يستذكرالعالم العمل الإنساني في التّاسع عشر من آب / أغسطس من كل عام،حيث يحتفل المجتمع الدّولي بهذه المناسبة وفاءً لذكرى العاملين في هذا الحقل و الّذين لقوا حتفهم أثناء تأديتهم لواجبهم. يعتبر هذا اليوم أيضًا مناسبة للإحتفال بالإنسانيّة المظلومة وبروح العطاء الّتي تلهم النّاس وتدفعهم لمساعدة من احتاج لأي نوعٍ من العون ، حتّى في الظّروف الصّعبة والخطيرة، مجازفين غالبًا بأرواحهم خلال المهمّات التي كلفوا بها خدمة للبشرية ووضعوا المخاطر خلف ظهورهم دون مبالات او خوف من العواقب .وهي تذكرة سنوية رائعة أمام هدير الأمواج، و لهيب النار المضطَّرم، و أنين وصرخات الأطفال واستغاثات النساء، وهياج البحر، وتحت القصف والدمار والهول ومنظر الدماء المتضرج المتفجر القاني اذا ما استغلت بعد تظافر الهمم وتم الاعداد لها بشكل منظم و تقديم المساعدة المنقذة للحياة ولكن يتعين ضمان الوصول الإنساني ، الآمن وبدون إعاقات والجدية بضرورة العمل على تخفيف المعاناة دون استثناء . وهي أيضا مناسبة للاحتفاء بالعاملين والمتطوعين في المجال الإنساني المرابطين في الخطوط الأمامية للأزمات من خلال عطائهم الغير المشروط أو من خلال لفتة أو مساهمة مميّزة قاموا به .ولم يزل هذا اليوم منذ أول احتفال به يمثل يوما خاصا للإقرار بأفضال العمالة في المجال الإنساني ممن لقوا حتفهم في أثناء أداء واجبهم الإنساني، كما أنه غدا مع مرور الوقت بمثابة حملة إنسانية عالمية سنوية للإعلاء من شأن الروح الإنسانية وحشد الناس ودعوتهم إلى العمل من أجل عالم أكثر تراحما وتعاطفاً. ويراد من الاحتفال بهذا اليوم في هذا العام — تحت شعار “إنسانية واحدة” —وما ترتب على ذلك من التزامات سيقدم من خلال تنفيذه الدعم لاكثر من ـ130 مليون محتاج في العالم . وتزداد تميزاً وتغيظاً عندما ينافق البعض بالإنسانية وحقوق الإنسان وهم فعلاً قد آووا الكثير من المهجَّرين، لكنهم هم أو بعضهم يخطط ليلاً ونهاراً على كيفيت تدمِّر بلاد الاخرين وكيف يسرقون ثرواتهم، وبإمكانهم لو أرادوا إطفاء هذه الحروب لفعلوا.
في هذه المناسبة يجب أن نقدم التحية لشجاعة وبسالة العاملين في المجال الإنساني سواء كانوا مع الأمم المتحدة أو شركائها المسؤولين عن ضمان الوصول الإنساني والتفاوض على ذلك الوصول، ووضع البرامج، وتوفير المستلزمات مثل الغذاء والدواء بالطرق المختلفة الأخرى ليتوفر الامن والمأوى والمياه والدواء للناس والتعليم لأبنائهم. إن التحدي ليس فقط احترام شجاعة العاملين في المجال الإنساني، ولكن يتمثل أيضا في الإقرار بأن تكون جهود مشتركة وواجبات لضمان حمايتهم أثناء أداء عملهم المتجرد من الأنانية.
وبالطبع فان جهود الأمم المتحدة يتعلق الأمر بوحدة جميع بلدان العالم وعملها معا من خلال المؤسسات التابعة لها ، المنظِمة لها باع طويل في العمل الإنساني بحقوله كافة حول العالم، و تجربته الطويلة والثرية في هذا الشأن التي يمكن أن يستفيد منها العاملون والعاملات في حقل العمل الخيري في كل أنحاء المعمورة .ومن واجبها العمل على صياغة رؤية مؤصلة ومحكمة تتعلق بالعمل الإنساني، وتزويد العاملين والعاملات في الميدان بالمعارف التي من شأنها أن تساعدهم في تنمية كفاءاتهم، وتوفير الحماية اللازمة لهم أثناء قيامهم بواجبهم في تقديم المساعدات والمعونات والمواد الإغاثية والإسعافات الطبية لضحايا الحروب والكوارث وسواها من النكبات التي تتعرض لها البشرية حول العالم وتعزيز التعاون الميداني المشترك من خلال تشكيل وتعزيز فرق عمل تضم أعضاء من المنظمات المشاركة ، تشترك في بعثات ميدانية لتوحيد الرؤية في سبيل تطوير العمل الميداني المشترك المباشر، وتشجيع التعاون بين المنظمات الإنسانية الدولية والإسلامية واللجنة الدولية للصليب الأحمر،
نعم يجب أن تسعى المنظمات الانسانية والاغاثية التابعة لها في زرع الأمل للناس الذين يحتاجون للمساعدة بشدة، وأن يصلهم العامل في المجال الإنساني حتى عندما لا يتمكن الآخرون من العمل بذلك ، حيث هناك اعداد هائلة من الناس بحاجة ماسة للمساعدة السريعة التي لاتقبل التأخير ولشدة العوز . و يمكن فعل المزيد ، على ان لايسمح للسياسة في التدخل في عملها والصعوبات والقنابل والكوارث الطبيعية التي تحدث من وقت لآخر بأن تعرقل قدراتها على الوفاء باحتياجات أولئك الناس الذين تشترك معهم في الأسرة البشرية. ولها الامكانية والاستعداد والقدرة ، ولديها الادوات التي تساعد على توصيل المساعدات في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وليبيا ودول افريقيا ابتليت بحروف ظالمة اليوم مثلاً وعندما يُسكَتُ عن المجرم الحقيقي والمستفيد الحقيقي من هذه الحروب ، و بحاجة إلى ضمان الوصول بدون إعاقات ، وصِفة الإستعداد للتضحية بلا حساب، وبلا حدود و أعلى درجة من الإستعداد للتضحية. و للعمل الإنساني المحايد والغير منحاز، ويجب أن يكفل لكل الأطراف المتحاربة ومن يتمتعون بالنفوذ لديهم الوقت في تنفيذ وقف إطلاق النار أو تطبيق هدنة اذا ما فكروا بالعمل الانساني ، بغض النظر عن المسمى،ما دامت المدافع ستصمت ويستطيع عامل الإغاثة الوصول الى المحتاجين .