إنتخاب ممثل الشعب ممارسة ديمقراطية, يعني حكم الشعب لنفسه, و إختيار ممثلين عنه, وفق أسس علمية مدروسة, تتعلق بإدارة شؤون البلد, وتشكيل حكومة ناجحة, ونابعة من صميم الشعب . الجهل هو ضد العلم, وعدم الفهم السليم, و الإختيار غير الموفق, في تطبيق ما تعنيه الديمقراطية الحقيقية, والشعب الذي تكون فيه نسبة الجهل هي الأغلبية السائدة, لا يمكن أن يقوم بإدارة شؤونهم, وحكم نفسه, وإختياره لممثليه غير سليم, لإفتقاره للأسس العلمية, التي تبنى عليها مسميات ومفاهيم الديمقراطية .
تجربة الديمقراطية التي تطبق على الشعوب الجاهلة فاشلة, تدفع الشعب ليعاني من واقع مرير, يصيبه من جراء التصرفات الفردية, أو الجماعية أو الحزبية, الخاطئة, لممثلين للشعب, وبينهم الفاسدين والفاشلين, لا نميزهم, ويعود بالضرر على مستقبل الشعب . يتظاهر الشعب العراقي على من أختارهم, حكام له بإرادته, وينعتهم بمسميات تعبر عن مرارة معاناته, وما ألحق به من حيف, ومرارة خلال السنوات الماضية, على إستمرار الحكم الديمقراطي, و السبب ليس بالديمقراطية العراقية, لكونها ناجحة, ولها مردودات إيجابية في الشعوب, التي تسودها صفة العلمية والثقافية, وينخفض مستوى الجهل بين طبقات شعبها .
ثبت عند تطبيق الديمقراطية, تنقصنا المعرفة وفهمها لتطبيقها وممارستها, لأسباب كثيرة, لمسناها عند دعوة المرجعية, للتعبير عن إرادتنا بالتظاهر, إستطاعت بعض الفئات التي لا يخدمها بناء وإستقرار و إصلاح البلد, بالصورة الصحيحة ورفاهيته, اختراق التظاهرات وبث سمومهم بين المتظاهرين, لكونهم يعيشون متطفلين على مقدرات الشعب, ونهب ثرواته .
إنقسمت تظاهراتنا لتعبر عن مصالح أشخاص, أو فئات تدعم وتؤيد الفساد, وتطالب بإستمرار الفاسدين والفاشلين بمناصبهم, رغم أن وجودهم لا يخدم مصلحة البلد أو المحافظات. الكوارث التي تصيب الشعب قليل الوعي والإدراك, أن ينقسم بين مؤيد ورافض, وهذا الإنقسام دفع بالعراق ليكون على شفا الهاوية, علينا الحذر واعادة حساباتنا من جديد. تطبيق الديمقراطية بصورتها الجميلة, على الفرد لا ينظر من جانب مصلحته الخاصة فقط, ويختار بالعلاقات الشخصية, ورابطة الإختيار بالمصلحة المادية أو العشائرية, التي تقدم خدمة لشخص واحد, إنما يجب أن يكون الإختيار لما هو أصلح, ويحمل أفكار تخدم البلد.
غمس السبابة بالحبر الأزرق, لها خيارين الأول الإختيار الأسوء, والذي لا يصلح ليكون يمثلك ويمثل بلد, هذا يعني أنك غمست سبابتك بقلب أخيك, وخيانة لبلدك, أما الثاني عندما يكون خيارك للأصلح, ومن تجد فيه المصلحة العامة للشعب وللبلد, هذا يعني إنك أوقدت سبابتك شمعة تنير طريقك, وطريق شعبك, ويدفع البلد نحو الرقي والتقدم, والإختيار الصحيح .
الرجل المناسب في المكان المناسب, وهذا يجعل إتجاهنا صحيح لبر الأمان, وما يدعوا إليه ديننا الإسلامي, والمرجعية الدينية, ويعني وحدة الصف وتماسكه, لبناء العراق الحديث, وفق برنامج إسلامي حضاري متطور . الأيام القريبة ستحكم بإختيار الأصلح والأسلم, ومحاسبة الأسوء, أما العزوف والمقاطعة, تعني رجاحة كفة الأكثر سوء, الذي يلتف حوله المأجورين ومن باع الضمير, و دفع البلد نحو الهاوية, ويستمر واقعنا المرير حتى الهلاك .