بلامقدمات ولاظنون،قصر وزير الدفاع خالد العبيدي عمره السياسي واطال من عمره الاعلامي بعد تسريب تسجيلات صوتية لعدد من النواب فهو قد يحصل على كف الرضا من رئيس مجلس النواب السابق اسامة النجيفي وقد يبستم امامه رئيس الوزراء حيدر العبادي وقد يقول له بعض الزائرين للامام الكاظم : علي وياك علي وقد يشعر بزهو النصر وعلو الهمة لكنه من المبكر الحديث عن أن جولة الحلبة أنتهت على حساب خصومه.
تُريد بعض الكتل السياسية من العبيدي أن يشظي أتحاد القوى ويحوله إلى تحالف متنافر ومتناثر لكنها بالتأكيد قد فقدت الثقة بل أنهارت وتحطمت وتطشرت.
رمى العبيدي كرة من نار وشوك في حضن تحالف أتحاد القوى أحرقت اخضر التحالفات ويابسها ومزقت التحالف من رأسه إلى قدمه.
لم يعهد العراقيون في السابق على حرب التسجيلات الصوتية بين الكتل السياسية وهي حلبة جديدة كان رائدها ومبتكرها وصاحب الأمتياز فيها خالد العبيدي بلا منازع ولا تنافس ولاجدال.
من المبكر جدا الحديث عن خالد العبيدي هو سيسي العراق أو أول الكاشفين للمفسدين لأنه وببساطة شديدة لم يتحدث سوى عن الشخصيات التي دفعت به نحو منصة الأستجواب وغض نظره عن آخرين.
يظن العبيدي أنه يكسب ودّ قلوب التحالف الوطني من خلال مافعله بجلسة الاستجواب ومافعله بعد الاستجواب من تسريب متعمد لجلسات ثنائية
كان الأفضل لوزير الدفاع أنه لايتعامل بردة الفعل في جلسة استجوابه ان كان خال الجيوب من المال العام ولم يرتكب ذنوباً مالية وإدارية.
من الخطأ التقليل من أهمية ماذكره العبيدي في جلسة استجوابه ولابد من العمل على كشف نتائج التحقيق مهما كان حجم الاسماء المتورطة فيها لكن ليس من الصحيح الاستسلام إلى أن العبيدي هو الوزير النزيه الذي كشف الفاسدين في مجلس النواب بل لابد أن يعرف الجمهور أن وزير الدفاع غض البصر والنظر وقطع السمع عن النواب الفاسدين في التحالفات السياسية الاخرى حتى لايخسر رهافة قلوبهم عليه يدعم هذا القول هو محاولته لمغازلة الشيعة في زيارته لمرقد الأمام الكاظم عليه السلام مساء يوم الأستجواب.
كان وزير الدفاع مطالبا ً بتقديم أدلة مقنعة تثبت تورط الاسماء التي ورد ذكرها بدلاً من اللجوء إلى لغة الشتائم في قبة مجلس النواب والتعامل بعصبية في هذا الملف الذي يفترض ان يفتح قضائيا وفي هيئة النزاهة وليس في قبة البرلمان.
كرة النار التي رماها العبيدي في حضن تحالف القوى ذاتها رماها في مجلس النواب فتحول جزء كبير من المجتمع إلى ناقم على مجلس النواب وهذا خطأ ستدفع جميع الكتل النيابية تذكرته السياسية في المستقبل المنظور.
كان الاولى بوزير الدفاع أن يقدم مالديه من وثائق وتسجيلات بلا مجاملة ولامحاباة للنزاهة والقضاء والجهات المختصة ويترك الحديث عنها في جلسة الاستجواب مع ملاحظة انني ارى أن موعد جلسة الاستجواب لم يكن موفقاً ولامقبولاً فكيف نحاسب وزير الدفاع وهو يروم خوض معركة تحرير الموصل بغطاء دولي؟!.
بعد ضجيج التسجيلات الصوتية العبيدية يعيش مجلس النواب أزمة ثقة بينه وبين المجتمع المنزعج من أداء الكتل السياسية وتراخيها في تقويم العملية السياسية وتقصدها الأستمرار على نظام المحاصصة.
لم تطل متعة العبيدي طويلاً ولاتصمد امام أسئلة عديدة تدور في رأس المتابعين والمراقبين بعد ذلك الضجيج ابرزها :لماذا العبيدي لم يكشف الذين ابتزوه من التحالفين الوطني والكردستاني؟ ولماذا العبيدي منزعج من الاستجواب؟ ولماذا وزع العبيدي التسجيلات الصوتية التي سجلها بشكل سري عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟
ماجرى في الايام الماضية لايؤدي الا لتعميق الهوة بين اطراف العملية السياسية وزيادة في شللها وكسر دائم للثقة بين السياسيين وتحول تدريجي إلى عشرنة العملية السياسية بطريقة طفيلية وقبل كل هذا وذاك أن طريق الإصلاح السياسي بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة عمودها الفقرى التخلص من الجيل السياسي الذي لايفهم سوى لغة المؤامرات وتحريك الأزمات والاكتفاء بدور مشعل الأزمات وصاحب الحرائق الملتهبة.
يحتاج العراق إلى شخصيات سياسية صريحة وقانونية ولاتستخدم وسائل الاتصال للتجسس وتسجيل الاحاديث الجانبية.