5 نوفمبر، 2024 3:42 م
Search
Close this search box.

مَنْ ينصف عاصمة العراق الاقتصادية؟!

مَنْ ينصف عاصمة العراق الاقتصادية؟!

مدينة الحجارة الصلبة، البوابة الخارجية التي تربط العراق بالعالم، تعج بالحركة والحرية، والتعايش والتسامح، ومَنْ يكتب قصصاً عن البحر، لابد أن يذكر مدينة الأنهار والنخيل، إنها البصرة الفيحاء، ففيها أهم موانئ العراق، الذي تنشط فيها الحركة التجارية، من شتى بلدان العالم.
 تقع البصرة عند ملتقى الحدود الإدارية، بين العمارة والناصرية من الجهة الشمالية، ومن الجهة الشرقية حتى نقطة الحدود المثبتة سابقا،ً على شط العرب قرب مخفر الشلامجة، الواقع على نهر اليخين المتفرع من شط العرب، ومن الجهة الغربية الناصرية والديوانية. إن خصوصية البناء العمراني في محافظة البصرة، لا يضاهي ما تقدمه للبلد من ثرواتها، التي تملأ باطن برها وبحرها، لو كانت هذه المدينة، في أي دولة من دول العالم بخيراتها، لباتت الخدمات المقدمة لأبنائها في أوج تقدمها، وتأخذ استحقاقها مقارنة بما يقدم سابقاً من خدمات لهذه المدينة الصابرة.
المفارقة في أمر هذه المحافظة، هو أنها تعيش فقراً وضعفاً في توفير الخدمات، على الرغم من أن الجميع يأكل من سلتها خيراً وفيراً، وهذا ما جعل الأنظار تتجه إليها، فلابد من وجود شخص يطالب بحقوق البصريين، بغية النهوض بواقع محافظتهم، التي دفعت الغالي والنفيس، أيام مقارعة النظام البائد.
 إن أهل البصرة أدرى بشعابها، لهذا كانت دائماً تطالب بإنصافها، لتولي الأكفاء من أبنائها مناصب سيادية، لكن طيلة العشر العجاف، التي سبقت الحكومة الحالية لم تنصف المدينة، حتى يكون أحد أبنائها، في موقع يسمح له بخدمة أبناء محافظته، أما الآن فقد أنصفت المحافظة، بإستيزار أثنين من خيرة أبنائها لوزارتي النفط والنقل، والحق يقال أفضل ما حدث في حكومة التكنوقراط، هو إنصاف هذه المحافظة، حين دفع بقوة الوزراء الجدد، وحصلا على ثقة البرلمان، وهم من أبناء البصرة الفيحاء الأصلاء، الأكفاء ليكونا عوناً لمحافظتهما.
  الخطوة التي أتخذها تيار شهيد المحراب، بدعم الوزيرين الجديدين، وتحميلهما مسؤولية مقدسة وهما عمامة رسول الله، وعمامة المرجعية الرشيدة، لتقديم أفضل ما لديهم خدمة للبصريين، فكلاهما رمز للعدالة والمساواة، والنزاهة بأعظم معانيها وتطبيقاتها، ما هي إلا دليل على وفاء أبناء الحكيم، لمواثيقهم تجاه أهل البصرة الكرام، فمن غير المعقول أن محافظات العراق كافة، تأكل من خيرات أرض البصرة، ولا يوجد ممثل لها في أي منصب حكومي، عليه ستبدو الأمور في قادم الأيام على أحسن ما يرام، في مجال الثروة النفطية والغازية، والسياحية والمعدنية، ولن تعيش المحافظة بعد الآن، مفارقة في واقعها الاقتصادي، إذا تطور عمل الوزراء، وتعاملوا بروح الفريق المنسجم، من أجل إنعاشها وإنصافها.
ختاماً: للحقيقة وجه واحد عن البصرة الفيحاء، وهي أن المحافظة شريان الحيوي للعراق، ورئته التي تعج بالثروات العظيمة، حيث منحها الباريء (عز وجل)، لذا على الوزيرين أن ينتفضوا للمهمة بكل همة، وبوادر أفعالهم تنبأ بالخير لأهليهم، فمدينة بحجم البصرة وثقلها الاقتصادي، والسكاني، والثقافي تستحق المزيد. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات