عندما خلق الله العالم خلقه من اجل توحيده وإفراده بالعباده ، وهذا الشيء لايختلف عليه أثنان ، وجاء بالنبيين والرسل لغايه ! وهو نقل الرسالة الى البشر لمعرفة الذات الالهية عن كثب وتحديد المسار الصحيح لهم .ووضع الموازين والكتب ليحصي الاعمال سواء كانت حسنه او سيئه .ثم نأتي للتبليغ الذي نفذ من قبل الملك الموكل بالوحي والنبيين والمرسلين الموكلين بنقل الرسالة الشفهية للناس ، إذن هنا اقيمت الحجة على الناس وهم يعلمون .
ولكن توجد هناك استثنائات وضعتها السنن والقوانين الالهية لعذر البشر و تجاوز عنهم اخطائهم وسهوهم .التي قد تصدر من البشر دون قصد او عمد ولكن ضروف الحياة القاسية بكل جوانبها ادت الى انحراف البشر عن طورهم وتغير التصرفات والسلوكيات عن مسارها و هل من المعقول سيؤاخذ الله الناس في ذلك !وهو القائل قوله تعالى :- ” لايكلف الله نفسا الا وسعها ” والآية الاخرى “ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به” صدق الله العظيم ، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم طمأننا ، فقال: ” رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه ، رواه الطبرانىشعب العراق خير مثال يضرب عن مدى صبره وتحمله عن كل الاوجاع والآلام التي حلت به وعن القهر والحزن الذي لحق فيه نتيجة الحروب والصراعات الصدامية المتتالية وغيرها أن رحمة ربك ليست كالبشر انها وسعة كل شيء والحق سبحانه يعلم أن الوسع قد يضيق لذلك فإنه ” عز وجل ” يخفف حكم التكليف ويمنح الرخص عند ضيق الوسع ، و نحن نعجب عن بعض العرب ، وهم يقولون عن الجزائر مثلا بلد المليون شهيد مع كل الرحمة والمغفرة لهم .
ولكن عذرا ايها الجزائر أن العراق قدم المزيد من الشهداء ولايزال يقدم وقد تجاوز حتى ذلك الرقم بكثير وهو صابر محتسب في ساحات القتال ضد الأرهاب وفي الشوارع من انفجارات من جراء الأرهاب ايضا وهل سيؤاخذ الله عن الناس ذلك ولن يتجاوز خطاياهم و ضيق همهم وقلة حيلتهم .وفوق كل ذلك الحمل والعبئ الثقيل القت علينا حتى المواسم المناخية نارها وشرارها من الحر الشديد علينا وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر والمضني و لا يكاد الشتاء أن ينتهى قبل أوانه بفترة الا و قد دخل الحر علينا مره أخره بكل همومه واحزانه ، وكل ذلك الويل والثبور ، هل سيدخل العراقيون جهنم !أن الله لا يصح أن يعصي قصدا ، لأن الذي يعرف قدر الله حقا ، لا يليق منه أن يعصي الله إلا نسيانا أو خطأ ، لأن الخالق هو المنعم بكل النعم ، وبعد ذلك كلفنا ، وكان يجب ألا نقصد المعصية ولكن الضروف والمعاناة القهرية والجبرية حالت بيننا ورغم ذلك يبقى الله عز وجل ” غفور رحيم ”