19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

متى نرى زهور الربيع العربي..؟

متى نرى زهور الربيع العربي..؟

كتبَ أحدهم عن الربيع العربي معلقاً على ماحدث في ليبيا إلى أن وصل إلى مقتل القذافي وقال :ان مايجري في ليبيا خصوصاَ والمنطقة العربية عموماً ليس ربيعاً عربياً مؤكداً أن حدث تسابق مع فرض سايكس بيكو جديد على منطقة لوراثة بقايا المشروع القومى العربي لصالح مشاريع أمريكية – أوروبية . إيرانية . تركية . إسرائيلية  وهذا نتيجة طبيعية لغياب مشروع عربي يحفظ حقوق ومصالح الشعوب العربية ‘ ونحن ومن وجهة نظرنا المتواضعة تحدثنا في أكثر من مقال حول إنتفاضات شعوب المنطقة ‘ وعن محاولات الدول الغربية عموماً و الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص ‘ وكيف يتحركون بكل إمكانياتهم المتاحة ‘ وهي كثيرة مع ألاسف بالقياس للقوة التي تتحرك بها تلك الإنتفاضات ‘ من أجل إجهاض حلم التغيير لاكثرية الجماهير المنتفظة .  ومن الواضح أنهم ‘ يستفادون من  واقع البلدان التي تحدث فيها الإنتفاضات .وهنا وبعيداَ عن نظرية المؤامرة نرى ‘ واتمنى أن نكون على خطأ لصالح تضحيات الشعوب المنتفظة ‘ أن مايحدث أمام العيون  ووراء جدران سميكة يدفعنا أن نكون قلقين على ربيع الشعوب وتفتح زهوره.
كما هومعلوم ‘ أن الانتفاضات التى سميت بالربيع العربي بدأت في مرحلة بعد الأزمات المالية التي عصفت بأمريكا وأمتدت إلى أوروبا ‘ ولاتزال تهدد الأوضاع الإجتماعية  لمعظم شعوب العالم ‘ كذلك بدات الانتفاضات و ظهرت قبلها بقليل  السيطرة القطبية الأمريكية الواحدة عجزاً عن فرض السلم والإستقرار وإحتواء تناقضات المصالح المتعددة مع نشوء قوى جديدة صاعدة تمثل وزناً كبيراً على الساحة العالمية وبعد أن كانت أمريكا ومنذ الحرب العالمية الثانية تمثل أكثر من أربعين في المئة من الإقتصاد العالمي ‘ وهي الأن لاتمثل أكثر من عشرين في المئة من هذا الإقتصاد ‘ ولابد ان يعرف الجميع أن الثابت في السياسة الامريكية ولأعادة توازنها طريقاَ لاستمرار هيمنتها السياسية والإقتصادية  اعتمدت على ضرورة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ‘ وإذا كانت الفوضى والازمات مطلوبة فهي تخلقها وهي تقوم بإدارتها  ‘ وأن الانظمة العربية التي واجهت الانتفاضات ‘ اتاحوا للإدارة الأمريكية تنفيذ سياستها الخارجية تجاه المنطقة بناءً على مسلمات وتصورات ثابتة لعشرات السنين ومن هذا المنطلق أعلنت إدارة جورج بوش الإبن في نهاية سبتمبر 2002 إستراتيجية جديدة للسياسة الخارجية ‘ لكنها وبعد مرور ست سنوات ظهرت بوادر فشلها بالإضافة إلى إنتكاساتها المادية والمعنوية في كل من أفغانستان والعراق لأن العالم بدأ يتغير على غير هوى مخططات المحافظين الجدد.
فبالاضافة إلى هذه ألأزمات التى تمربها الإدارة الأمريكية و القوى المتحالفة معها في اوربا من جانب الأزمة المالية ‘ يظهر تعنت الدولة العبرية  بعدم الاستجابة لمتطلبات ضمان إستقرار المنطقة كما يرده المصالح الغربية  زائداً الموقف الإيرانى المتنافس القوي لهيمنة أمريكا والغرب في المنطقة ‘ إنطلقت الثورة في مصر وقبلها في تونس و بعدهما في ليبيا ولاتزال إنتفاضات سوريا واليمن مستمرة ‘لايشك أحد أن   حدوث هذه الثورات وبالطريقة التى بدأت بها ‘ أرعبت الإدارة الأمريكية و الغرب عموماً والكيان العبري على وجه الخصوص لأنها حدثت ضد الانظمة التي هي محل الاعتماد لدى السياسة الامريكية في ضمان امن الدولة العبرية بالإضافة أن محرك هذه الثورات وحسب وصف دراسات أمريكية قوى عنيفة  لايمكن التنبؤ بما ستصل إليه لاحقاً ‘ من هنا فإن تصرفات أمريكا بدأت في بدايات إنطلاقة الانتفاضات (فى تونس ومصر) على وجه الخصوص مرتبكة و متوتره فى التصرف بإتجاه إتخاذ الموقف  ‘ لانها شعرت أن أي تصرف غير محسوب لها قد تدفع قوى الإنتفاضات التى بدأت وهى متحرره في إرادتها ألى رد فعل لايكن في صالح أمريكا ‘ ذلك لأن الإدارة الأمريكية تعرف أنها ولسنوات طويلة ادارت الأمور مستندة إلى أنظمة بلا توجه وطني حقيقي أو رؤية إستراتيجية لمصلحة الوطن قبل أن تكون في مصلحة  النظام  ‘فهذه التناقضات الأمريكية والغربية إنعكست وبقوة في منطقة الشرق الأوسط  والدول العربية وأثرت على مجرى الأحداث المتعلقة بحركة الشعوب من أجل التغيير مما أدى إلى أن يرتفع صوت الشعوب التي كانت غائبة قسراً والأن ‘ تم تحقيق مطلب الشعب فى كل من تونس ومصر و ليبيا (الشعب يريد إسقاط النظام) فماهي الصورة وما التوقعات ؟ الأمور في تونس فقط (ظاهراَ على أقل تقدير حتى لانبالغ في التفاؤل) تسير بشكل جيد عموماً‘ تمت الإنتخابات وأكثرية الشعب التونسي أعلن عن موقفة ‘ ولكن وضع مصر لايزال قلق وبشكل مخيف ‘ لابد أن كثير من الناس اطلعوا على حديث الفتاة التي ألقي القبض عليها بداية هذا الشهر (ديسمبر) ونشرت مقابلة معها في عددمن المواقع ألكترونية وهي تقول فوجئنا فى غرفة التحقيق التابعة لوزارة الداخلية بانهم لايزالون يعلقون صور الرئيس المخلوع حسني مبارك الى الان وعندما سألت ظابط التحقيق أجاب غاضباَ : أنتم ماتريدوه ولكننا نريده..!! هذه أحدى الصور في الداخل أما ‘ ما تنسجة امريكا والغرب من الخارج من مخططات الفتنة الطائيفة وصراع إسلامي مع أقليات دينية من خلال إستنفار كل الطوائف في صراع لاينتهي ‘ دليل على أن أمريكا و الغرب يعملون جاهدين لعدم فسح المجال أمام تحقيق الحرية والسيادة والإستقلال للشعوب العربية المنتفظة هو من خلال إرباك مسيرة ثوراتهم وخلق فوضى تمنع سيطرة الوعي الوطني على خطوات سير الأمور كما تطمح شعوب المنطقة ‘ وعلى مانعتقد ومن خلال تصورنا ‘ أن تصرفات بعض الجهات الخارجية لتأجيل الحسم لصالح ثورات الشعوب في  سوريا واليمن وأرباك نوعية طروحات الوصول إلى الحل المطلوب شعبياَ أيضاً له علاقة بالبحث الدقيق لإجهاض الهدف الحقيقي من التغيير أن لم يستطيعوا إجهاض أساس الهدف .
لسنا متشائمين تجاه إرادات الشعوب عندما تنتفض ‘ ولكن قراءة صورة الاحداث ‘ تدفعنا ألى القلق والخوف من إطالة المرحلة وصولاً إلى ظهور زهور الربيع واستنشاق رائحة الحرية الحقيقية التي طالما انتظرتها شعوب المنطقة المسكينة …