حين كتبت مقالي ( للفساد عمائم تحميه .. ) قبل يومين , كانت الصورة واضحة أمامي , وكنت على دراية تامة أنّ الصفقات والمساومات قد قطعت شوطا بعيدا باتجاه عرقلة التصويت على سحب الثقة من الوزير العبيدي , وكنت على يقين أنّ العمائم السوداء الثلاثة الأكثر فسادا في تأريخ التشيّع ستدعو كتلها للانسحاب من جلسة التصويت من أجل الإخلال بالنصاب القانوني , وهذا ما حدث فعلا , حيث انسحب نواب عمار ومقتدى والعلاق من الجلسة وأخلّوا بالنصاب القانوني , ليرموا بانسحابهم المشين طوق النجاة للوزير الفاسد المدان من قبل مجلس النواب خالد العبيدي , سبعة وخمسون نائبا فاسدا أغلبهم من التحالف الشيعي المريض , ضربوا اليوم أروع الأمثلة لسوء المنقلب وسوء العاقبة , سبعة وخمسون فاسدا زينّت لهم شياطينهم أنّ الإبقاء على الفاسد العبيدي , مصلحة للوطن والشعب وتجسيد لخط النبوة والإمامة .
الشعب يعلم جيدا انّ الوزير فاسد وسارق لأموال الشعب , وأنّ من يدافع ويمنع سحب الثقة عنه , متورط بصفقات الفساد معه , ويعلم أيضا أنّ الاستجوابين الأول والثاني لم يكونا استهداف سياسي كما روّجت كتل المجلس الأعلى وتيّار مقتدى والفضيلة ومجموعة العبادي المنشّقة عن كتلة دولة القانون , ويعلم كذلك أنّ الوزير لا دور له في القتال الجاري مع داعش , وأنّ من يقود حرب تحرير المدن العراقية هي قيادة العمليات المشتركة والقادة الميدانيين , فإذا كان للباطل جولة , فللحق جولات , وإن نجحت عمائم الفساد في عرقلة سحب الثقة من الوزير الفاسد وترسيخ الفساد , فيوم الحساب الأكبر مع هذه العمائم الفاسدة والمفسدة بات قريبا جدا , وإذا كان طاغية العصر صدّام قد حظى بمحاكمة , فنهاية عمائم السوء والفساد ستكون أبشع من نهاية موسوليني , لم تخدعوا الشعب , بل خنتم الأمانة وزيّنت لكم شيطانكم أعمالكم .. ( وإذا زيّن لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس ) .. صدق الله العلي العظيم