يواجه العام الهجري الجديد 1438 نفس ما واجهته ألآعوام الهجرية السابقة من عدم قدرة المجتمع المسلم المعاصر بكل وسائله ألآعلامية التي ولدت من رحم التخلف والتقليد للآخر فصار يسمي ألآنشدوة الدينية بألآغنية الدينية , وهي تسمية غريبة لاوجود لها في القاموس الديني صاحب الخبرة الحقيقية بمشاعر الناس وخلجاتهم وهواجسهم , فالقاموس الديني يريد الفرح للناس كل الناس , ولكن بعض الناس الموزعين بين القاعدة الشعبية وبين سرادقات الحكم والسلطة هم الذين يعاكسون مفهوم الفرح بنكهته ألآنسانية ويحولوه الى حزن وكأبة , وعذاب وألم , كما تفعل هذه ألآيام عصابات داعش التكفيرية ألآرهابية , وكما يفعل المحور التوراتي بقيادة أمريكا وربيبتها أسرائيل على صناعة القهر وأماتة الفرح في قلوب الناس الذين تحولوا الى مهاجرين قسرا ونازحين تأويهم خيام العوز والذل والمسكنة ليتفرج عليهم المانحون ومنهم بعض العرب الذين يغدقون على عصابات ألآرهاب بأحدث ألآسلحة وبألآغذية المسلفنة أمعانا في تفتيت ألآمة وتغيير قيمها ومفاهيمها , وهذا التغيير يكتسب هوية القابلية للآستعمار ومثاله الذين حضروا جنازة ” شمعون بيريز ” الصهيوني الذي يعتبر صاحب مشروع ألآستيطان الصهيوني في فلسطين , ومثلما تطلق تسميات رجل السلام على الصهيوني شمعون بيريز , في لحظة أستلاب للشعور العربي وألآسلامي , كذلك تطلق تسميات ” أيران عدو العرب ” تمثيلا لقمة ألآستلاب القيمي وألآدراك العقلي الذي لم يعد يميز بين ” النشيد الديني ” المفتتح والمسجل بأسم ” طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع , وبين من يقول بألآغنية الدينية كما فعلت فائزة أحمد عندما غنت قصيدة الشريف الرضي :
يارب صلي على النبي المجتبى
ماغردت في ألآيك ساجعة الربا ؟
ونتيجة ألآستلاب الثقافي لم يعد المسلم سواء كان متعلما أو غير متعلم يميز بين ” النشيد الديني ” وبين ما يسمى بألآغنية الدينية ؟ لذلك أصبح ألآحتفال بالعام الهجري الجديد يتم من خلال تقديم ما يسمى بألآغاني الدينية وأنضم الى ما يسمى بالغناء الديني بعض فرق الصوفية التي عمدت الى أستحضار سكرة الطرب ظنا منهم أن ذلك وله روحي وهو ليس كذلك , بل هو ظاهرة تخلف عن قاموس السماء الذي جعل من النبي داود عليه السلام مقرئا للآهل الجنة لجمال صوته , ولكن صوت النبي داود لم يكن ترجيعيا يحنث بألآلحان الكلام ليجعلها مخنثة , بل يطلقها ترتيلا يصل ألآسماع بعذوبة ألآداء المبهج للروح والنفس , فقاموس السماء هو من وصف أنكر ألآصوات بصوت الحمير , وهو من جعل ريش الطاووس زاهيا يسر الناظرين ولكن جعل صوته مبحوحا بحشرجة الكأبة والحزن كما ترجم ذلك ألآمام علي بن أبي طالب “ع” في ذكرى العام الهجري الجديد نحن بحاجة الى العودة الى قيم السماء ومفاهيم ألآسلام التي كرسها عبر رحلة ألآيمان الزاخرة بالفرح وألآطمئنان والمفعمة بالمعاني التي لاتغادر بوصلة السماء .
[email protected]