إيران في المستقبل القريب ستكون الحليف الاستراتيجي لأميركا في الشرق الأوسط بدلا من السعودية .ليس مستبعدا على الاطلاق أن تنتهي صفحة داعش لأن أميركا تتبع سياسة الحرب بالوكالة أو تتبع سياسة المستشارين وهي سياسة لا تكلفها الكثير لا ماديا ولا روحيا فجيشها بعيد عن ساحات القتال ولا يوجد غير عدد من المستشارين بمهمات ليست قتالية إنما استشارية أو تدريبية .
بالمقابل فأن هذه الحروب يتحملها من يريد أن يتحملها كالجماعات الارهابية التي تمولها السعودية ضد العراق أو ضد سوريا أو حربها ضد اليمن .. فهي على الارجح حروب بالوكالة تدعمها أميركا دعما لوجستيا على مستوى الإدارة العليا لما تقتضيه ستراتيجياتها العسكرية والسياسية في المنطقة ..
فأذا ما أقتضت الضرورة إنهاء داعش رغم ما تمثله داعش من خط هجومي ودفاعي في نفس الوقت لإسرائيل وخط ضغط ومساومة آخر على الارض للحصول على مكتسبات فلن يكون ذلك صعبا على أميركا لأن هناك غيرها من تحمل هذه التكاليف … لذلك ليس مستبعدا أن تنتهي داعش وإلى الأبد … هذا بالإضافة إلى أن داعش كورقة طرحتها أميركا بدأت تشب فيها النار .
ولكن من المستبعد جدا أن تنتهي العلاقة بين أميركا والسعودية .. فلطالما كان عمالقة ال سعود وفكرهم السفياني وقودا يضيء مشعل تمثال الحرية على سواحل نيويورك الباردة .
فما حدث بين هاتين الدولتين من مهاترات ومزايدات وتهديدات خصوصا بعد هبوط أسعار النفط الذي يدخل عامه الثالث والاتفاق النووي الإيراني الذي جعل الأنبوب النفطي الإيراني دافئا مرة أخرى بعد حصار دام لعدة سنوات في الوقت الذي كانت فيه السعودية تتوقع ان تضرب اميركا أو إسرائيل مفاعلات إيران النووية ولكن هذا لم يحدث وكذلك الحرب على اليمن و الرفض السعودي للاستشارة الأميركية بإدخال الحوثي وقواته ضمن الدولة ،كل ذلك ألقى بظله على طبيعة العلاقة بينهما .
قد نجد في المستقبل ما يؤدي إلى أن تسوء العلاقة بينهما إلى حد الطلاق بدون رجعة …ولكن هنا يطرح سؤال مهم.
من سيكون البديل الستراتيجي لأميركا في المنطقة غير السعودية ؟
لا أعتقد أن البديل هو دولة قطر لأن قطر لا تملك البعد الجغرافي ولا الاقتصادي ولا الديني كالسعودية .هل سيكون العراق ؟
لا أعتقد أن العراق سيكون البديل لأن العراق الآن ضعيف ولا يملك قراره .
هل ستكون إيران هي البديل ؟
انا اعتقد ان الحليف المنطقي لأميركا في المنطقة بدلا للسعودية هي إيران لعدة أسباب:
أن إيران هي النقيض للفكر السني المتشدد في المنطقة.
أن إيران تمتلك البعد الجيوسياسي مما يؤهلها أن تكون راعيا للمنطقة مع وجود عراق ضعيف تابع لها في القرار .أن إيران تمتلك ترسانة عسكرية كبيرة.
أن إيران دولة نووية .أن إيران دولة نفطية ..
أن إيران كانت حليفا سابقا لأميركا في أيام الشاه .
أن إيران الآن دولة مصالح وليست دولة دينية بمعنى الكلمة وهو العامل المهم الذي سيكون بمثابة حجر الارتكاز لأميركا في تغيير السعودية كحليف ستراتيجي بالمنطقة .هذه العوامل بمجملها لربما قد تدفع أميركا لأن تضع السعودية في سلة المهملات وتستبدلها بإيران التي تحمل نموذجا شيعيا يبدو أنه تخلص من عقد الماضي التي تحرم التعامل مع أميركا أو التي تعتبر أميركا شر محض وأنه لا يمكن الوثوق بها ابدا … الخ من القواعد التي ضربتها ولاية الفقيه الخامنائية عرض الحائط .
ما أريد قوله إنه لم يعد هناك ما يمنع من أن تكون إيران هي البديل للسعودية أو الحليف الأقوى لأميركا في المنطقة تماما مثلما كانت إيران الشاه سابقا الحليف الأقوى لايران في المنطقة وعلى ما يبدو ان النزعة الفارسية تحنو دائما إلى العلو والكبرياء رغما عن الدين والمبدأ .
ولكن هذه الصداقة المستحدثة أو الزواج الجديد بين العم سام وولاية الفقيه الايرانية سيفرض واقعا جديدا على كلا الدولتين لابد من تنفيذه ..
مثلا //
على إيران أن تضع جدارا من نار بينها وبين إسرائيل ممنوع تجاوزه ، ولعله سيتم تحويل حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله إلى منظمة إنسانية تماما مثلما تم تحويل فيلق بدر العسكري إلى منظمة إنسانية كشرط فرضته أميركا على المجلس الأعلى للدخول في العملية السياسية …
على إيران أن ترفع يدها عن سوريا … وهكذا .
كما أن على أميركا أن تعمل ما هو لازم لتنصيب إيران على عرش سيادة الشرق الأوسط الجديد .
بمعنى أدق وأوسع… فأن أميركا ترحب بإيران كدولة راعية للتشيع ولكن ليس التشيع العلوي إنما التشيع الأميركي الجديد ..
لذلك فلن يكون مستبعدا على الاطلاق أن تجد الكوفية إلايرانية تلتف حول عنق تمثال الحرية ليقيها من موجات خليج نيويورك الباردة.
التحالف مع إيران وهي تحمل تشيعا أميركيا أفضل بمليون مرة من عراق يحمل تشيعا علويا حقيقيا يحاول أن يؤسس له السيد مقتدى الصدر .