ايمانا منا نحن ابناء مدينة الناصرية بالأرت الحضاري الذي تمتلكه المدينة عبر ازمنة التاريخ منذ سلالات اور الخالدة التي كانت مهبطا لأحلام الانبياء وولاداتهم وبداية كتابة الادب والاساطير والشرائع نحملُ نداءنا ورسالتنا هذه الى ابناء المدينة والمسؤولين وكل من يعنيه الأمر ، لعلها تعيننا في محاولة اشعال الضوء او حتى بصيص أمل في مشروع قديم حمله مثقفي مدينة الناصرية حول احياء الوجود الحضاري والتاريخي والأيماني لمدينة اور السومرية وجعل مدينة الناصرية العاصمة الثقافية للعراق.
هذا المشروع القديم منذ قبل السقوط ، وحتى لحظة جعل المنطقة مزارا للطائرات وكان عليه أن يكون مزارا للحجيج من مسيحيين ومسلمين كون المكان هو ما تلته التوراة أنه مهبط الولادة الايمانية لنبي الرحمة ابراهيم الخليل ع حيث يذكر في التوراة بعثهُ وولادته من اور الكلدان.
وكنا قد كتبنا أكثر من نداء لدعوة الدولة والمؤسسات الإنسانية وأهمها اليونسكو للحفاظ على روح المكان وخصوصيته بعيدا عن كاميرات الترصد وأحذية الجند والمناطق المحرمة . لأن أور كانت وما زالت واحدة من امهر صناع الحلم البشري لما حوت من رموز التراث الانساني الاول . بيت ابراهيم الخليل ع ومقبرتها المقدسة واول معبد في الكون المتمثل بزقورتها الشاهقة ، ومادام المكان مدرج ضمن الاماكن المحمية دوليا كأرث انساني من قبل المنظمة الاممية فقد اطلقنا الدعوة الى الدولة العراقية والمنظمة الدولية ان يحتفى بأور في يوم سنوي تمتد فعاليته لشهر ، وجعل مدينة الناصرية القريبة منها والتي هي حاضنة الابداع والتميز في شتى مجالات الادب والفن والفكر والسياسة ، وغايتنا تقريب رؤى الحوار الحضاري بين الثقافات وقراءة المكان واحياء ما يمكن احيائه حيث لازال التنقيب بها قليلا وليس فاعلاً منذ ان نهب اليوناردوو وولي المنتدب من جامعة بنسلفانيا كنوز مقبرة اور كلها وشحنها عبر ميناء البصرة الى الغرب ومتاحفه التي تعيش على سياحة اثارنا وكنوزنا التي مازال الكثير منها مطمورا او نهبا لمعاول السُراق وعديمي الضمير . لاسيما إن هذا المكان المقدس كان أول محطة اختارها البابا الراحل يوم فكر أن تكون اور بدء الفية الكون الثالثة في رحلته الانسانية لكن السياسة منعت ان تتشرف اور برذاذ ماء قداس البابا الفاتيكاني.
نحن سنؤسس هذا الصفحة الخاصة في الفيس بوك من اجمل دعم هذا المشروع واحياءه وجعله امرا واقعيا والذي كنا قبل ذلك قد حملنا رؤى المشروع ومفرداته في الصحافة منذ اعوام وحملناه مع الامنية والامل الى وزارة الثقافة فاعتذرت لضيق اليد والحال .واعتقد انها دعوة صادقة ليحمل هذا المشروع أن تكون الناصرية عاصمة للثقافة العراقية الى السادة المسؤولين في الدولة بكافة مستوياتها حتى ينظر الى المكان ويُعاد الاهتمام به وخاصة ما يهمنا هو الاعتناء بإرثنا الحضاري وجعله واجهة ثقافية وسياحية ولنبعد عنه خطر التلوث وتراكم انقاض الآلات الحرب حيث تجثم على صدره الان ظلال واحدة من اكبر القواعد العسكرية في الجنوب العراقي وما ان ترتقي سلالم بيت اور ــ نمو وزقورته لتعقد خلوة التأمل مع سين اله القمر لمدينة اور حتى تفاجئك الطائرات ومعدات العسكر الهائلة في نظر لا يبعد نصف ميل فيما تبعد عن ناظريك بعدة امتار قاعة اول عزف موسيقى بالكون في قصر الملك الملحن والحكيم السومري شولكي . إنها دعوة للاحتفاء بالمكان كأثر وكتقليد يمارس فيه شتى انشطة الثقافة في استعادة معاصرة لشتى طقوس الامس المبتهج.ونتمنى مخلصين أن تتظافر جميع جهود ابناء المدينة بكافة الموارد المعنوية والمادية لإنجاح هذا المشروع الحضاري والثقافي بجعل مدينتنا الناصرية (عاصمة ثقافية لوطننا العراق)