22 نوفمبر، 2024 10:09 م
Search
Close this search box.

الاكراد وحلم الاستقلال

الحركة التحررية القومية الكردية جذورها قديمة  فمنذ ثورة الشيخ محمود الحفيد ( 1881 – 1956 )  الملقب ب ( ملك كردستان )  والى يومنا هذا سعى ويسعى قادة الكرد  الى تحقيق الحلم الكبير الذي  وحسب تصريحاتهم هو حلم كل مواطن كردي بالحصول على دولة ذات طابع قومي كردي  مستقل بسيادته وحكومته ، بالرغم من ان أقليم كردستان يحمل الكثير من مقومات وسبل نجاح اعلان الدولة الكردية إلا أن مشروع الانفصال وولادة دولة كردية  في الوضع الراهن يحمل الكثير من التعقيدات  فالدول الجارة للدولة الكردية لاتشهد استقرار أمنيا ولاهدوءا وتعيش هذه المناطق مرحلة تقسيم سايكس بيكو  جديدة  غير واضحة المعالم   ،  فالعراق وسوريا مازالا يحترقان بنار الصراعات المذهبية والطائفية التي تزداد عمقا يوما بعد اخر وهي تتأجج بمباركة الدول الكبرى التي يهمها عدم استقرار المنطقة وسكونها  ولازالت الظروف  غير مؤاتية للترحيب بالدولة الكردية من قبل الجارتين الإقليميتين تركيا وإيران  أمامصير  كركوك ( قدس كردستان   ) فمازال بين  ( حانة ومانة ) هل ستضمّها الدولة  الكردية الى حدودها وينتهي الصراع حولها بتنازل حكومة بغداد عنها وماذا عن المناطق الاخرى التي تحررت ك شريط سنجار  و زمار وبعشيقه  وبحزاني وسد الموصل .
 نعم هناك استفتاءات ستجرى في المناطق التي تم تحريرها من قبل  البيشمركة لتقرير عائديتها من قبل السكان  والتي بالنهاية ستكون حدود الاستقلال الكردي .. لكن قبل اجراء الاستفتاء الاتحتاج تلك المناطق الى توحيد الصفوف فالبيت الكردي  اليوم غير موحد في اتخاذ ءقراراته ف الخلافات الداخلية  مستمرة بين الأحزاب الفاعلة في مايخص إدارة الدولة وتقاسم السلطة. ومن اجل مصلحة الدولة العليا في حق تقرير مصيرها على  القوى الحاكمة ان تتجه الى رؤيا مستقبلية موحدة  يتحلى الجميع بروح  التآخي والمودة بينهم وتنبذ الصراعات الضيقة  بالتراضي والإقناع  لا بالإعفاء . 
لقد أجتاز الأكراد بأرادتهم وعزمهم على تحقيق حلم أستقلالهم  الكثير من الصعوبات والحواجز ويشهد العالم بأسره على أن أقليم كردستان شهد قفزة سريعة في أنفتاحه  وتعامله مع العالم الخارجي  بعدما  أقر دستور العراق لعام 2005  بأن العراق بلد فيدرالي  تعددي فأعطى الحق الدستوري للأكراد بتوسيع كيانهم و تقوية روابطهم  و علاقاتهم الاقتصادية والسياسية مع دول العالم وكان توسعهم وتطورهم بشكل منظم ومرتب  مما جعل أقليم كردستان يشكل  قوة ووجود  ذا تأثير واضح في المنطقة  وخلال فترة وجيزة  في الوقت الذي أنشغل كل أصحاب السلطة الذين حكموا العراق بخلافاتهم المذهبيه التي وسعت دائرة الانقسام بالبلد وأنشغالهم بمضاعفة مصالحهم الخاصة من سرقة  أموال الدولة دون التفكير بأدنى حد لبناء عراق جديد  فلماذا يلوم البعض منا أصرار الأكراد على أعلان أستقلالهم وبناء دولة الكرد ودخول أسم السيد البارزاني التاريخ كزعيم أول دولة كردية في المنطقة  السنا نحن العراقيين جميعنا مسؤولين عن هذا الانقسام  فالبلوة بلوانا ونحن سببها وسبب كل حالة أنقسام  وتفكك  فبعد ثلاثة عشر عاما من سقوط العراق بقوات المحتل وحمامات الدم التي سالت على مدى هذه الفترة  أليس العراق اليوم  أشبه بالقطيع السائب الذي يسير على غير هدى وتنهش لحمه كل من له مصلحة في تفتيته .   

أحدث المقالات