الإستحواذ على هدف كالنفط يستدعي إيهام أهله بغيره , وإلهائهم بما يجعله حالة منسية أو غير معتبرة وليست ذات دور وأهمية في نظرهم , ولهذا طغت على حياتهم تفاعلات تبعدهم عن الغاية المطلوبة , وتمنح الطامعين بنفطهم أعظم الفرض وطاقات التمكن والإقتدار.
وما يجري في البلاد النفطية , يؤكد بالأدلة الدامغة والأساليب الطامعة , إلى أن جميع المواطنين عليهم أن يعيشوا في ضنك وتصارع , وأن تطغى على وجودهم افكار وضلالات وأوهام تأخذهم إلى سوء المصير وتحشرهم في سقر.
والساعون نحو النفط يتحركون بحرية وأمان وهيمنة وقدرة على التحكم بمنابعه , وإلى أية جهة يذهب وكيف يكون سعره , فالنفط ليس من ملك أهله , وإنما من ملك الذين يضحكون على الشعب المغلوب على أمره بالمتسلطين عليه , من الذين جيئ بهم لتحقيق أسهل السبل للوصول إلى الغاية المنشودة وإدامة القبضة الحديدية على النفط.
ولهذا فأن أية مشكلة في المنطقة لا يمكنها أن تصل لحل , بل أنها تتطور وتتعقد وتستنزف الموارد والبشر , وتخرب العمران وتمضي على هذا المنوال لعقود طوال.
بدأت بالحرب العراقية الإيرانية وما حولها وما بعدها وقبلها , ومضت بمتوالية هندسية تدميرية للشعوب والأوطان , التي يتم دفع قادتها إلى منزلقات خطيرة لم تكن بالحسبان.
وآخرها ما يجري في اليمن , وكيف تم إنزلاق أكبر ثروة نفطية إلى مستنقعه , وتم تمرير لعبة الحرب القصيرة الأمد بذات الأسلوب الذي مُررت به إنزلاقة الحرب العراقية الإيرانية ومضت مستعرة ولا تزال.
والمشكلة أن المنطقة لم يظهر فيها قادة يستوعبون الصورة الكاملة ويفهمون قوانين اللعبة , لأنهم جميعا من ذوي العقائد الوهمية , ومن الذين تعميهم أوهامهم وتصوراتهم التي يندحرون فيها , ويغيبون إلى حد الإنقطاع والتخندق والإستنقاع المرير , فيتم أخذهم إلى حيث تتطلب الغايات وتتنوع الوسائل المجردة من أبسط القيم والمعايير الأخلاقية , لأن إرادة الغاب هي التي تحكم وتقرر وتتسيّد!!
فالمهم أن يكون النفط مقبوض المصير , و لا يعني القِوى سواه من مصير!!