريم , وأنكار عصمة ألآئمة ألآطهار عليهم السلام الذين طهرتهم سورة ألآحزاب ألآية “33” وهم من الذرية الصالحة الذين أصطفاهم الله تعالى كقيادة معرفية للناس كما في سورة أل عمران ألآية “33” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” وألآية “34” من سورة أل عمران “ألآية 34” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم “
والمغالطات الفلسفية لآبن تيمية تندرج ضمن كتابه ” درء تعارض العقل والنقل ” الذي يأتي في ألآهمية بعد كتابه ” منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ” والكتابان مطبوعان من قبل جامعة ألآمام محمد بن سعود ألاسلامية في السعودية عام 1986 وبتحقيق الدكتور المصري محمد رشاد سالم , ومثلما كان عنوان الكتاب ألآول يحمل مغالطة العنوان الذي لم ينسجم مع هدي السنة النبوية التي تقول بقبول الحق من العدو ورفض الباطل من الصديق , كذلك كان الكتاب الثاني ” درء تعارض العقل والنقل ” يحمل عنوانا أفتراضيا يختزن مغالطة كبرى ليس في العنوان فقط , فالعقل في تجلياته التي خلقه الله من أجلها كان ولا زال حاملا للمسؤولية الشرعية وملبيا لها , ومن يقل بمعارضة العقل للشرع أو النقل أنما يتحدث عن شيئ أخر وليس عن العقل البشري المخلوق للعلم والتنمية البشرية وألآيمان بحق
والمغالطة ألآولى الفلسفية لآبن تيمية هي بحق العقل الذي جزأه أبن تيمية وجعله متعددا لا على طريقة الفلاسفة والحكماء في تقسيم العقل الى هيولي وعقل بالقوة وعقل بالفعل والعقل الفاعل , ولكن أبن تيمية قسمه الى عقل يعارض الشرع وعقل لايعارض الشرع , فرفض ألآول وقبل الثاني ناسيا بذلك قواعد ألآصوليين في التعارض ومقولة عدم أجتماع المتناقضين , مثلما نسي أبن تيمية أن قبول النقل لايتم ألآ بالعقل , وبذلك أدخل أبن تيمية ألآزدواجية في التعامل مع العقل فلسفيا وهو أمر مرفوض لآن العقل جوهر لايتأثر بالمادة حدوثا ولا بقاء , وهو غير النفس التي لاتتأثر بالمادة حدوثا ولكنها تتأثر بالمادة بقاء , وبذلك أدخل أبن تيمية مغالطة كبرى في التعامل مع العقل لايقول بها من له أدنى ألمام بالمعقولات والمنقولات , ثم أضاف مغالطة أخرى لاتقل خطورة عن ألآولى عندما قال : بتكافؤ ألآدلة عند المتحاورين والمتكلمين المختلفين , وضرب لذلك مثالا عن حكاية متكلم يقول أنه أوى الى فراشه فخطرت له مسائل المتكلمين وظل الى الصباح لم يهتد الى حل لها , فلما نهض صباحا قرر ترك الكلام والعمل في فن الهيئة ؟ وأبن تيمية عندما يقول بتكافء ألآدلة تهربا من التعمق الفلسفي الذي يهاجمه ويهاجم أقطابه كأبن سينا , فأنه أنما يفعل ذلك نتيجة فراغ فكري يعيشه الذين أبتعدوا عن الموائد الفكرية لرسول ألآسلام “ص” الذي قدم لشمعون بن لاوي أحد حواري عيسى عليه السلام قدم له أجوبة عن كل سؤال سأله شمعون حتى قال شمعون بن لاوي شفيتني شفاك الله , وأبن تيمية كذلك من الذين أبتعدوا عن الموائد الفكرية للآئمة ألآطهار عليهم السلام والذين كانت حواراتهم مضيئة بالحكمة والمعرفة بشكل موسوعي تشهد لذلك حوارات ألآمام علي عليه السلام وخطبه البليغة في أبتداء خلق السماء وألآرض ” نهج البلاغة – ص- 21- وخطبته الشقشقية – ص- 33- وخطبته في ذم أختلاف العلماء في الفتيا – ص- 53- وخطبة ألآشباح –ص- 142- وخطبته في ذكر الملاحم – ص- 234- وخطبته في التوحيد – ص- 299- وخطبة القاصعة – ص- 313- وكتاب عهده لمالك ألآشتر – ص- 457- الذي أعتبرته ألآمم المتحده من خلاله أعدل حاكم ظهر في التاريخ البشري , وأذا أستعرضنا حوارات ألآمام علي وحوارات أبنائه المعصومين نحتاج الى مجلد ضخم , ولكننا فقط نشير الى أن عجزا بتكافؤ ألآدلة عجزا
مغالطات أبن تيمية التي سببت عوقا فكريا وجمودا على الظواهر أنتج الوهابية في القرن الثامن عشر ميلادي والوهابية أنتجت عصابات داعش ألآرهابية التكفيرية التي عاثت فسادا وأساءت لسمعة ألآسلام أساءة بالغة , واليوم عندما تتحرر مدن العراق من عصابات داعش كما تحررت أخيرا القيارة بدون نازحين وبدون قتلى مدنيين فأن ذلك يعد أنتصارا مميزا على ألآعلام العراقي وألآعلام العالمي الشريف أبراز هذا ألآنتصار بأبعاده ألآنسانية والعسكرية التي تتظافر فيها جهود الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر مع الجهود الشعبية للمواطنين العراقيين الذين يتبرعون بالمساعدات الغذائية والمالية للمقاتلين في جبهات الحق ضد الباطل , ويبقى العمل الفكري مسؤولا عن هدم ثقافة أبن تيمية التي شكلت فسادا ثقافيا تقوم عليه الوهابية وتغذي شباب العالم ألآسلامي والمنطقة العربية بمؤازرة أموال النفط العربي الذي تحول نقمة تديرها مخابرات المحور التوراتي .