بغداد/دنانير/.. يطل علينا شهر محرم الحرام في كل عام والذي فيه طقوس خاصة لدى العراقيين حيث يقوم البعض بارتداء الملابس السوداء ورفع الرايات فوق المنازل ونصب مواكب العزاء حزنا على حفيد الرسول محمد (ص) الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) والذي يصادف ذكرى استشهاده في العاشر من شهر محرم والذي يعرف بيوم (عاشوراء).
ويعتقد المؤمنون ان الامام الحسين ضحى بنفسه من اجل احياء دين جده رسول الله الذي كاد ان يمحى في عصره وكذلك من اجل نصرة المظلوم والقضاء على الفساد والعبودية ونشر الفكر والعلم والحرية واعطى رسالة الى العالم باسره بكيف ينصر الدم على السيف.
ويركز المعزون بعاشوراء على الايام العشرة الاولى من محرم حيث قسم العلماء هذه الايام لاحياء ذكرى استشهاد اصحاب الحسين واقاربه الذين استشهدوا معهم في موقعة الطف في ظهيرة العاشرة من محرم الحرام سنة 61 للهجرة، 12 اكتوبر سنة 680 ميلادي.
وتشهد الاسواق العراقية لا سيما تجارة الاقمشة والملابس السوداء والرايات الحسينية اقبالا شديدا حيث تمكن التجار من استيراد الكميات المطلوبة من ايران والصين قبيل محرم الحرام .
ويقول محمد الكناني، (صاحب محال لبيع الرايات والاقمشة)، ان “هناك اقبال كبير من قبل المواطنين على شراء الرايات الحسينية وصور الائمة المطبوعة على الاقمشة وكذلك الاقمشة السوداء بالنسبة للنساء قبيل بداية شهر محرم بعشرة ايام لاستقبال هذا الشهر المبارك”.
واضاف لوكالة /دنانير/ ان “اغلب التجار جهزوا بضاعتهم الخاصة بشهر محرم منذ اشهر وتم استيرادها من دولتين هما ايران والصين”، مشيرا الى ان “الاسعار مقاربة لاسعار السنة الماضية”.
واشار الى ان “الارباح تكون بشكل مضاعف خلال هذه الايام على اعتبار الاقبال شديد والكثير من المؤمنين يتبركون بهذه الصور والرايات خلال شهر محرم، بالاضافة الى مواكب العزاء يحتاجون الى رايات كبيرة ووشاح اسود من الاقمشة “.
وعلى الرغم من مرقد الامام الحسين واخيه العباس واصحابه الذين استشهدوا معه ومكان المعركة التي استشهدوا بها توجد في كربلاء الا ان مجالس العزاء في عاشوراء تقام في سرادق وهيئات خاصة تُنصب في شوارع مدن بغداد والمحافظات، كما تقام في منازل الكثير من المواطنين ممن اعتادوا على اقامة هذه المجالس.
وكنوع من التقليد اعتاد النسوة على شراء عشرات الأمتار من الأقمشة السوداء ونشرها على الجدران الداخلية لغرف الضيوف في منازلهن، بالاضافة الى تقديم الاكل والشرب للمعزين ثوابا على ارواح شهداء الطف.